عروبة الإخباري – نشرت وزارة الخارجية الأميركية أمس مجموعة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني أرسلتها أو تلقتها الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون وعددها حوالي ثلاثة آلاف رسالة في الفترة الفترة من مارس إلى ديسمبر 2009، حيث أفادت أن هيلاري عانت للتكيف مع حكومة الرئيس باراك أوباما بعد أن عينت وزيرة للخارجية وأن صديقاً قديماً لها كان يعطيها نصائح تفصيلية عن قضايا تراوحت من السياسة البريطانية إلى أفغانستان وإيران.
وتوضح الرسائل كيف أن كلينتون كانت تتوجه لحضور اجتماع لتكتشف انه ألغي وساورها القلق بشأن الوقت المتاح لها مع رئيسها الجديد الأمر الذي يكشف مشاقاً في العلاقة بينها وأوباما خصمها السابق في الانتخابات أثناء الشهور الأولى لتوليها المنصب الدبلوماسي الأرفع في الولايات المتحدة.
وخاض الاثنان الانتخابات الأولية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في سباق الرئاسة لعام 2008. وفي رسالة لاثنين من مساعديها في الثامن من يونيو 2009 بدت كلينتون غير واثقة مما إذا كان البيت الأبيض قد عقد اجتماعاً للحكومة وإن كان ينبغي عليها الحضور أم لا. وكتبت «سمعت في الإذاعة بأن هناك اجتماعاً للحكومة هذا الصباح. هل هناك؟ وهل يمكنني الحضور؟ وإذا لم أحضر فمن سنرسل؟».
ورد عليها مسؤول بالوزارة بأن اجتماع الحكومة منعقد لكنه ليس اجتماعاً كاملاً للحكومة يتعين عليها حضوره.
دور نشط
وتظهر الرسائل أن سيدني بلومنتال المستشار غير الرسمي الذي تعود علاقته بأسرة كلينتون إلى سنوات الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في البيت الأبيض قام بدور نشط في محاولته تشكيل الشهور الأولى لشغل كلينتون أعلى منصب دبلوماسي في الولايات المتحدة.
ويمكن للعلاقة الوثيقة التي تربط كلينتون ببلومنتال أن ترتد عليها في مسعاها لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016 باسم الحزب الديمقراطي. وكشفت الرسائل التي نشرتها الخارجية الاميركية ان القضايا التي قدم فيها بلومنتال النصح تتجاوز ليبيا وانه قدم لكلينتون معلومات متعلقة بقضايا حساسة منذ عام 2009.
وقالت «يويورك تايمز» ان مساعدي أوباما منعوا تعيين بلومنتال في منصب بوزارة الخارجية بسبب مشاعر سلبية عالقة لدوره في تقديم النصح لكلينتون حين كانت تنافس اوباما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 2008.
وسيط
ووفقاً لرسالة بالبريد الالكتروني بعثها في 14 يونيو من ذلك العام كان فيما يبدو يقوم بدور الوسيط بين كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت غوردون براون بشأن عملية السلام في ايرلندا الشمالية. والرسائل التي نشرت امس هي من بين نحو 30 ألف رسالة سلمتها كلينتون للخارجية الاميركية في ديسمبر الماضي وصدر أمر قضائي بنشرها على دفعات.
ويأتي نشر رسائل كلينتون في خضم جدل سياسي للمرشحة الديمقراطية لسباق الرئاسة، بدأ منذ إعلانها في مارس الماضي اعتمادها أسلوباً شخصياً وخاصاً في توجيه الرسائل الرسمية من 2009 إلى 2013.