عروبة الإخباري- فجّر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس مفاجأة من العيار الثقيل بإصداره قرارا جمهوريا بتعديل الحكومة، والذي طال أهم الوزارات السيادية في غياب رئيسها، نائب رئيس الجمهورية خالد بحّاح، الذي كان يحضر القمة العالمية للمناخ في باريس.
وشمل قرار الرئيس هادي الذي قام فيه بالتعديل الهام في الحكومة منذ تشكيلها، تعيين عدد من الوزراء في الوزارات السيادية، وفي مقدمتها الداخلية والخارجية والإعلام، فيما رفضها بحاح جملة وتفصيلا واعتبرها سلبا لصلاحياته الحكومية.
وأعلنت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية التي تديرها الحكومة من العاصمة السعودية الرياض»صدر القرار الجمهوري رقم 29 لسنة 2015 قضت المادة الأولى منه بتعيين التالية أسماؤهم في المناصب المحددة قرين كل اسم منهم عبدالملك عبدالجليل المخلافي، نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للخارجية، اللواء حسين محمد عرب، نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للداخلية، عبد العزيز محمد جباري، نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للخدمة المدنية والتأمينات، الدكتور محمد عبد المجيد قباطي، وزيرا للإعلام، صلاح قائد الشنفرة، وزيرا للنقل».
وكشف هذا القرار الرئاسي للعلن عن حجم الصراع والخلاف العميق بين الرئيس هادي ونائبه، رئيس الحكومة خالد بحاح، حول أسلوب الإدارة الحكومية، وحول العديد من الملفات الشائكة التي كانت تتردد معلومات كثيرة حولها، لكنها كانت بعيدة عن دائرة الضوء.
إلى ذلك ذكرت مصادر إعلامية أن القيادي الجنوبي صلاح الشنفرة الذي عينه الرئيس هادي أمس وزيرا للنقل رفض قرار التعيين، وعبر عن استيائه من هذا القرار، واعتبره دليلا على مدى العشوائية التي غلبت على اتخاذ القرار.
ونسب موقع (عدن الغد) الجنوبي للشنفرة قوله الذي يرفض فيه تعيينه وزيراً للنقل، ويؤكد عدم قبوله بهذا المنصب أو أي منصب في الحكومة اليمنية.
وكانت الخلافات الحادة تصاعدت بين هادي ونائبه بحاح خلال الفترة الماضية حول منصب وزير الخارجية، حيث كان هادي يدعم القائم بأعمال الوزير الدكتور رياض ياسين، فيما كان بحاح يدعم إعادة وزير الخارجية عبد الله الصائدي إلى عمله بعد خروجه من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي المتمردة على السلطة في صنعاء.
وكان منصب وزير الخارجية يشكل أهم الخلافات التي عصفت بالعلاقة بين الرئيس هادي ونائبه بحاح، وشكلت عائقا أمام الأداء الحكومي، فيما أصيبت دول التحالف العربي بالحيرة من الأمر، حيث يدعم بعضها موقف الرئيس هادي، باعتباره صاحب الشرعية الوحيدة للسلطة اليمنية، فيما تدعم دول أخرى بحاح باعتباره رجل المرحلة وصاحب المواقف الجريئة.
وفيما ذكرت المصادر أن الرئيس هادي حسم بهذا القرار الخلاف مع بحاح فيما يتعلق بمنصب وزير الخارجية إثر تعيين السياسي الناصري المخضرم عبدالملك المخلافي وزيراً للخارجية، في أول منصب وأرفع حكومي يتقلده، واكتفى بتعيين عبد الله الصايدي، ورياض ياسين، سفراء في وزارة الخارجية.