عروبة الإخباري – منيب المصري من مواليد نابلس عام 1934، وهو أصغر أفراد عائلته المكونة من 8 إخوة وأختين. كان حلمه أن يصبح طياراً، وتوجه فعلاً إلى الولايات المتحدة عام 1952 لدراسة الطيران في جامعة تكساس، يقول المصري“لما طلعت عالطيارة خفت، وقررت أنزل على الأرض أدرس جيولوجيا، فعلم طبقات الأرض مهم جداً ويكشف ثروات المعادن والماء والبترول” .
الدراسة والعائلة
عام 1955 حصل المصري على بكالوريوس في “جيولوجيا البترول” من جامعة تكساس بمرتبة الشرف، وعلى درجة الماجستير في الإدارة الحكومية والجيولوجيا من جامعة سول روس في ولاية تكساس.
تعرف المصري خلال دراسته على زوجته الأمريكية أنجيلا مهندسة الجيولوجيا أيضاً، تزوجا هناك وانتقلا إلى الأردن عام 1956 ليعملا في شركة “باولي وفيليبس بتروليوم”، إحدى أهم 6 شركات أمريكية بالتنقيب عن البترول وبيع مشتقات النفط، وأسسا شركة مجموعة الإعمار الهندسية (ادجو).
للمصري أربع أبناء ذكور وابنتين هم: مي ودينا وربيح ومازن وعمر وليث“لم يعودوا بحاجتي كلهم أصبحوا عظيمين، لذا أريد أن أموت فقيراً، سأعطي كل ثروتي لفلسطين، للشعب الفلسطيني”.
الثراء
مجلة أرابيان بيزنس الاقتصادية المتخصصة أشارت في تقرير لها عام 2012 إلى أن المصري يأتي في المرتبة 33 في العالم العربي من من حيث الثراء، إذ يمتلك حسب التقديرات 3 مليارات دولار.
لم يجمع المصري ثروته “بالسّاهل” خلال سنوات عمله الطويلة في التنقيب عن البترول والغاز “بدأت حياتي بصحراء الجزائر أول ما استقلت ومصر والأردن وليبيا.
ثم أصبحت عام 1965 مشرفاً على جميع أنشطة شركة فيلبس في ستة عشرة دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وفي عام 1970 عيُّن منيب المصري وزيراً للأشغال العامة في الحكومة الأردنية “بعد أحداث أيلول تم التواصل معي بخصوص تسلم هذه الحقيبة لبناء ما هدمته الحرب، وكان ذلك بتوافق بين الملك حسين وياسر عرفات.ولم أتقاضى برغبتي قرشاً واحداً عن عملي خلال تولي الوزارة لمدة 10 أشهر”.
شارك المصري في أول وزارة فلسطينية شُكلت بعد اتفاق أوسلو وقبل العودة إلى الأراضي الفلسطينية، إذ عينه عرفات وزيراً للمال والإعمار.
إمبراطورية باديكو
بعد أوسلو، قررت مجموعة من رجال الأعمال الفلسطينيين، حوالي 200 مستثمر بمن فيهم المصري، تأسيس جسم لتنفيذ مشاريع هامّة لبناء الدولة الفلسطينية، فكانت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو).
“أخذت على عاتقي جزءا كبيراً من المشروع، والغاية الأساسية للمجموعة هي تطوير البيئة الأساسية لفلسطين برأسمال 200 مليون دولار”.يترأس المصري مجلس إدارة “باديكو”، التي ساهمت بتأسيس شركة الإتصالات الفلسطينية، وشركة فلسطين للاستثمار الصناعي، وشركة فلسطين للاستثمار السياحي، وشركة فلسطين للاستثمار العقاري، وشركة المدن الصناعية، وشركة سوق فلسطين للأوراق المالية (مؤشر القدس)، وشركة الكهرباء الفلسطينية.
“وظفنا 6-8 آلاف شخص في المشاريع، والآن حوالي 700 ألف شخص يستفيدون من هذه الاستثمارات بشكل مباشر وغير مباشر”، يقول المصري بفخر عن باديكو التي تشكل 20-25% من حجم الاقتصاد الفلسطيني.
المسؤولية الاجتماعية
حوالي 2-4 ملايين دولار تمول بهما سنوياً عائلة وشركات المصري “مؤسسة منيب رشيد المصري الخيرية للتنمية”، والتي نفذت مئات المشاريع الخيرية منذ تأسيسها عام 1970.
وهي منظّمة مساعدة إنسانية، تعمل في قطاعات التعليم، الرعاية الصحيّة، الثقافة، المجتمع المدني، دعم الريف الفلسطيني، ولصالح ذوي الاحتياجات الخاصة “أعرف معاناتهم جيداً، لدي حفيد من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وتنفذ المؤسسة حالياً عدة مشاريع منها: مدرسة في يعبد في محافظة جنين، ومدرسة أبو قش في محافظة رام الله والبيرة، ومدرسة في العيزرية في محافظة القدس، ومستوصف الرحمة في نابلس، وكلية الاقتصاد في جامعة خضوري في محافظة طولكرم، وتقدم الدعم وتتبنى نادي المواهب في قطاع غزة، وستباشر قريباً في مشروع في جامعة بولتكنيك فلسطين في محافظة الخليل، وتسعى لأن يكون لها انتشار في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
أحلامه
“أحلم بتقديم شيء للقدس وبإنهاء الانقسام وحلول الوحدة الوطنية”. ويوضح المصري أنه عمل منذ أعوام لجمع مليار دولار لتنمية القدس وتنفيذ مشاريع حيوية تعزز صمود أهل المدينة وتعزز عربيتها، لكن جهوده لم تنجح حتى الآن، إلا أنه متفائل بتنفيذ حلمه قريبا من خلال “صندوق وقفية القدس”، الذي تأسس بمرسوم رئاسي منذ عام ويترأس المصري مجلس إدارته.