عروبة الإخباري – نظمت جمعية ابناء الرصيفة-صالون الرصيفة الثقافي مساء أمس الخميس وفي اللقاء الدوري (34) امسية ثقافية فنية ، استضاف خلالها ضيف الشرف ورمز من رموز الفن الدرامي الكوميدي الاردني الفنان غسان المشيني، بحضور المخرج والفنان الاردني الكبير حسن ابو شعيرة والمخرج والفنان مازن عجاوي.والنائب قصي الدميسي ورئيس جمعية ابناء الرصيفة للثقافة والفنون الكاتب عمر قاسم وجمهور من المجتمع المحلي.
ويتمتع هؤلاء الفنانين بحضور واسع بحكم تجربتهم الفنية الاردنية الكبيرة والتي سيطرت على المحطات والقنوات العربية في ثمانيات القرن الماضي.
ولاقت الامسية التي اقيمت في كافيه رأسك بالعالي وشملت على قصائد شعرية وفقرات طربية ومعرض للفنانة التشكيلية سوزان الرمحي الاستحسان .وقدم الصالون الشكر لرجل الاعمال نادر نصرالله لدعمه اللقاء.
مؤسس البيت الأدبي للثقافة والفنون ، القاص أحمد أبو حليوة تحدث في بداية اللقاء حول علاقته بالصالون وقدم مجموعته القصصية هدية للفنانين.ثم افتتح الفنان المشيني معرض الفنانة التشكيلية الرمحي.
وأدار الناشط محمد شحادة فعاليات الجزء الاول من اللقاء بتقديم الفقرات الإبداعية حيث قدم للحضور الفنان ( أحمد عبد الحليم / العندليب )الذي لاقى الاعجاب وقدم بعده ،الشاعر ( عبد الكريم الملاح ) عدد من قصائده ،تلاه وصلة للفنان ( يوسف مبارك) .وكان للقاص احمد الدغيمات وقفة ومشاركة جميلة بقراءة بعض قصصه القصيرة جدا .
في الجزء الثاني والذي أداره الأستاذ ( عمر قاسم ) رحب بضيف اللقاء الفنان غسان المشيني ــ أبو الخل ،وطلب منه تقديم نفسه ،ليقدمه الفنان ( حسن أبو شعيرة ) الذي تحدث عن زميله ورفيقه بوصفه بالفنان “الإنسان” ، تحدث أبو شعيرة عن جوانب انسانية واجتماعيه وركز على أن المشيني تربطه علاقة كبيرة بالله والإيمان المطلق به ،
ثم بدأ الفنان المشيني بالحديث عن الرصيفة وأهلها وترابها قائلا: (( الرصيفة حلوة وناسها أحلى ، وترابها لعيونا كحلى ، يا ناس الرصيفة غابة عز ، المجد فوق جبالها سهلا ، ما هي غنية لكن . فيها رجال وصارت أغلى ، الرصيفة حلوة وناسها أحلى ))
تحدث المشيني عن الاستقبال الحار الذي وجده في الرصيفة وقال انه ينحدر من عائلة فنية ( والده اسحق المشيني وأشقاءه نبيل واسامه المشيني ) ، وتابع انه عام 1969 عمل مع هشام يانس وحسن أبو شعيرة في مسلسل ( سلي صيامك ) وتم عرض عدد قليل من حلقاته وتوقف العمل به ولم يتم صرف أجورهم والسبب -كما ذكر- أنه مد يده وسلم على إمرأة مما أنقض وضوئها .
ثم توسع في عمله وعمل أعمال مشتركه مع فنانين مصريين ومنهم ( صلاح قابيل ) الذي اقنع المشيني بإكمال دراسته في معهد الفنون عام 1973 وأثناء اندلاع حرب 73 عاد المشيني للأردن وعمل فيها ، وقال ان المعهد هو من علمه وهذبه كفنان وعلى الرغم من إهماله دراسته قديما إلا أنه امتلك الدافع لتعويض سنوات عمره السابقة وثابر في دراسته.
