عروبة الإخباري – أبرزت جلالة الملكة رانيا العبدالله الجهود التي يبذلها الأردن والتحديات التي يواجهها للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، ودعت إلى توحيد الجهود من اجل مساعدات إنسانية أكبر.
جاء ذلك اليوم خلال مقابلة مع بيكي اندرسون على قناة “سي ان ان”.
وعلقت جلالتها على موجة اللجوء التي تشهدها أوروبا حالياً، مشيرة إلى طريقة تعامل الأردن مع الأزمة في السنوات الأربع الأخيرة، وقالت ان على القارة الأوروبية التعامل الآن مع الأمر، فنحن نتحدث عن أكثر من 350 ألف لاجئ يذهبون إلى أوروبا، وبالرغم من ان هذا الرقم يبدو كبيراً إلا أنه بالمقارنة مع الأربعة ملايين لاجئ المتواجدين حالياً في الأردن ولبنان وتركيا والعراق يمثل نسبة قليلة من المجموع الكلي للسوريين الذين يحاولون البحث عن الأمان.
وجرى الحديث عن الدور الانساني التاريخي للأردن فيما يتعلق باللاجئين وكيف ساهم ذلك في استقرار المنطقة بأكملها، حيث يستضيف الأردن اليوم وبالرغم من قلة موارده وحجمه أكثر من 1,4 مليون سوري، أكثر من 600 ألف منهم هم لاجئون مسجلون، بالاضافة الى أثر ذلك على الاردن وسكانه.
وقالت جلالتها ان اللجوء أزمة استثنائية وتتطلب استجابة استثنائية.
ودعت جلالتها المجتمع الدولي لزيادة الدعم الدولي للاجئين السوريين والدول المستضيفة، محذرة من عدم قدرة وكالات الأمم المتحدة على تمويل الاحتياجات على أرض الواقع، مشيرة إلى أننا بحاجة لإغلاق العجز في المساعدات الإنسانية. فالمال ينفذ من وكالات الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الإنسانية.
وأكدت جلالتها على ان الهدف النهائي يجب أن يكون بحل النزاع في سوريا، مشيرة إلى أننا جميعاً في هذه الظروف نتيجة لفشل الدبلوماسية العالمية للدفع من خلال حل سياسي في سوريا.
وأعربت عن تخوفها أنه في حال فشل المجتمع الدولي عن التعامل مع الأزمة والنزاع الحاليين، ستنقلب قوارب أخرى، وأطفال أكثر سيغرقون، وأشخاص أكثر سيموتون على ظهر الشاحنات. مشيرة إلى ان ذلك سيكون في مصلحة الجماعات المتطرفة الذين يزدهرون أينما كان هناك يأس إنساني وأينما كان هناك انقسام إنساني. وقالت ان ذلك سيؤدي إلى جيل في أكثر حالات يأسه يمكن ان يصبح عرضة لأيدولوجية التطرف.
واضافت جلالتها ان هذه الأزمة هائلة، ولا يسع المجتمع العالمي خذلان هؤلاء الأفراد، متسائلة عن رسالة العالم لهم ان لم يساعدهم، على الرغم من أنهم خاطروا بكل شيء لرفض فكر متطرف من الكراهية والتفرقة، انه يعيدهم إلى ذلك.
وأعربت الملكة رانيا عن أملها في ان يشجع الإجماع في أوروبا، دولاً أخرى على ان تكون جزءاً من حل أكبر وان لا تقف متفرجة بصمت اتجاه ما هو أسوء أزمة إنسانية في وقتنا.
وأشارت جلالتها إلى ضرورة عدم الخلط بين وصف “اللاجئين” و”المهاجرين”، فاللاجئين لا يتركون منازلهم باختيارهم – بل هم مجبرون على ذلك للحفاظ على حياتهم، ويهربون بعيداً من خوف له ما يبرره من الملاحقات القضائية.
وبالتعليق على الآثار طويلة الأمد للأزمة، قالت جلالتها ان العودة إلى الوطن يجب ان يكون الهدف النهائي.. السوريون أنفسهم يريدون ذلك، العودة إلى بلدهم، إلى رزقهم، إلى أحيائهم، ولم الشمل مع العائلة.
وفي نهاية المقابلة توجهت جلالتها برسالة إلى المجتمع العالمي، وقالت ان على كل فرد منا ان يحاول ان يفعل شيئاً، لأننا في النهاية بشر، ونوهت إلى ان دافع العمل عند الجميع ينطلق من صفات التعاطف ضمن انسانيتنا المشتركة.