عروبة الإخباري- استبقت أوساط إسرائيلية خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مساء أمس، بشن هجوم تحريضي عليه أبرزه لرئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان الذي دعا إسرائيل للاستعداد لانتهاء عصر عباس.
وفي حديث لإذاعة الجيش كرر ليبرمان أمس، الهجوم الذي شنه في مؤتمر صحافي عقده داخل الأمم المتحدة أول من أمس، على الرئيس عباس زاعما بأنه» فقد الصلة بالواقع. «وعلى مبدأ «ضربني وبكى وسبقني وشكا» مضى ليبرمان في هجومه عبر الأثير «لا توجد لدى ابو مازن أي نية لصنع السلام مع إسرائيل، انه لا يسيطر على غزة ولا يجري الانتخابات منذ اربع سنوات، انه لا يمثل أحدا، انه يشعر بأنه فقد أرضه الشرعية ويطلق النار في كل الاتجاهات. هذا الرجل فقد وجهته»..
وكان ليبرمان قد اجتمع مع مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الأمير زيد الحسين، وقال خلال اللقاء، ان هناك فرقا جوهريا بين التنظيم الذي يترأسه الحسين، وبين مجلس حقوق الإنسان الدولي، الذي «تسيطر عليه دول معادية لإسرائيل وتخرق حقوق الإنسان بشكل دائم».
وسبقه بذلك رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي وصل نيويورك أمس ويستعد لأداء خطاب اليوم الخميس في الجمعية العامة مهد له بتكرار إلقائه الكرة بالملعب الفلسطيني واتهام السلطة الوطنية بالتهرب من المفاوضات وحمله مسؤولية جرائم الحرب» سوية مع «شركائه في حماس» ارتكبوها بحق الإسرائيليين والفلسطينيين.
وهاجم نتنياهو الرئيس عباس وتبنى دعوة ليبرمان إلى مفاوضة العرب بدل الفلسطينيين. في خطابه المرتقب وفي أحاديثه المسبقة للصحافيين المرافقين له لم يحمل نتنياهو أي رؤية او مبادرة سياسية، كما اجمع غالبية المحللين الإسرائيليين أيضا. ليس هذا فحسب، بل دعا نتنياهو الدول العربية المعتدلة، على حد تعبيره، إلى تعديل مبادرة السلام العربية لعام 2002، وملاءمتها بالواقع الحالي في الشرق الأوسط، خاصة على ضوء الحرب الأهلية في سوريا وموجة الإرهاب الإسلامي وعلى رأسها تنظيم داعش.
ولفتت صحيفة «هآرتس» في تقريرها من نيويورك، ان نتنياهو ادعى بأن تسخين العلاقات بين إسرائيل والدول العربية سيساهم في دفع السلام مع الفلسطينيين وليس العكس. ومع ذلك أبرزت الصحيفة انه لم يعرض أي خطة عملية ومفصلة لتحقيق هذا الهدف.
وردت السلطة الفلسطينية على ذلك وقالت إن نتنياهو يستعد لتقديم خطاب أكاذيب للتغطية على تهربه من أي اتفاق او رؤية للسلام.»
من جهته قال يتسحاق هرتسوغ رئيس (المعسكر الصهيوني) المعارض إن نتنياهو يجيد الخطابة، ووافقت مع كثير من تصريحاته، ولكن المشكلة هي أن العالم لا يصغي اليه. وأضاف هرتسوغ في تصريح للإذاعة العامة إنه ليس من الواضح له أي نتنياهو الذي عليه تصديقه، ذاك الذي يتحدث عن تسوية سياسية او ذاك الذي اهتم طوال خمس سنوات من ولايته بعدم عمل أي شيء لدفع مبادرة سياسية».
بالتزامن قال وزير الأمن موشيه يعلون أثناء جولته في منطقة الخليل المحتلة جنوب الصفة الغربية أمس إنه لم ولن يكون تجميدا للبناء الاستيطاني رغم وجود بعض المعيقات المؤقتة. وفي الجولة التي رافقه بها قادة المستوطنات بالمنطقة، هدد مجددا كل من ينوي المساس بإسرائيل. في المقابل خفف لهجته بالقول إن إسرائيل تقدم مساعدات إنسانية لـ «المجمعات السكنية» المختلة بالمنطقة وتشغيل نحو 200 ألف عامل فلسطيني.