عروبة الإخباري – بدأ برشلونة الاسباني بطل دوري الابطال رحلته نحو تكرار سيناريو 2009 واحراز السداسية بمعادلة انجاز ميلان الايطالي بعدما ظفر بالكأس السوبر الاوروبية للمرة الخامسة بفوزه على مواطنه اشبيلية بطل “يوروبا ليغ” في مباراة “مجنونة” 5-4 بعد التمديد اليوم الثلاثاء على ملعب “بوريس بايشادزه” في العاصمة الجورجية تبيليسي.
ويدين برشلونة بتتويجه الى بدرو رودريغيز الذي جلس على مقاعد الاحتياط حتى الدقيقة الثالثة من الشوط الاضافي الاول في مؤشر الى احتمال رحيله الى مانشستر يونايتد الانكليزي، قبل ان يدخل للعب دور البطل بهدف في الدقيقة 115 في مباراة “مجنونة” تقدم خلالها اشبيلية بعد 3 دقائق فقط عبر الارجنتيني ايفر بانيغا لكنه عاد وتخلف 1-4 بفضل ثنائية من الارجنتيني ليونيل ميسي، قبل ان ينتفض ويعود من بعيد ثم يجر النادي الكاتالوني الى التمديد.
وسجل ميسي (7 و16) والبرازيلي رافينيا (44) والاوروغوياني لويس سواريز (52) وبدرو (115) اهداف برشلونة، وبانيغا (3) وخوسيه انتونيو رييس (57) والفرنسي كيفن غاميرو (72 من ركلة جزاء) والاوكراني يفغين كونوبليانكا (81) اهداف اشبيلية الذي كشف هشاشة دفاع النادي الكاتالوني قبيل انطلاق الموسم الجديد.
وخطا برشلونة بتتويجه الخامس بعد اعوام 1992 و1997 و2009 و2011 من اصل 9 مشاركات في هذه المباراة التي تجمع بين بطلي دوري الابطال والدوري الاوروبي “يوروبا ليغ”، الخطوة الاولى نحو تكرار انجاز 2009 الذي حققه مع مدربه السابق جوسيب غوارديولا على امل مواصلة حصد الالقاب باحرازه الكأس السوبر المحلية على حساب اتلتيك بلباو وصولا الى كأس العالم للاندية التي يختتم بها العام، وذلك بعد ان توج في 2015 بثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري ابطال اوروبا.
ما هو مؤكد ان اسبانيا التي تتواجد فرقها في هذه المباراة للمرة السادسة في المواسم السبعة الاخيرة، كانت ضامنة لتعزيز رصيدها من الالقاب في هذه المسابقة التي توجت بها للمرة الثانية عشرة من اصل 40 نسخة، وهي تحتل الصدارة امام ايطاليا (9) وانكلترا (7).
ورفع برشلونة واشبيلية عدد الفرق الاسبانية التي خاضت المباراة الى 22، مقابل 15 لانكلترا و13 لايطاليا و8 لالمانيا، علما بان النادي الاندلسي خسر العام الماضي امام مواطنه الاخر ريال مدريد (صفر-2) وهو خاض المباراة للمرة الرابعة في تاريخه لكنه لم يتمكن من الفوز باللقب للمرة الثانية بعد 2006 حين اكتسح برشلونة بالذات 3-صفر.
وهذه المرة الثالثة التي يتواجه فيها فريقان اسبانيان في الكأس السوبر الاوروبية بعد عامي 2006 و2014، وكان اشبيلية طرفا في المناسبات الثلاث.
وبعد تتويج برشلونة الذي لم يخسر امام اشبيلية منذ ذهاب الكأس السوبر المحلية عام 2010 (1-3 لكنه توج باللقب بعد فوزه ايابا 4-صفر)، اصبح ظهيره الايمن البرازيلي دانيال الفيش على المسافة ذاتها من انجاز اسطورة ايطاليا وميلان باولو مالديني الذي توج في اربع مناسبات.
كما عادل الفيش رقم مالديني من حيث المشاركات (5 لكل منهما).
وبعيدا عن احصائيات البطولة وهيمنة اسبانيا عليها، خاض برشلونة هذه المباراة التي احتضنتها موناكو من 1998 حتى 2012 قبل ان تبدأ بالتنقل (اقيمت في براغ وكارديف عامي 2013 و2014)، بغياب النجم البرازيلي نيمار الذي سيبتعد عن الملاعب لاسبوعين بسبب التهاب الغدة النكفية.
وفي ظل غياب نيمار، كان من المتوقع ان يحتكم المدرب لويس انريكي الى بدرو للعب الى جانب سواريز وميسي، لكنه ابقاه على مقاعد الاحتياط ما يعزز احتمال رحيله الى مانشستر يونايتد، الفريق الذي طالب اللاعب بالانتقال اليه بحسب ما اكد المسؤول الفني في النادي الكاتالوني روبرت فرنانديس لقناة “ايسبورت 3”.
وفي ظل غياب نيمار وبقاء بدرو على مقاعد الاحتياط، احتكم انريكي الذي عادل انجاز سلفه غوارديولا والايطالي كارلو انشيلوتي والارجنتيني دييغو سيميوني باحراز الكأس كلاعب ومدرب، الى البرازيلي رافينيا لمساندة سواريز وميسي.
كما غاب عن النادي الكاتالوني جوردي البا، وقد عوضه انريكي بالفرنسي جيريمي ماتيو.