وذكر المشيني أنه كان يتقاضي من المعهد مبلغ عشرة جنيهات في ذاك الوقت ، تفوق المشيني وثابر ونافس ، وحصل على بعثة إلى أمريكيا ، وهناك في الغربة كما يقول المشيني هو أردني وقضيته فلسطين العربية وقد تعززت لديه هذه الحقيقة الراسخة عندما شارك في ورشة عمل عن مهرجان الطفل وقد تفاجأ بوجود مشاركة ( صهيونية ) بأغنية مما حدا به أن يرفض العمل ويرفض الصعود للمسرح بوجود مشاركين من أعداء الأمة العربية وأعداء الإنسانية ، وقال انه اضر أن يقدم عملا على المسرح فأصر أن يقدم العمل عن فلسطين العروبة ، فلسطين الوطن ، وعلى الرغم من ضعف اللغة إلا أن دافعه ومحركة للعمل كان اقوي من اللغة فاستعان بطالبة سودانية للتحدث عن فلسطين وعن قضيتها ، تحدث المشيني لكل الوفود المشاركة وكانت فلسطين حاضرة تفاعل معه ومع كلماته الكثير الكثير من الوفود المشاركة فتحدث عن المخيمات والمآسي عن الضياع والالم عن المعاناة ، ,
وفي حرب 67 قال المشيني إن والدته من ( بيت جالا ) أحس المشيني بحجم الألم الذي يعتصر قلب والدته وهو المحروم من الأب واستمع المشيني لأنين الأم ووجعها على فلسطين ، تحايل عليها واستطاع أن يقنعها بمنحه مبلغ ( عشرة دنانير ) واضطر لإخبار والدته انه سيذهب الى رحلة ، ولكنه كان ذاهب إلى فلسطين مع مجموعة من الأصدقاء وقطع النهر ووصل الى فلسطين ليلحق بركب المناضلين وهو لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره وهناك تم إلقاء القبض عليه وعلى رفاقه وعلم أهله بما حدث فأرسلوا من يحضره ويعيده للأردن .
المشيني مؤمن بأن هناك رب واحد رب الجميع ومن هذا المنطلق عاهد المشيني ربه وعاهد نفسه وأهله ووطنه بعدم الإساءة وقال نحن بشر وعلاقتنا بربنا يجب أن تظل قائمة لأننا اضعف من أن نكون أقوى إلا بمشيئة الله ، ولأن الفن رسالة فعليه أن يواصل رسالته ، وانضم لفرقة الفنون الشعبية مما أتاح له لقاء ( صلاح أبو هنود ) الذي اكتشفه وشجعه لإكمال مسيرته الفنية.
حرب الخليج
والحركه الفنية بالأردن سقطت بحرب الخليج نظرا للمقاطعة الخليجية خاصة لكل ما هو أردني وما يتعلق بالفن الأردني ، وعلى الرغم من ذلك أثبتنا وجودنا بأعمالنا التي غطت فضاء الوطن العربي بالتعب والعرق والجهد حققنا الكثير ، ولا يوجد لدى الفنان غير الفن ، نحن ظلمنا ، قديما كانت منافستنا كفنانين أردنيين مع22 محطة ، كانت أعمالنا تقدم في كل محطات الوطن العربي دون رقابة لأنها كانت انظف وأجمل وأروع ، وألان نجد آلاف المحطات تقدم كل ما هو فاضح وكل ما هو رخيص ، ومن هنا ولأننا أردنيون نرفض أن نقدم ألا ما يليق بنا لأننا نحترم هذا الوطن وهذا الشعب ولدينا من الأخلاق والمبادئ الكثير ، وأنا كفنان متعصب لوطني الأردن ونحن كلنا أردنيون من اجل الأردن وفلسطينيون من اجل فلسطين ـ وتابع المشيني ان الأردن قد ساهم في إشهار الكثير الكثير من الفنانين العرب وهنا لا بد ان اذكر الفنان اللبناني الذي لم يجد غير الأردن كحاضنه للفن انه الفنان ( رشيد علامه ) وأيضا الفنانة ( نضال الأشقر ) والفنان ( جورج حداد ) .
واكمل المشيني حديثة الممتع ورد على الكثير من استفسارات واسئله ومداخلات الحضور .
وقام عضو الادارة السيد ( محمد استيتية ) بتقليده الميدالية ،كما قدمت الفنانة التشكيلية ( سوزان الرمحي ) لوحة جميله كإهداء خاص للفنان المشيني .