عروبة الإخباري – اكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده ادانة الاردن الشديدة ورفضه المطلق لما قامت به قوات خاصة من الجيش الاسرائيلي فجر اليوم الاحد، باقتحام باحات المسجد الاقصى/الحرم القدسي الشريف.
وشدد على ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يعتبر ان المسجد الاقصى خطا احمر مؤكدا ان الاردن سيتصدى بحزم لكل ما يمس المقدسات الاسلامية والمسيحية تنفيذا للوصاية الهاشمية على الاماكن المقدسة في القدس الشريف .
جاء ذلك في الكلمة التي القاها جودة خلال مشاركته بالاجتماع 144 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
وقال ان الاردن لن يدخر أي جهد من خلال الاتصالات المباشرة وغير المباشرة مع القوى الدولية والعواصم المؤثرة والمنظمات الدولية وخاصة الامم المتحدة لوقف الانتهاكات الاسرائيلية والتي تنتهك كل مكونات الشرعية الدولية وسنعمل من خلال عضويتنا لمجلس الامن على تأكيد رفض هذه الانتهاكات وخاصة الاجراءات التي تستهدف التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف وهذا مرفوض تماما.
وأضاف ان مدينة القدس الشرقية المحتلة شهدت خلال الفترة الماضية موجةً غير مسبوقة من الانتهاكات الإسرائيلية والتعديات المتجددة والمدانة والمرفوضة على حرمة المدينة المقدسة والمسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف الذي نفتديه جميعنا بأرواحنا، والذي يمثّلُ خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، مؤكدا أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وعلى رأسها المسجد الأقصى، سيتصدى، كدأبه دوما وبحزم لكل ما من شانه أن يمس المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية وبكل بالوسائل الدبلوماسية والقانونية، وسيمضي الأردن قدما في النهوض على أكمل وجه بواجب وشرف رعاية وصيانة وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وقال ان القضية الفلسطينية ستظل شغلنا الشاغل مهما حل بنا، وهي مفتاح الاستقرار في المنطقة، وديدن ازدهارها. والأردن لطالما دعم جهود تحقيق السلام الفلسطيني-الاسرائيلي من خلال العمل على دفع مسار تفاوضي جاد ومحدد بسقف زمني معقول يفضي إلى تجسيد حل الدولتين الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة على التراب الوطني الفلسطيني وعلى خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفي سياق حل شامل يعالج القضايا الجوهرية كافة وهي: قضايا القدس واللاجئين والأمن والحدود والمياه وغيرها، طبقا للمرجعيات الدولية المعتمدة ولقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بعناصرها كافة، وبشكل يلبي بالكامل ويصون المصالح العليا الاردنية المرتبطة بهذه القضايا كلها.
واشار الى إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس هي من أهم الآليات الدولية التي أبقت قضية اللاجئين الفلسطينيين حية في الوجدان الدولي وعلى الأجندة الدولية، ولقد أوشكت الوكالة على أن تغلق بعض نشاطاتها التعليمية والصحية في مناطق عملياتها الخمس ومنها الأردن الذي يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين، خلال الأشهر القليلة المنصرمة بسبب الأزمة المالية المتفاقمة التي تعاني منها وتأخر بعض الدول في سداد حصصها في موازنتها، وبادرنا من فورنا في الأردن بالاتصال المكثف مع مختلف الدول والمنظمات وقمت بالتواصل مع وزراء خارجية العديد من الدول المانحة لحثها على تسديد المتأخرات وتقديم دعم إضافي للوكالة بما يمكنها من الاستمرار في تقديم خدماتها سيما في القطاعات الحيوية وبشكل خاص قطاعي التعليم والصحة، ولقد نجح مسعانا هذا في تامين ما سمح باستمرار الوكالة بتقديم خدماتها في قطاعي التعليم والصحة في مناط عملياتها، ونجدد التأكيد بأننا في الأردن لا نقبل بان تقلص خدمات الوكالة أو أن تضعف الاونروا أو ولايتها إلى حين حل قضية اللاجئين الفلسطينيين جذريا طبقا للمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية.
وقال إن خطر الإرهاب والتطرف المتفاقم، بات يفرض نفسه على أجندة عملنا اليومية، تحدياً أمنياً، وفكرياً، وسياسيا واقتصاديا، واجتماعياً يسيءُ إلى ديننا الحنيف، بتشدق الفئة الباغية من أصحاب الفكر الظلامي التكفيري المتطرف بتطبيق الشرع الإسلامي الحنيف، والذي يبرأ منهم جميعاً، ومن أعمالهم الخسيسة وأفكارهم الشيطانية.
واضاف لقد عملنا خلال رئاستنا لدورة مجلس الجامعة العادية معاً ضد الإرهاب، وفكره الضال المضل، وأكدنا في أكثرِ من لقاءٍ، ضرورة توحيد الجهد لمحاربة أصحاب هذا الفكر الإجرامي المتطرف المعادي للإنسانية، وقيمها الدينية، وللشرائع كافة، والتصدي لخطر الإرهاب من خلال منظومة عمل متكاملةٍ سياسيةٍ وفكرية واقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وأمنية وعسكرية . كما أعاد قادتنا في قمتهم -التي عقدوها في شرم الشيخ في آذار الماضي، التأكيد على الأولوية القصوى لمواجهة تحدي الإرهاب والفكر المتطرف.
