عروبة الإخباري – الأبيات الشعرية الأربعة التي قرأها الدكتور أنيس الخصاونة على صفحتي الشخصية على الفيس بوك منتقدا لي ولها، هي أبيات جرى عليها بعض التحوير بعد أن سمعتها أول مرة سنة 1987 في مدينة شفشاون المغربية من أحد أساتذة جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس ، وهي قبل تحويرها منسوبة لشاعر فاسي من القرن السادس الهجري، يتندر فيها على شاعر غرناطي انتحل أبياتا له وفاز بسببها بجائزة أمير فاس من غير وجه حق ، وقد تذكرت هذه الأبيات عندما رأيت ما يفوز فيه المنتحلون في هذه الأيام وما يسرقون به حقوق غيرهم جهارا نهارا.
وقد ذكرني بالأبيات كذلك برنامج كان يبث في شهر رمضان على إحدى الفضائيات العربية اسمه: ألو فايز ، كانوا يقدمون فيه جوائز يفوز بها أشخاص لا يستحقونها.
ولم يخطر ببالي قط أن يقوم كاتب في مكانة الدكتور أنيس الخصاونة في علمه وموضوعيته ودقته في توجيه قراءته لهذه الأبيات توجيها خاصا وأن يقرنها باسم الدكتور فايز الخصاونة الذي لم يرد اسمه فيها أصلا ، ولو كان الأمر كما يرى الدكتور أنيس الذي يريد محاسبة الناس على نواياهم لبطل الشعر العربي كله وأصبح من حق كل امرأة اسمها سعاد أن تحاسب كل من يروي بيت زهير بن أبي سلمى:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول
بتهمة أن الشاعر أو الراوي قد يقصدها دون غيرها.
إن الشعر حتى لو كان هجاء لا ينقد بمحاسبة الشاعر على نواياه، ومتى استعمل الشاعر أو الراوي التعريض دون التصريح فهو ضرب من التأدب الذي ينبغي أن يسجل له لا عليه، وإني لا أرضى للدكتور أنيس الخصاونة الذي أحب كتاباته ومتابعاته أن ينزلق إلى محاسبة الناس على نواياهم وخاصة إذا كان الذي يكتبونه شعرا ، كما لا أرضى أن يتعجل في إصدار الأحكام التي تسيء من غير قصد لمن أراد الدفاع عنه.
قد أقصد فيما نشرت شخصا أو أكثر أو ظاهرة أو سلوكا لكن ليس على الشاعر أو راوي الشعر أن يفصح عن مقاصده حتى لو جاءت في توقيت قد يوحي بالمقصود.
وأخيرا أسأل صديقي الدكتور أنيس الذي أكن له المحبة الصادقة: لو كان الشخص الذي توهمت أنني قصدته في الأبيات غير الدكتور فايز الخصاونة فهل كنت ستكتب مقالتك؟!
بالمناسبة: كلمة فايز في سياق الأبيات هي صفة وليست اسما لشخص بعينه.