يحقق سلامة حماد وزير الداخلية الان، بأعلى درجات الهدوء والمثابرة والحزم، ما لم يتحقق سابقا في المنظومة الأمنية الا وهو: “التنسيق بين مؤسسات المنظومة الامنية المتمثلة في الأمن العام وقوات الدرك ووزارة الداخلية – أم الوزارات كما تسمى في المغرب- في القضايا التي تمس أمن المواطن واستقراره” تلك المعادلة التي اختلت وادت الى خسارتنا قيادات امنية محترفة محترمة.
يبدأ سلامة حماد نهاره يوميا، عقب صلاة الفجر مباشرة، فيتصل بمديري الامن العام والدرك وغيرهما مستخدما وسائل الاتصال الاجتماعي كالواتس أب وغيرها لتلقي التقارير فيكون في الصورة التفصيلية الدقيقة بخصوص ما جرى طيلة الليل في كل انحاء المملكة.
منذا الذي يقبل ان تتضعضع هيبة الدولة التي هي من هيبة الحق والقانون والأمان والاستقرار؟ منذا الذي لا يشد على يدي سلامة حماد الاثنتين تقديرا وشكرا لاسترداد هيبة الدولة – التي هي هيبتنا – وانتزاعها وتثبيتها دون محاباة او غض النظر عن بؤرة او منطقة او قرية دون غيرها؟.
لقد حقق سلامة حماد في سرعة قياسية متوقعة من خبير حكيم صارم مثله، “التنسيق المحكم بين كل الاجهزة العاملة على أمن الوطن والمواطن وكرس نهج الفريق الواحد ضمن أحكام القانون التي تحكم الجميع في بلدنا وبأعلى درجات الكفاءة والفعالية”.
كتبت مقالة في “العرب اليوم” بتاريخ 20 / 5 / 2015م واثقا من سلامة أداء سلامة حماد ومناديا بالحكم عليه بعد المزاولة:
“مشكلتنا في عدم تكريس المؤسسية وعدم اعتماد شواخصها، نقيضا للفردية التي تقود بالحتم إلى التناحر والتنازع وتداخل الاختصاصات وتضاد المختصين والمسؤولين. إذن هناك معايير محددة وواضحة للقياس في حالات كل المسؤولين ومنهم سلامة حماد. ولا شك إن سلامة حماد 1995 ليس سلامة حماد 2015 ، فقد ظل الرجل يستشار وظل مواكبا ومتابعا وحاضرا في المشهد الأمني والسياسي وإن دون إعلان، فلننتظر، لان الحكم المنصف يكون بعد المزاولة”. وقد مر زمن قصير جدا حقق فيه سلامة حماد القوي الأمين، الكثير، فطوى ملفات ظلت مفتوحة ردحا طويلا من الزمن و”فات” على بؤر كانت مستعصية ومنيعة امام قدرات الدولة الهائلة.
ان الامن العام العزيز الذي لا يقدر بثمن، الذي ننعم به، ويشمل مملكتنا كلها، هو ثمرة جهود هائلة ضخمة متصلة يرتبها ويحركها في سمفونية وطنية متناسقة الخبير المؤمن المثقف المجرب الموثوق الذي خبرناه في التسعينات فكان نعم المايسترو وها نحن نواكب اداءه وانجازه وثمار عطائه المتميز، فنزداد اطمئنانا وتزداد مؤسساتنا الامنية تنسيقا وتكاملا وانجازا.
قال رسولنا الكريم: ” من لا يشكر الناس لا يشكر الله “.