واشار الى ان الأردن ادان دوما الإرهاب والتطرف والتعصب، ووقفنا دوما ولا نزال وبتوجيهات راسخة من جلالة الملك عبدالله الثاني، في طليعة المتصدين للإرهاب وفئته الباغية والتطرف، وقدمنا في سبيل ذلك الغالي والنفيس جهداً وشهداءً، إيمانا منا بأن الحرب على الإرهاب هي في المقام الأول حربنا، ندافع فيها لا عن إنساننا فحسب، بل عن ديننا السمح والاديان السماوية وقيمنا الإنسانية الرفيعة، خاصة وان هذا الارهاب البغيض يستهدف المسلمين اولا ويستهدف نسيجنا المجتمعي بمختلف بلداننا ومكوناته الاساسية.
وبين جوده ان الأردن شارك إلى جانب أشقائه العرب عبر التحالف العربي في جهود إعادة الشرعية للجمهورية اليمنية الشقيقة ممثلةً برئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه خالد بحاح الذي استضافه مجلسكم الكريم في دورة انعقاده غير العادية يوم 18 آب الماضي ولا يسعنا إذ نذكر اليمن الشقيق، إلّا أن نذكر بالتقدير، وبالدعاء إلى المولى، عز وجل، أن يتغمد، بواسع رحمته، شهداء الواجب من أبناء القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية الشقيقة والمملكة العربية السعودية الشقيقة ومملكة البحرين الشقيقة، والذين بذلوا أرواحهم دفاعاً عن الشرعية وتحقيقاً لآمال وتطلعات أشقائهم من أبناء الشعب اليمني بالأمن والاستقرار والازدهار.
واعاد جوده تأكيد الاردن على دعم جهود الأشقاء في دولة ليبيا بمحاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، من خلال حكومتهم الشرعية المنبثقة عن المجلس النيابي المنتخب، ودعم جهود المصالحة وجلسات الحوار التي ترعاها الأمم المتحدة أملاً في الوصول إلى حل سياسي يحفظ أمن ليبيا وشعبها ووحدة ترابها الوطني.
وحول تطورات الوضع على الساحة السورية قال جوده ان المأساة في سوريا شهدت تطورات مؤسفة إذ لم تنته الحال هناك على العنف والدمار لا بل ونهش عصابات الإرهاب والتطرف والإجرام في جسده، بل زادت عليه بمأساة اللاجئين الذين افترس البحر، وجشع المتاجرين بالبشر وأرواحهم،بعد ان نجا بعضهم من افتراس العنف والدمار في بلدهم الذي شرد نساءهم وارعب أطفالهم في مشاهد ثقلت على أنفسنا، وفرضت على الأجندة الدولية، والأوروبية مسؤوليات إنسانية مضاعفة، تصدينا لها نحن في الاردن منذ اليوم الأول للمأساة السورية ولا نزال باستقبال نحو مليون ونصف المليون لاجئ من الأشقاء السوريين، أي ما يقرب من 21بالمئة من عدد السكان.
واعاد التأكيد على موقف الاردن الداعي للدفع بإنجاز الحل السياسي في سوريا، بما يحقق الانتقال لواقع سياسي جديد يلبي طموحات الشعب السوري الشقيق، وبمشاركة أطياف الشعب كافة، استنادا إلى مقررات مؤتمر جنيف1 بما يعيد الاستقرار لسوريا ويساهم في محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف وصولا إلى اجتثاثهما وبشكل يحفظ سلامة سوريا الترابية واستقلالها السياسي ويرحم نسيجها المجتمعي ويودي إلى إنتاج المناخ الأمن الذي من شانه تحقيق العودة الطوعية للأشقاء السوريين إلى وطنهم.
واشار الى العبء الكبير الذي يتحمله الاردن في استقباله للاجئين السوريين على الرغم من محدودية موارده مؤكدا اهمية ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في مساندة ومساعدة الاردن لتمكينه من الاستمرار بأداء هذا الواجب الانساني الذي يتحمله الاردن نيابة عن العالم.
واكد جوده دعم الاردن للأشقاء العراقيين في مساعيهم لتحقيق الامن والاستقرار والاصلاح في العراق ن من خلال مسارات سياسية وتغليب لغة الحوار .
وعبر جوده عن دعم الاردن الكامل لجميع الأشقاء العرب في قضاياهم العادلة والمنصفة، والتي تضطلع بها جامعة الدول العربية وتسعى إلى حلها، متمنيةً النجاح والتوفيق والسداد لدولة الإمارات العربية الشقيقة في مهامها التي تولت الرئاسة الحالية للجامعة العربية مؤكدا حرص الاردن على التعاون غير المحدود مع أشقائنا في الإمارات المتحدة لما فيه نجاح عملنا المشترك.
وكان جوده سلم رئاسة الدورة الرابعة والاربعين بعد المائة لدولة الامارات العربية الشقيقة بعد ان انتهت رئاسة الاردن لأعمال الدورة الثالثة والاربعين بعد المائة. (بترا)
جودة: الأردن سيتصدى بحزم لكل ما يمس المقدسات
10
المقالة السابقة