عروبة الإخباري- بعيون بريئة وقلوب صافية انطلق 35 من أطفال الخليل بالضفة الغربية في تجربة مثيرة على مدى شهرين لتوثيق واقع مدينتهم بأفراحه وأتراحه من خلال صور فوتوغرافية ضمها معرض جديد من نوعه حمل اسم (الخليل بعيون أطفالها).
افتتح المعرض -الذي يضم 48 صورة اختيرت من بين مئات الصور للأطفال- مساء الأحد (4 أكتوبر تشرين الأول) في معصرة الزيتون بالبلدة القديمة التي أُعيد ترميمها حديثا لتصبح أحد معالم المدينة السياحة البارزة.
وقال زوار للمعرض مثل رجل من أهل الخليل يدعى محمد زلوم إن المعرض يقدم رؤية نادرة لنظرة الأطفال للحياة في الخليل.
أضاف زلوم “الملفت في الحقيقة كان هو الأحلام البسيطة لهؤلاء الأطفال من خلال الصور اللي هم ماخدينها (التقطوها). يعني ممكن الشخص المحترف (بالانجليزية) أو المصور أو الصحفي يلتقط صورة ببراعة عالية كونها مهنته والتصوير ممارسة من طرفه من قبل سنوات. ولكن لما تشوف الصور مُتخذة من أطفال فانت أكيد تشوف الحلم داخل الصورة اللي ماخدها الطفل. بتشوف حجم المعاناة في بعض الصور.”
وتراوحت أعمار المشاركين بصور فيه بين ثمانية أعوام وأربعة عشرة عاما.
وأعطى منظمو المعرض للأطفال آلات تصوير (كاميرات) تستخدم لمرة واحدة وطلبوا منهم تصوير أجمل وأسوأ ما في حياتهم.
وقالت طفلة مشاركة في المعرض تدعى دعاء دعنا “يعني صوروا الأشياء اللي بتحبوها مش اللي بتكرهوها. صورنا الجيش كيف بيطلع من باب دارنا وبيضرب الأولاد وصورنا ليومة (يوم) الجمعة والسبت انهم كيف بيمنعونا نروح وهم بيلطخوا علينا بالليل القزاز (الزجاج) والحجارة وبيطلعوا من الشارع وبيغنوا وكيف بيطلعوا من الأراضي اللي عندنا. وصورنا البرج (الخاص بالجيش الاسرائيلي) اللي تحت دارنا. الأشياء اللي بنحبها صورنا الأشجار. صورنا الخيل. صورنا الطيور. صورنا الأزهار. صورنا باب دارنا ع الأشياء اللي بنحبها.”
والمعرض من تنظيم بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل بالضفة الغربية والتي وزعت الكاميرات على الأطفال في المناطق التي تتعرض لحوادث توتر في المدينة.
وتعمل قوة متعددة الجنسيات في الخليل تحمل اسم (بعثة التواجد الدولي المؤقت) منذ سنوات بالاتفاق ما بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل مهمتها مراقبة الوضع في المدينة ورفع التقارير للجهات الدولية دون التدخل فيما يجري من احدث بين الجانبين.
وتظهر الصور التي تعبر عن الفرح لقطات للطبيعة في المدينة وأخرى للخيل إضافة إلى صور لأطفال في لقطات تعكس براءة الطفولة فيما تظهر صور الحزن صور الجنود الاسرائيليين الذين يقفون على الحواجز التي تقسم المدينة.
وقال ستيفانوا نينسيانوا نائب رئيس البعثة في افتتاح المعرض “الاحساس كان مثيرا للاعجاب لأنهم حين يشعرون بسعادة يكونون في غاية السعادة مثلهم مثل أي أطفال في العالم. يبتسمون ويكونون لطفاء. لكن عندما يحزنون ويقولون إن سبب حزنهم هو الاحتلال وهو عمليات التفتيش وتقييد حرية حركتهم. بالتالي فانهم ليسوا مثل شعوب العالم الأخرى. فحياتهم مختلفة تماما.”
وإقامة المعرض في معصرة الزيتون التي يعود تاريخها لنحو 200 عام كان أيضا أحد عوامل جذب الزوار للمعرض.
وقال عماد حمدان مدير لجنة إعمار الخليل التي تتولى الحفاظ على المواقع التاريخية والدينية في المدينة وتعمل على إعادة تأهيلها إنه يتمنى أن يتحول المبنى إلى مزار سياحي.
أضاف “يعني يحتم علينا بأن نصون هذا المبنى ونحافظ عليه ونحافظ على هويتنا الفلسطينية وأن نفتح المجال لجميع الزائرين والسائحين والوافدين الى البلدة القديمة للاطلاع عليه.”
وتضم المعصرة بعض الأدوات القديمة التي كانت تستخدم في عصر الزيتون الذي تشتهر فلسطين بزراعته ويحل موسمه هذه الأيام.