هناك تفاوت كبير في مستوى البنى الاساسية في المحافظات الاردنية، فالشوارع والطرق في محافظات معينة جيدة ومحافظات اخرى يرثى لها، فالحفر لايمكن لسائقي السيارات تلافيها، اما الارصفة تكاد تكون غير موجودة، ومستويات النظافة لاتليق بالبشر، ومع ذلك يتبجح البعض بالاشارة الى ان الاردن يتمتع ببنية اساسية كفوءة وجاذبة للمستثمرين، وفي معظم المحافظات يجد المراقب الشارع الرئيسي جيد، وعندما يدخل الى الشوارع الفرعية والداخلية والاسواق يجد وضعا مختلف تماما لما رأه في الطريق الرئيسية، وكذلك سوية متدنية للخدمات، وصولا الى تنظيم المرور وادارة السير، عندها نصل الى قناعة مفادها ان هناك عملية تجميل للمدن الرئيسية، وهذا لانجده في الدولة العصرية.
قبل اكثر من اسبوع وخلال وعقب تشييع الزميل المرحوم نايف المعاني الى مثواه الاخير اتيحت للصحفيين التجول في مدينة معان كبرى محافظات المملكة، ويفترض ان تشكل منطقة جذب للاستثمارات لقربها من ميناء الاردن الوحيد، بحيث تستوعب ميناء بري حقيقي لتجارة الترانزيت، ومرافق خدمية لاستثمارات مستقبلية من الرمل الزجاجي وتعدين الصخر الزيتي، واقامة مناطق سياحية صحراوية الطابع، واستخدام قسم معين من مياه الديسي لاقامة وتخضير مدينة سياحية، وبناء مركز ثقافي وغير ذلك، وهذا الجهد من شانه ان يحول عاصمة الصحراء الى مهوى الاردنيين والاجانب طلبا للاستمتاع بالصحراء التي لايستشعرها الا من تذوق عذوبة بزوغ الشمس وغروبها.
لايمكن تصور اقامة استثمارات في محافظة معان في ظل اهمال غريب وغير مبرر، والسؤال الذي يطرح لماذا لم تعبد الشوارع والطرق بشكل مريح؟، واين توظف مخصصات المحافظة؟، ان غياب عمليات التنظيف والتجميل بأبسط صوره في معان يتطلب اعادة تقييم اولا المخصصات المقرة، وثانيا وضع برنامج زمني لاعادة الاعتبار لمعان درة جنوب المملكة التي تقف شامخة منذ قرون، اذ شكلت مركز وصل بين الشمال والجنوب، ومحطة تزود وامن وامان للمسافرين.
ونحن في خضم ورش تصريحات رسمية ومؤتمرات حافلة بتعهدات لمحاربة الروتين وازالة البيروقراطية، وتسريع وتائر التنمية حري بالقطاعين الحكومي والخاص التعاون لاطلاق مبادرات حقيقية تسعى لتحقيق الارباح وتتحمل في نفس الوقت المخاطر الاستثمارية، والانتقال من الاقوال الى الافعال، وفي هذا السياق فأن محافظة عمان تعتبر افضل بقعة في الارض لتوليد الطاقة الكهربائية بالاعتماد على اشعة الشمس، فالطاقة احد اضلاع مثلث التنمية التقليدي ( النار والكلأ والمياه)، معان تستحق منا اكثر كما عمان.. فالتراب الاردني عزيز علينا وله نفس القدسية، وعلينا وجوب التضحية…
خالد الزبيدي/التنمية المتوازنة يتبع تحسين البنى الأساسية
21
المقالة السابقة