عروبة الإخباري – بقلوب خاشعة يملؤها الإيمان والأمل بالمغفرة تردد ألسن وحناجر أكثر من مليوني حاج بينهم نحو 6 آلاف حاج أردني، من على صعيد عرفات اليوم الأربعاء التلبية الإيمانية التي ما تزال تترد سنويا منذ الحج الأول “لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك”، ليؤدوا الركن الأعظم من الحج، لقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم “الحَجُّ عَرَفَة”.
ويصلي الحجاج على صعيد عرفة، الذي يقع بالقرب من مكة المكرمة، صلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً بأذان واحد وإقامتين، اقتداء بسنة النبي الكريم، ضارعين إلى المولى عزّ وجلّ بالدعاء وطلب الرحمة.
ومع غروب شمس هذا اليوم المبارك تبدأ جموع الحجيج النفرة إلى المزدلفة لقضاء الليل أو بعضه هناك، قبل التوجه إلى منى غداً، أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يجمعون الحصى لرمي جمرة العقبة الكبرى، وذبح الهدي أو النحر ثم الحلق أو التخفيف، ثم طواف الإفاضة حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة، قبل العودة إلى منى لقضاء أيام التشريق الثلاثة.
وقضى الحجيج يوم التروية أمس في مشعر منى إلى الشرق من مكة المكرمة، وارتفعت أصواتهم ملبين ومكبّرين، داعين الله أن يمن عليهم بالمغفرة والعتق من النار، غير عابئين بمشقة الطريق أو حرارة الشمس.
وللتخفيف من وطأة الحر، أقامت السلطات السعودية أنظمة تبريد للجو تتمثل بأنابيب ينبعث منها رذاذ ماء بارد فوق الحجاج.
ويبدأ حجاج بيت الله الحرام مع أذان المغرب وعقب غروب الشمس اليوم في النفرة إلى المزدلفة، حيث يصلّون بها المغرب والعشاء جمع تأخير، ثم يبدأون في جمع الحصى لرمي الجمرات خلال أيام التشريق الثلاثة، ويقضون ليلتهم في المزدلفة حتى يصلّون الفجر اقتداء بسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يتوجهون إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى بعد زوال شمس أول أيام النحر غدا.
ويتوجه الحجاج بعد ذلك إلى الحرم المكي الشريف بعد أن تكون الكعبة المشرفة قد ارتدت حلتها الجديدة للطواف والسعي بالنسبة للمقرن والمتمتع، والطواف فقط بالنسبة للمفرد، وبعدها يحلقون شعورهم أو يقصرون والتحلل من الإحرام “التحلل الأكبر”. وكانت السلطات السعودية أعلنت جاهزية جميع منتسبي قيادة قوات أمن الحج في تنفيذ خطة موسم حج هذا العام بدرجة عالية من الكفاءة والخبرة التي تمكنهم من تنفيذ المهام المنوطة بهم على أكمل وجه، ومواجهة جميع المخاطر الأمنية بمكة المكرمة والمشاعر والمقدسة، مؤكدة قدرتها على التدخل الفاعل للحفاظ على سلامة حجاج بيت الله الحرام.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، بدأت عصر أمس تنفيذ خطة تصعيد الحجاج الأردنيين إلى جبل عرفات، بحسب ما صرح وزير الأوقاف رئيس بعثات الحج الأردنية هايل داود.
واطلع داود خلال جولات تفقدية له امس على التحضيرات النهائية في الأماكن المخصصة وحجاج 48 والتي تشتمل على أربعة مخيمات ذات صواوين حديثة بجودة عالية وبمساحات كبيرة ومزودة بأجهزة تكييف وخدمات ومرافق صحية.
كما تفقد داود أماكن إقامة بعثات الحج الأردنية، حيث زار أمس مقر بعثة مديرية الأمن العام وبعثة مديرية الدفاع المدني، واطمأن على أوضاع الحجاج فيهما.
بدوره، اكد رئيس البعثة الطبية الاردنية الدكتور ليل الفايز، انه تم تحويل حالات مرضية مزمنة الى المستشفيات في مكة مثل مرضى غسيل الكلى والسرطان والفشل الكلوي والربو، لافتا الى ان هذه الحالات يتم متابعتها مع السلطات السعودية من اجل مساعدتهم في إتمام مناسك الحج.
واضاف ان البعثات الطبية الاردنية تستقبل بالمتوسط ألف حالة مرضية يوميا بعضهم من فلسطين والدول العربية الأخرى نظرا لكفاءة الفريق الطبي والتمريضي إلى جانب جودة الدواء ووفرته