عروبة الإخباري – علّق وزير الخارجية القطري خالد العطية، الثلاثاء، على التطورات التي تشهدها الساحة السورية وموقف بلاده من التدخل العسكري الروسي، ومدى التوافق مع تصريحات نظيره السعودي، عادل الجبير، عن عدم استبعاد الخيار العسكري في سوريا.
وقال العطية، في مقابلة أجراها مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن “قطر ليس لديها أي مصالح جيوسياسية أو أجندات في سوريا، وإذا تتبعت موقف قطر من اليوم الأول، سترى أننا طرقنا كل الأبواب للتوصل لحل سلمي في سوريا، عندما رأينا سيل الدماء، أخذنا موقفنا إلى جانب الشعب السوري”، بحسب قوله، موضحا أن “مجلس الأمن لا يقدم ما يكفي لحماية الشعب السوري، لذلك حملنا ذلك على أكتافنا مع أصدقاء سوريا”.
وحول التمويل والمساعدات العسكرية التي تقدمها قطر، قال العطية: “نعمل مع حلفائنا لدعم وتقوية المعارضة المعتدلة”.
وحول أحرار الشام تحديدا، أوضح العطية أن “أحرار الشام ليس لهم تحالف بأي شكل من الأشكال مع القاعدة، أحرار الشام جماعة سورية، ويقاتلون لتحرير دولتهم، ولا نعتبرهم متشددين أو جماعة إرهابية، هم جماعة من جماعات المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل لحرية دولتهم”، داعيا إياهم لعدم “استخدام كلمة الجهاد، لأنها كبيرة، ولذلك نؤكد دائما على أصدقائنا بعدم تحويل الوضع في سوريا إلى حرب مقدسة”.
وحول تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بأن بلاده لم تستبعد الخيار العسكري، قال العطية إن قطر مع “أي أمر يمكنه أن يؤدي إلى حماية الشعب السوري وحماية سوريا من التقسيم.. لن نستبعد أي عرض من إخوتنا في السعودية وتركيا في سبيل تحقيق ذلك”، بحسب قوله، مؤكدا أنه “إذا كان الخيار العسكري لحماية الشعب السوري من وحشية النظام عندها نعم، وبكل ما للكلمة من معنى”.
وتابع العطية بأن “هناك العديد من الطرق للتدخل العسكري، ولا يمكنني القول كيف سيكون ذلك، فهناك العديد من الطرق (…) الشعب السوري يقاتل على جبهتين، يقاتلون النظام ويقاتلون الجماعات الإرهابية في الوقت ذاته، ومستمرون منذ سنتين، وعليه، فهناك العديد من الطرق لدعم جهودهم لاسترجاع بلدهم”.
وأشار العطية معلقا على العلاقة مع روسيا وإيران وحزب الله، إلى أن قطر: “لها خياران هنا في المنطقة، لدينا صراعات نحاول تجنبها دوما أو الخيار الثاني المتمثل بالحوار الجاد لمشاكلنا، ولكن وفي الوقت ذاته نحن لا نخشى المواجهة، ولهذا عندما ندعو للحوار فنحن ندعو له من منطلق قوي؛ لأننا نؤمن بالسلام، ونعلم أن الطريق الأقصر للسلام هو بالحوار المباشر”.
ونفى العطية خشية قطر من سباق الغاز مع طهران، قائلا إن “نقادنا جاهلون؛ لأنهم لم يمتلكوا الوقت لقراءة رؤية قطر 2030، وإذا جاء هذا اليوم الذي لن يتبقى فيه لدينا نفط أو غاز، فإننا سنستمر بالمحافظة على المستوى المعيشي لشعبنا كما هو اليوم”.