عروبة الإخباري- رفع مسلحون شيعة راية «لبيك يا حسين» السوداء فوق مرقد السيدة رقية بالقرب من مسجد بني أمية الكبير وسط العاصمة السورية دمشق، لإحياء ما أسموه «مجلس العزاء الحسيني»، ونشرت صور المرقد وكالات أنباء إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني، التي وصفته بدورها بأنه «بات متشحا بالسواد» بانتظار اليوم العاشر من شهر محرم الذي يصادف مقتل الإمام الحسين بن علي، لإحياء طقوس الشيعة في اللطم والحزن، بعد «تزيين» مرقد ابنة الحسين المتاخم للمسجد الأموي بصور بعض قادة ورموز الحرس الثوري الإيراني الميدانيين، ممن لقوا مصرعهم أثناء أداء مهامهم القتالية والعسكرية على الأراضي السورية.
وتشهد أحياء دمشق القديمة خلال فترة المناسبات الشيعية، على وجه الخصوص، تشديدا في الإجراءات الأمنية من قبل أجهزة المخابرات وعناصر اللجان الشعبية والدفاع الوطني، التي نشرت الحواجز حول أحياء العاصمة، بعد إفراغ أسواقها المكتظة من معظم البضائع المعروضة في الطرقات والأرصفة، حتى الأسواق التي تعتبر أهم معالم المدينة، خاصة تلك القريبة من المزارات الشيعية، التي باتت عامرة في ظل الحرب التي تشهدها البلاد، والتسهيلات المقدمة من قبل النظام السوري لشيعة إيران و»حزب الله» والعراق وإجراءات استقدامهم بحجة حماية «مقدساتهم» الشيعية.
ويخضع أهالي دمشق لتفتيش دقيق يستوقف جميع المارة والركاب، مع منع دخول السيارات الخاصة أو العامة، والدرجات الهوائية والنارية، إلى كل من سوق الحميدية، وحي العمارة، والشاغور، والقيمرية، والحريقة، وسوق أبو حبل في حي الميدان الذي بات شبه خاو، حتى طال الأمر الآن أسواق ضواحي دمشق في ضاحية قدسيا، وما حوله، مع إجبار جميع الباعة المتجولين، وأصحاب البضاعة سهلة التنقل بإخلاء السوق بحجة المظهر غير اللائق ومخالفة القوانين، وترك المحال التجارية فقط، خوفا من اختفاء أي عنصر تابع للمعارضة السورية المسلحة ضمن هؤلاء الباعة، ولسهولة تفتيش المارة والأهالي وكل الزبائن الذين يقصدون السوق.
وظهر التشديد والخوف الأمني على وجه الخصوص بعد مقتل تسعة مقربين من «حزب الله» اللبناني من أبناء الطائفة الشيعية، إثر انفجار حافلة تقلهم وسط العاصمة دمشق، على يد «جبهة النصرة» التي استهدفت حي الكلاسة بالقرب من مرقد السيدة رقية وأمام تمثال صلاح الدين، مطلع العام الحالي، عقب تفشي ظاهرة اللطم والمسيرات الشيعية وسط مدينة دمشق، وخاصة بالقرب من مسجدها الأموي، وتبنت الجبهة رسميا تفجير حافلة كانت تقل عددا من المقاتلين الشيعية، في منطقة الكلاسة بالقرب من مدخل سـوق الحـميدية وسـط العاصـمة دمشق.
وأكد ناشطون تنفيذ العملية من قبل «أبو العز الأنصاري» التابع لـ «جبهة النصرة» بعد أن فجر بحزام ناسف استهدف حافلة لبنانية كانت تقل عددا من المقاتلين من أبناء الطائفة الشيعة، جاء بعضهم إلى سوريا لزيارة مقامات مراقد دينية، لإحياء طقوسهم الشيعية، فيما أودى التفجير بحياة ستة مقاتلين وإصابة 20 آخرين بجروح.
في حين أكدت حملة «عشاق الحسين» حينها مقتل ستة أشخاص لبنانين وإصابة 22 آخرين في حافلة تابعة لها، ووثقت أسماء قتلى تفجير «جبهة النصرة» للحافلة وهم: سائق الباص علي بلوق، ومهدي المقداد، ومحمد المقداد، وقاسم حاطوم، وشادي حوماني، ومحمد أيوب.