عروبة الإخباري – كتب طلعت شناعة- نجح مسلسل»حنايا الغيث» الذي تبثع عدة فضائيات عربية واردنية،في تقديم صورة مشرقة للدراما الاردنية.ويكفي ان المسلسل الذي كتبته المبدعة وفاء بكر عن مسرحية «عطيل» للكاتب الشهير وليم شكسبير،قدم لنا مخرجا اعتبره إضافة نوعية للفن الاردني والعربي وهو حسام الحجاوي. وهو ما يظهر في المشاهد التي تعتمد على الغوص في الشخصية.اضافة الى «حساسية» اللّقطة التي تجمع بين «السينما والدراما».
المسلسل خدم الاردن من خلال «جماليات الصورة» التي انعكست على روعة المكان الذي تم فيه تصوير العمل. وهذا ما كنا ننادي به،دائما،اهمية ابراز المكان الاردني في الدراما كما يفعل صُنّاع الدراما في تركيا وسوريا ومصر. النجاح لم يأتِ من فراغ،فلا بد من وجود منتج واعِ للفكرة التي يحملها العمل الدرامي وهو ما توفر في عصام حجاوي الذي «يقاتل» لتكون عندنا دراما راقية. وهو يطوف البلاد والمهرجانات حاملا»همّ» الدراما الاردنية. بل انه يفتح الباب للوجوه الجديدة،اخراجا كما في «حنايا الغيث» حيث قدم لأول مرة المخرج الشاب حسام حجّاوي،ليراهن عليه ويتكلل جهوه بالنجاح. وايضا في عرض بعض الاعمال التلفزيونية ومناقشتها بحضور الجمهور لمعرفة السلبيات والايجابيات ومن ثمّ البناء عليها.
ولعل نجاح»حنايا الغيث» وتربعه على عرش»الدراما /البدوية» ودون منافس قد وضع المنتج والقائمين على الدرما الاردنية في «اختبار»جديد عن «التالي» الذي يمكن ان يُعيد الدراما الاردنية الى الواجهة العربية بعد سنوات»الجفاف والجفاء». نجاح جماهيري وقد حقق المسلسل نجاحا جماهيريا منقطع النظير فقد حصل على المركز الثالث في المشاهدة بالرغم من ضخامة الانتاج للمسلسلات المعروضة في شهر رمضان ذات الموازنات الضخمة ويشترك بها نجوم كبار كما نالت مواقع تصوير المسلسل الاعجاب بشكل كبير جدا حيث انهال جمهور منقطع النظير يسأل عن مواقع تصوير حنايا الغيث لزيارتها في الاردن والجدير ذكره بان المسلسل معظم تصويره كان في «سد الملك طلال «. عشق اسطوري يروي «حنايا الغيث» قصة عشق أسطوري بين «غيث» او الفنان منذر رياحنة و»حنايا» الفنانة لونا بشارة، استمر رغم العراقيل والحواجز التي اعترضته. وبمشاركة نخبة من النجوم: وعبير عيسى ومحمد العبادي ومنيا وجولييت عواد و نبيل المشيني و سهير فهد و عبد الكريم القواسمي و رانيا فهد وداوود جلاجل ورفعت النجار و محمد الضمور وعاكف نجم و محمد المجالي ووليد البرماوي وشايش النعيمي و وسام البريحي و حسن الشاعر و شاكر جابر وآخرون.
وتدور قصة حنايا الغيث حول عاشق ومعشوق ، ببداية غريبة ونهاية مريرة ، عشق قبل الولادة ونهاية نحو الولادة . مبارك الذي خرج من قبيلة (جدوع الشاهي) باحثا عن ماء في الصحراء بعد أن جف الضرع والورع ، ولم يبقى بُد من طرق دروب الصحراء علها تغيثهم بمائها. وجد في قلب الرمال طفلا صغيرا بين يدي جثة امرأة ماتت بعد أن لدغتها أفعى وقضت تاركة الطفل لا صحراء تتسع لبكائه وحكايته . يحمل مبارك الفتى الذي يمسك بيده منديل أمه متمسكا به ويعود نحو زوجته وشيمة التي لم يرزقها الله بأطفال . يفرحان به وما أن ينزل في عرب جدّوع حتى تهب السماء لسكان الرمال والحكايات مطرا غزيرا ليستبشر الناس خيرا ويطلق مبارك على الطفل أسم الغيث وكما جاء الطفل بالمطر جاء بالخير ، شهر وتحمل وشيمة وتضع مولودة جميلة يسميها خالها العزوف بإسم حنايا . يتعلق الغيث ذو الثلاثة أعوام بحنايا من قبل أن تولد . وما أن تصبح حنايا بعمر العشر سنوات ،تخشى وشيمة من علاقة الغيث من حنايا . فتقرر أن ترسله مع العزوف إلى الصحراء حيث يعيش بين الاسئلة والبحث عن الذات .
تحزن حنايا وتطلب من أمها أن توشم لها قدمها بالوحمة التي بقدم وشيمة لأجل أن يتعرف عليها الغيث حين يعود وتصر على ذلك لتنال الوشم بالنهاية . يكبران وتكبر «حنايا» ويكبر «الغيث» الذي اختار له «العزوف» أرض «الجرف» الخطيرة للحياة بعد أن بدأ في الصحراء حركة لصوص كثرة وأهمها جماعتين جماعة صعيب وجماعة رميح الذيب . وبعد عشر سنوات ، يعود الغيث باحثا عن حنايا مع خاله العزوف وصديقه جبور . ويجد حنايا التي مازالت في رداء الانتظار . فيقعان بالعشق من جديد ويقرران الزواج .