عروبة الإخباري- اعتبر وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، الخميس 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، أن روسيا ستبدأ في تكبد خسائر بشرية في سوريا خلال أيام، بعد توسيعها حملتها العسكرية في هذا البلد الذي تمزقه الحرب.
روسيا، بدأت الأسبوع الماضي حملة عسكرية في سوريا لتغيير مسار الحرب المستمرة منذ 4 سنوات ونصف، في دعم كبير لنظام الرئيس السوري بشار الأسد حليفها.
إلا أن كارتر حذر في اجتماع لوزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي في بروكسل هيمنت عليه الأزمة السورية أنه “سيكون لهذا (التدخل) عواقب على روسيا نفسها التي تخشى بالفعل من هجمات على أراضيها”.
وأضاف أنه “خلال الأيام المقبلة سيبدأ الروس في تكبد خسائر بشرية”.
وقال كارتر إن الروس “يقولون أمراً ويفعلون أمراً آخر؛ قالوا إنهم سيحاربون تنظيم الدولة الإسلامية، لكن الأهداف لا تتطابق مع ذلك”.
وبررت روسيا تدخلها في سوريا بأنه جزء من الجهود الدولية لمحاربة داعش واستهداف الجهاديين الروس الذين قد يعودون إلى روسيا يوماً ما لتنفيذ هجمات.
اتصال كيري ولافروف
وفي نفس السياق، أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مكالمة هاتفية استغرقت 30 دقيقة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، الخميس، للتعبير عن قلقه من أن أهداف روسيا في سوريا ليست مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية “كرر الوزير مخاوفنا من أن أكثرية الأهداف التي تضربها القوات الروسية ليست مرتبطة بالدولة الإسلامية.”
صواريخ بحر قزوين مفاجأة غير متوقعة
وفي تطور كبير أطلقت روسيا صواريخ عابرة للقارات من بحر قزوين الأربعاء لتغطية هجوم بري للقوات السورية.
كارتر، قال أيضاً إن موسكو تبنت نهجاً عسكرياً طائشاً حيث إنها تخاطر بحدوث تصادم بين الطائرات الأميركية وغيرها من الطائرات التي تستهدف جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقال “لقد أطلقوا صواريخ كروز عابرة من سفينة في بحر قزوين دون إنذار مسبق، واقتربوا أميالا قليلة من واحدة من طائراتنا بدون طيار”.
وذكرت مصادر دبلوماسية في حلف شمال الأطلسي أنه لم يكن هناك إنذار مسبق من موسكو بإطلاق الصواريخ التي شكلت مفاجأة كبرى.
4 صواريخ تخطئ هدفها وتسقط في إيران
وقال مسؤولون أمريكيون الخميس، إن 4 صواريخ كروز روسية أُطلقت الأربعاء، من بحر قزوين نحو الأراضي السورية أخطأت طريقها وسقطت في إيران مخلفة عدداً من الإصابات ودماراً.
رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري، العماد علي عبد الله أيوب قال الخميس، إن الضربات الجوية الروسية “خفضت القدرة القتالية لداعش والتنظيمات الأخرى”، مؤكداً أن القوات المسلحة السورية حافظت على “زمام المبادرة العسكرية”.
وزارة الدفاع الروسية، ذكرت الخميس، أن طائراتها شنت 22 طلعة جوية خلال الليل وضربت “27 هدفاً”.
حلف الأطلسي يبدي انزعاجه
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الخميس، عن قلقه حيال التدخل العسكري الروسي في سوريا، مؤكداً أن الحلف سيعمل على تقييم آخر التطورات وانعكاساتها على أمن أعضائه.
مشيراً إلى الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي للحلف الأطلسي من قبل طائرات روسية، وذلك بعدما نددت تركيا، العضو البارز في الحلف، بانتهاكات روسية لمجالها الجوي على الحدود التركية-السورية.
وفي مناورات عسكرية تذكِّر بالحرب الباردة، انتهكت روسيا المجال الجوي التركي مرتين زاعمة أن ذلك كان عرضياً.
وقبل دخول روسيا الحرب، كان الحلف قد نشر صواريخ باتريوت في تركيا لحمايتها من أي امتداد للحرب السورية إلى أراضيها.
إلا أنه من المقرر سحب بعضها في وقت لاحق من هذا العام لصيانتها، فيما تحتفظ إسبانيا وألمانيا بصواريخ الباتريوت في تركيا.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الحلف سيفكر الآن في تمديد مهمته بعد التدخل الروسي، قال ستولتنبرغ إن الحلف مستعد وقادر على الدفاع عن جميع حلفائه ومن بينها تركيا، في مواجهة أي تهديد.
واجتماع الحلف الأطلسي هو المحطة الأبرز في جولة كارتر الأوروبية التي تستمر 5 أيام زار خلالها إسبانيا وإيطاليا اللتين تستضيفان قواعد أميركية.(هافنغتون بوست)