وفي الجهة المقابلة، اشرك المدرب اوناي ايمري الوافد الجديد من ميلان الايطالي المدافع الفرنسي عادل رامي اساسيا في قلب الدفاع رغم الحديث عن عدم جاهزيته بدنيا، وذلك من اجل سد فراغ نيكو باريخا المصاب.
كما اشرك ايمري الوافد الجديد الاخر الدنماركي مايكل كروهن-ديهلي، القادم من سلتا فيغو، في وسط الملعب الى جانب القائد رييس وبانيغا وفيسنتي ايبورا وفيتولي وخلف رأس الحربة غاميرو.
ولم تكن بداية المثالية بالنسبة لبرشلونة اذ وجد نفسه متخلفا منذ الدقيقة 3 بهدف رائع لبانيغا جاء من ركلة حرة وضعها على يمين الحارس الالماني مارك-اندري تير شتيغن.
لكن رد برشلونة جاء سريعا ومن ركلة حرة نفذها المتخصص في هز شباك النادي الاندلسي ميسي الذي رفع رصيده الى 23 هدفا في 24 مباراة ضد اشبيلية (7)، معادلا الرقم الذي سجله حتى الان في مرمى اتلتيكو مدريد.
ولم ينتظر ميسي طويلا لتعزيز سجله امام النادي الاندلسي بتسجيله هدف التقدم لفريقه من ركلة حرة اخرى وضعها هذه المرة على يسار الحارس البرتغالي بيتو (16)، ليصبح اشبيلية الضحية المفضلة عند النجم الارجنتيني بعد ان هز شباكه للمرة الرابعة والعشرين في 24 مباراة.
وهذه المرة الاولى التي يسجل فيها ميسي هدفين من ركلتين حرتين في جميع المباريات الرسمية التي خاضها في مسيرته على صعيد الاندية، كما رفع رصيده الى 80 هدفا على الصعيد القاري ليصبح على المسافة من نجم ريال مدريد الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو في صدارة هدافي القارة العجوز.
وواصل برشلونة اندفاعه وحاصر مواطنه في منطقته وتمكن من الوصول الى الشباك للمرة الثالثة عبر سواريز لكن الحكم الغى الهدف بداعي التسلل على المهاجم الاوروغوياني (28).
وانتظر اشبيلية حتى الدقيقة 41 ليحصل على فرصة ادراك التعادل عبر غاميرو الذي توغل في الجهة اليمنى قبل ان يلعب كرة عرضية خطيرة امام باب المرمى لكن سيرجيو بوسكتس تدخل وانقذ الموقف لفريقه.
وجاء رد برشلونة قاتلا عندما انفرد سواريز ببيتو لكن الاخير تدخل ببراعة وانقذ فريقه ثم عادت الكرة الى المهاجم الاوروغوياني الذي مررها بحنكة الى رافينيا فاودعها الاخير الشباك دون عناء (44).
وبدأ برشلونة الشوط الثاني من حيث انهى الاول اذ اضاف الهدف الرابع في الدقيقة 52 عندما اهدى المدافع الفرنسي بينوا تريموليناس الكرة على طبق من فضة لبوسكيتس بتمريرة خلفية خاطئة فمررها الاخير لسواريز الذي سددها في الشباك.
وعندما اعتقد الجميع ان هذا الهدف سيكون بمثابة الضربة القاضية للنادي الاندلسي، عادت الحياة الى الاخير عبر القائد رييس الذي قلص الفارق في الدقيقة 57 اثر هجمة مرتدة منسقة وتمريرة عرضية من فيتولو تابعها لاعب ارسنال الانكليزي وريال واتلتيكو مدريد سابقا “طائرة” في الشباك الكاتالونية.
وعاد اشبيلية الى اللقاء واصبح على بعد هدف من برشلونة بعدما قلص الفارق من ركلة جزاء تسبب بها ماتيو بخطأ على فيتولو داخل المنطقة وانبرى لها غاميرو بنجاح (72) قبل ان يترك مكانه للوافد الجديد الايطالي تشيرو ايموبيلي المعار من بوروسيا دورتموند الالماني.
ولعب مهاجم تورينو السابق دورا حاسما وبعد ثوان على دخوله بهدف التعادل بعدما تلاعب ببديل برشلونة مارك بارتا على الجهة اليمنى قبل ان يلعب كرة على طبق من فضة للبديل الاخر الوافد الجديد ايضا من دنبروبتروفسك الاوكراني يفغين كونوبليانكا الذي تابعها دون مضايقة في الشباك (81).
وحصل برشلونة على فرصة لخطف الفوز في الوقت الاصلي لكن الكرة لامست القائم الايسر بعد ركلة حرة اخرى من ميسي (89).
وضغط برشلونة في الوقت الاضافي خصوصا في الشوط الثاني حتى الدقيقة 115 عندما انبرى ميسي لركلة حرة ارتدت هذه المرة من حائط السد ثم عادت اليه فاطلقها قوية صدها بيتو ثم سقطت امام بدرو الذي دخل في الدقيقة 93 بدلا من الارجنتيني خافيير ماسكيرانو، فاطلقها من مسافة قريبة في سقف الشباك (115).
وحصل اشبيلية على فرصة ذهبية لخطف التعادل اثر كرة عرضية اخرى من ايموبيلي لكن رامي اطاح بالكرة الى جانب القائم الايمن رغم انه كان وحيدا في مواجهة المرمى (120).