عروبة الإخباري – برعاية ومشاركة دولة رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور، وبمشاركة دولة طاهر نشأت المصري، ودولة عدنان بدران ووزير التعليم العالي الاردني الدكتور لبيب خضرا ووزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني الدكتور صبري صيدم، ورئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة، والدكتور عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس والسيدة دينا والسيد عمر المصري ممثلان عن مؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، والسيد مهدي الصيفي من القطاع الخاص، وعدد من الشخصيات الأكاديمية والاعتبارية من الأردن وفلسطين، تم توقيع اتفاقية مشروع وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم، بالشراكة ما بين جامعة القدس والجامعة الأردنية ومؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية.
وتهدف هذه الوقفية إلى دعم البحث العلمي وتطوير العملية التعليمية بمركباتها الثلاث، الأكاديمية والإدارية، وتنمية القدرات العلمية والدراسية للطلبة الدارسين في الجامعات الأردنية والفلسطينية، من خلال برامج مركزة يتم وضعها من قبل خبراء ومختصين كل في مجاله، وأيضا الاستفادة من خبرات الجامعات العربية والأجنبية في هذا الأمر من خلال خلق آليات تنسيق وتشبيك بينها وبين الجامعات الفلسطينية والأردنية، وصولا إلى إنتاج المعرفة وترجمتها إلى ابتكارات واختراعات وإبداعات تساهم في عملية التنمية المستدامة ليس فقط في الأردن وفلسطين بل أيضا على مستوى المنطقة والعالم.
وتنبع رؤية وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم من إيجاد إطار مؤسسي ومستدام لتأمين مصادر مالية مستدامة لدعم إعداد وتأهيل الكوادر البشرية من علماء وباحثين ومبدعين من الجامعات الفلسطينية والأردنية، وإنتاج المعرفة والابتكارات والصناعات الإبداعية، وتكنولوجيا المعلومات، من خلال توفير بيئة حاضنة وداعمة ومحفزة للباحثين عن الابتكارات والإبداع التكنولوجي والأدبي، وتوفير قروض ميسرة لدعم الطلبة المتميزين والمبدعين، وبخاصة طلبة مدينة القدس.
وتحدث رئيس الوزراء الأردني، عن أهمية هذا المشروع معتبرا إياه رابطا ما بين قلب القدس وروح عمان من خلال تشبيك الجامعات الأردنية والفلسطينية، شاكرا مؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية على هذا الوقف الكبير، وهذه المبادرة لإحدى الشخصيات الفلسطينية التي جمعت ما بين حب فلسطين والأردن في ذات الوقت، ووجهة كلامه إلى المصري قائلا “إن حبك وإخلاصك لفلسطين والأردن لا يتناقضان أبدا؛ إذ لا تناقض بين هاتين الوطنيتين”.
وأكد النسور على أن استثمار الأموال في مثل هذه الوقفية المهمة والمعنية بتطوير البحث العلمي والمراهنة على جيل العلماء الشباب فيه درس ورسالة لكل من أنعم الله عليه بالقدرة المالية، بأن هناك أوجه كثيرة للبذل والإنفاق، لافتا إلى أن نجاح هذه المبادرة سيكون مرتبطا بالقائمين عليها لاستمرارية العطاء.
ومن جانبه أعرب منيب المصري عن ثقته بأن وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم ستسهم في إيجاد ثقافة جديدة للبحث العلمي وتطويره قائلا: “سنبذل كل ما في وسعنا لجعل هذه الوقفية عملا مميزا يركز على تطوير البحث العلمي، ورفع جودة التعليم في سبيل إنتاج المعرفة، كذلك ستقدم الوقفية منح وقروض ميسرة للطلبة المبدعين والمميزين.
وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة بأن تأسيس وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم بالشراكة ما بين الجامعة الأردنية وجامعة القدس ومؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية هو حدث معهم لاسيما في ظل هذه الظروف التي تعيشها مدينة القدس وأهلها.
وأشار الدكتور اخليف إلى أن العمل جاري على تأسيس شركة مساهمة خاصة غير ربحية بالشراكة ما بين الأطراف الثلاثة من أجل تطوير البحث العلمي وجودة التعليم والمساهمة في تمكين ورفع قدرات الشباب المبدعين والمميزين وتوظيف المعرفة.
