عروبة الإخباري- قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة امس خلال مؤتمر أمني في المنامة، إن «الدعم الإيراني للتخريب في الدول العربية يمثل تهديداً كبيراً للمنطقة مثله مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، مطالباً المجتمع الدولي بإيلاء مسألة وقف التدخل الإيراني في شؤون المنطقة الأهمية ذاتها التي أولاها للبرنامج النووي.
وأضاف آل خليفة أن «تصرفات إيران تمثل تهديداً لا يقل عن تهديد داعش»، متهماً إياها بـ«تهريب أسلحة ومتفجرات إلى بلاده وتمويل وتدريب إرهابيين لتنفيذ عمليات إرهابية فيها».
وحول تحسين العلاقات مع إيران أكد الوزير أن الأمر يتوقف على سلوك ومدى التزام الأخيرة بعلاقات حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون المملكة، قائلاً إن «التقارب في العلاقات لن يتم في ظل وجود مسؤولين يتفاخرون بسقوط أربع عواصم عربية للثورة الإسلامية الإيرانية».
وفي ما يخص الأزمة السورية قال وزير الخارجية أنها «تمثل التحدي الأكبر أمام دول المنطقة، فهي تتعدى الدولة ذاتها بتأثيراتها الإقليمية الكثيرة والخطيرة»، مضيفاً أن «مشكلة سورية الكبرى ليست انشار الارهاب بل فقدان وحدة السوريين»، مشيراً إلى أن السبب الأساسي في ما يحدث هو «الفراغ السياسي الذي ملأته الجماعات الإرهابية بعد 2011، وأن الطريقة الأمثل للحل هو الإلتزام بمخرجات جنيف1، وتشكيل سلطة انتقالية تحفظ مؤسسات الدولة».
وأوضح آل خليفة أن «هناك قوى إقليمية أخرى سعت إلى ملء الفراغ لبسط نفوذها على سورية وهو ما نراه جلياً في وجود الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله الإرهابي فيها».
وحول «داعش» أعرب الوزير عن أسفه لوصول مثل هذا التنظيم إلى دول مثل ليبيا ونيجيريا من خلال الإعلان عما يسمى «ولايات» من قبل منظمات إرهابية لها وجود في هذه الدول. مشيراً إلى أن «قيام هذا التنظيم بتفجيرات تستهدف المساجد في كل من المملكة العربية السعودية والكويت يوضح أنه لن ينتهي حتى لو تم القضاء على تواجدها في العراق وسورية».
وعن تطورات الأوضاع في اليمن، قال إن «دول مجلس التعاون جاهزة تمامًا وتواصل دورها الاستراتيجي لأجل استعادة أمن اليمن واستقراره والقضاء على الجماعات التي انقلبت على الشرعية فيه وحاولت هدم مؤسساته ونقضت الوعود والتعهدات وأشاعت الفوضى والإرهاب». مشيراً إلى أن قرار التدخل في اليمن لم يكن أمرًا سهلاً وإنما كان الخيار الأخير بعد استنفاذ السبل الديبلوماسية والسياسية جميعها، وأن هذا التدخل سينتهي فور تحقيق أمن وسلم اليمن من دون أي إبطاء ولو للحظة.
وأكد وزير الخارجية أن دول المجلس تعطي أهمية بالغة للوضع الإنساني في اليمن عبر التزامها بتقديم المساعدات الإنسانية، منوهاً إلى جهود دول المجلس وخصوصاً السعودية وما يقوم به «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، مناشداً المجتمع الدولي لتكثيف جهوده الإنسانية، خصوصاً أن الباب مفتوح وميسر لأن الحظر مفروض فقط على الأسلحة المستخدمة من قبل الجماعات الإنقلابية، وأن العائق الحقيقي لإرسال المساعدات هو جماعة «الحوثي» المستمرة في القتال وترفض الهدوء ولا تسمح بدخول المساعدات ولا البضائع التجارية.
أما على الصعيد القضية الفلسطينية وما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات متواصلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حمل الوزير إسرائيل مسؤولية تردي الوضع في الأراضي الفلسطينية نتيجة انتهاكاتها المتواصلة للقوانين الدولية التي تجرم المساس بالمقدسات الدينية وتؤكد صونها وحمايتها، مشدداً على رفض استهداف المسجد الأقصى، ومطالباً بتوفير الحماية الكافية للشعب الفلسطيني.