عروبة الإخباري- فرضت لجنة القيم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عقوبة الإيقاف 90 يوما عن ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم على كل من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا).
كذلك أوقفت اللجنة جيروم فالكه السكرتير العام للفيفا 90 يوما، علما أنه كان أعفي بالفعل من الفيفا في أيلول/ سبتمبر الماضي من ممارسة مهام منصبه، وفرضت الغرفة القضائية باللجنة عقوبة الإيقاف لمدة ستة أعوام على الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون النائب السابق لرئيس الفيفا.
وجاء إيقاف بلاتر وبلاتيني من الغرفة القضائية بلجنة القيم في أعقاب التحقيقات الجنائية التي بدأتها سويسرا مع بلاتر في سبتمبر الماضي.
وطولب بلاتيني ضمن هذه التحقيقات بتقديم معلومات بشأن مبلغ مليوني فرنك سويسري تسلمه من بلاتر في عام 2011. وذكر بيان أصدرته لجنة القيم أنه يمكن تمديد الإيقاف المؤقت لفترة أخرى لا تتجاوز 45 يوما، وهو ما يعني أن الإيقاف ربما يستمر إلى ما بعد موعد الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية للـفيــفا (كــونغرس) المـقرر في 26 شباط/ فبراير المقبل لانتخاب رئيس جديد للفيفا.
ونظرا لأن بلاتيني وتشونغ كانا من بين ثلاثة مرشحين رسميين لخلافة بلاتر في رئاسة الفيفا، إلى جانب الأمير الأردني علي بن الحسين، ربما تواجه الانتخابات حالة من الفوضى.
فالإيقاف، إذا تأكد بعد أي استئناف محتمل، سيطبق بشكل فوري وسيشمل «أي نشاط يتعلق بكرة القدم على المستويين المحلي والدولي»، حسب ما ذكرته لجنة القيم.
وبالتالي سيتضمن الايقاف قرعة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقررة في العاصمة الفرنسية باريس في 12 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وأثار قرار الإيقاف التساؤلات بشأن إدارة شؤون الفيفا في الوقت الحالي. وطبقا للوائح الفيفا، يفترض تولي الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي (الكاف) إدارة الفيفا باعتباره أقدم نائب لرئيس الفيفا. وكان اسم حياتو (69 عاما) ارتبط أيضا بادعاءات فساد في ما يتعلق باستضافة كأس العالم في الماضي، لكنها نفيت.
يذكر أن فالكه، الذراع الأيمن لبلاتر، أعفي في أيلول/ سبتمبر الماضي من القيام بمهام منصب السكرتير العام لأجل غير مسمى إثر ادعاءات بارتكابه مخالفات تتعلق بمبيعات تذاكر كأس العالم. وجاء في نص بيان لجنة القيم «الغرفة القضائية بلجنة القيمة والتي يرأسها هانز يواخيم إكيرت فرضت الإيقاف المؤقت على جوزيف بلاتر رئيس الفيفا وميشيل بلاتيني رئيس اليويفا نائب رئيس الفيفا وجيروم فالكه السكرتير العام للفيفا (الذي كان أعفي بالفعل من الفيفا من القيام بمهام منصبه) لمدة 90 يوما». وأضافت اللجنة في البيان: «الإيقاف ربما يمتد لفترة إضافية لا تتجاوز 45 يوما… تشونغ مونغ جون النائب السابق لرئيس الفيفا أوقف لمدة ستة أعوام مع تغريمه 100 ألف فرنك سويسري.
وخلال هذه الفترة يحظر على الموقوفين ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم على المستويين المحلي والدولي. ويبدأ تطبيق الإيقاف بشكل فوري». وأضافت: «اتخذت هذه القرارات بناء على التحقيقات الجارية من غرفة التحقيقات بلجنة القيم. ويرأس هذه الغرفة الدكتور كورنيل بوربيلي.
وتجرى التحقيقات مع بلاتر من جانب روبرت توريس بينما تجري فانيسا ألارد التحقيقات بشأن ميشيل بلاتيني». وأوضح البيان: «الإجراءات الخاصة بمسؤول كرة القدم الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون بدأت في كانون الثاني/ يناير 2015 بناء على ما ورد بتقرير التحقيقات في عملية التقدم بطلبات الاستضافة لبطولتي كأس العالم 2018 و2022. وأدين بمخالفة المادة 13 (الخاصة بقواعد السلوك العامة)، والمادة 16 (الخاصة بالسرية) والمادة 18 (الخاصة بواجب الإفصاح والتعاون والإبلاغ) والمادة 41 (الخاصة بالتزام الأطراف بالتعاون) والمادة 42 (الخاصة بالالتزام العام بالتعاون) من قانون القيم بالفيفا». وأضاف البيان: «لجنة القيم لا يمكنها التعليق بشأن تفاصيل القرارات قبل أن تصبح نهائية، طبقا لأحكام المادة 36 (الخاصة بالسرية) من قانون القيم بالفيفا».
وعندما بدأت التحقيقات الجنائية مع بلاتر في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، ذكر مكتب المدعي العام السويسري أن الشبهات تحوم حول بلاتر في ما يتعلق بتحويل «مستحقات متأخرة» إلى بلاتيني «على حساب الفيفا». كذلك يخضع بلاتر للتحقيقات بشأن عقد وقعه مع اتحاد كرة القدم الكاريبي يتعلق بحقوق البث التليفزيوني، «ولم يكن يصب في مصلحة الفيفا».
ونفى بلاتر وبلاتيني ارتكاب أي مخالفات. وقال بلاتيني الاسبوع الماضي إنه أرسل خطابا إلى لجنة القيم بالفيفا يطالب فيه بجلسة استماع للإدلاء بأي معلومات إضافية مطلوبة في القضية. وقبيل الإعلان عن قرارات الإيقاف، أصدر بلاتيني أمس بيانا يشير فيه إلى أنه سيواصل مشوار الترشح لرئاسة الفيفا. وقال إن ما تردد يوم الأربعاء بشأن توصيات لجنة القيم كان «تسريبا متعمدا»، يبدو أنه جاء من مصدر بالفيفا «في محاولة لتشويه سمعتي». وأضاف: «قدمت صباح اليوم (أمس) خطابات التأييد المطلوبة للترشح رسميا لرئاسة الفيفا… وكما كنت أفعل دائما منذ عام 2007، سأفي بالتزاماتي بعد التشاور مع الاتحادات الـ54 الأعضاء في اليويفا، حيث سأطالب بالاجتماع بهم قريبا في نيون».
وأضاف: «على مدار الأسابيع الأخيرة، أكدت على استعدادي للتعاون التام مع السلطات في مختلف الاستفسارات امتثالا لصرامة الإجراءات الجنائية. بينما تجاهل الفيفا تلك القواعد بوضوح على الجانب الآخر». وأوضح: «دائما ما أديت وعبرت عن نفسي بأمانة وشجاعة وصراحة، حيث أنني أشعر بأن هذا واجب أخلاقي… إذا ثبتت صحة ما يتردد حول نوايا غرفة التحقيقات بلجنة القيم بالفيفا، لن أتردد في بذل كل ما لدي لضمان ظهور الحقيقة. لا يفترض أن يشك أحد في رغبتي في تحقيق هذا الهدف».