كما أكد الدكتور عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس على أهمية الوقفية في توفير الدعم الحقيقي لتغيير البيئة الفكرية نحو البحث العلمي، وإعادة الاعتبار له من خلال تطويره وربطه بالتنمية بكافة عناصرها.
وكانت مؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية قد قدمت مبلغ مليون دينار من أجل تأسيس وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم، وقدمت شركة ادجو مبلغ مليون دينار أخرى تدفع على عشرة سنوات لصالح الوقفية وهذا المبلغ المتبرع به من قبل شركة ادجو كما قال المصري “هو جزء من التزام عائلتي الصغيرة نحو القدس ونحو العلم والتعليم على أسس حديثة تنتج المعرفة”. وتسعى الوقفية إلى أن تصل مواردها إلى مئة مليون دولار خلال العشرة سنوات القادمة.
ومن جانب آخر وبعد التوقيع على اتفاقية مشروع وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم، تم التوجه إلى حرم الجامعة الأردنية، حيث كان هناك حفل استقبال ضم عددا من رؤساء الجامعات الأردنية والفلسطينية، وشخصيات اعتبارية شاركت في حفل وضع حجر الأساس لمبنى منيب رشيد المصري للبحث العلمي وجودة التعليم، والذي سيشكل حاضنة لهذه الوقفية، في حين أن رؤساء الجامعات من قطاع غزة لم يتمكنوا من المشاركة بسبب الحصار المفروض عليها وتعقيدات الاحتلال القائمة على تنقلات وسفر مواطني القطاع، لكنهم ابرقوا برسالة مباركة ودعم لهذا المشروع.
وخلال الحفل قال دولة الدكتور عدنان بدران رئيس وزراء الأردن الأسبق ورئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية بأن توقيع اتفاقية مشروع وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم في مقر مجلس الوزراء هو حدث تاريخي، حيث بدأنا ندخل مرحلة جديدة تتمثل في إيجاد شراكات في مخرجات التعليم والبحث العلمي بين الجامعات الأردنية والفلسطينية، مؤكدا أن الأمل الوحيد الآن يتمثل في تمكين الشعب الفلسطيني للثبات على أرضه، وهذا التمكين يأتي من خلال تطوير البحث العلمي ورفع جودة التعليم وتطويع مخرجات البحث العلمي لتصبح تكنولوجيا تخدم الهدف في الحفاظ على جذور الشعب الفلسطيني، الذي كان دائما متقدما على باقي الشعوب العربية في مجال التعليم، ذاكرا بأن القدس وفلسطين احتضنت ومنذ زمن أهم المؤسسات التعليمية التي تخرج منها ليس فقط الأردنيين، وإنما أيضا العديد من الشخصيات العربية المعروفة. مؤكدا أن هذه الوقفية هي عبارة عن شجرة ستنمو وتكبر خلال السنوات القادمة بهمة وعمل الجميع.
وفي السياق شكر منيب المصري الدكتور اخليف الطراونة والدكتور عماد أبو كشك على عملهما وجهدهما وعطائهما وأفكارهما التي كان لها أثر كبير في تطوير وترجمة هذه الفكرة إلى أرض الواقع فهما كما قال “يعملان كفريق متجانس معطاء ومبدع، مضيفا أن القطاع الخاص له دور مركزي في إنجاح هذا المشروع وضمان استمراريته.
كما أشاد المصري بالعلاقات الأردنية الفلسطينية ذات التاريخ والمصير المشتركين، وأهمية تعزيز هذه العلاقة وفاء لروحي المغفور لهما الملك حسين والشهيد ياسر عرفات اللذين أدركا أهمية وتميز هذه العلاقة وعملا سويا على أن تكون دائما في أحسن أحوالها، مؤكدا في ذات الوقت أن القدس هي الجامع والمركز لهذه العلاقة، التي جمعت رجالات أردنية وفلسطينية ذات مكانة مهمة في تاريخ العلاقة الفلسطينية الأردنية.
ونوه المصري في ختام حديثه إلى أن وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم جاءت لتراكم على ما هو موجود من جهد في هذا المجال في الجامعات الأردنية والفلسطينية التي هي شريكة أيضا في هذه الوقفية وفي هذا المشروع الذي ستستفيد منه كل الجامعات في الأردن وفلسطين من خلال زيادة التشبيك والتعاون فيما بينها، مقدما شكره إلى جميع من عملوا ولا زالوا يعملون من أجل رفع مستوى البحث العلمي وجودة التعليم في الأردن وفلسطين.