عروة الإخباري – الفنانة نهى سمارة، من الوجوه التي استطاعت ان تفرض نفسها على خريطة الدراما الاردنية، بادائها العفوي المميز، وحضورها، وفهمها ودراستها للشخصية التي تؤديها، وتدقيقها في اختيار الدور والشخصية، وقدرتها على تلوين الاداء، واخلاصها للعمل، وقد تركت بصمة في كل الادوار التي شاركت بها مع مخرجين من مدارس مختلفة، بدات تجربتها المسرحية عام 2008 في ورشة نظمتها الهيئة العربية للمسرح وكانت مع المخرج خالد الطريفي في مسرحية (حلم اسمه ليلة حب) ، وتوالت بعدها العروض من مخرجي المسرح حسين نافع نبيل الخطيب شعبان حميد مجد القصص اياد شطناوي جولييت عواد رائد شقاح زيد خليل مصطفى وكثيرين، وكان حبها وشغفها للمسرح يزداد مع كل عمل مسرحي.. وطبعا لها تجارب عديدة في الدراما التلفزيونية والسينمائية.
العرب اليوم التقت الفنانة نهى سمارة، في حديث حول مشاركاتها المسرحية، وفي الدراما بشكل عام.
* عاما 2014-2015 يمثلان محطة مهمة، وزخما في المشاركة المسرحية.
خلال هذه الفترة كان هناك نشاط على خشبة المسرح باعمال مكتوبة بشكل جيد على الورق، ومع مخرجين لديهم الرؤية الناضجة والواعية، فكانت مسرحية (أعراس امنه) للكاتب والشاعر إبراهيم نصرالله وإخراج د. يحيى البشتاوي وكانت تجربة مميزة، وهي العمل الأقرب الى قلبي لأن موضوعها يمسنا كعرب ومعاناتنا مع قضيتنا المركزية (القضية الفلسطينية وعدا الموضوع المهم الذي تماهيت معه كثيرا لأنه موضوعنا الاساسي في نضالنا وتاريخنا.. فقد كانت تجربة غنية لي على المستوى الفني وأحسست أني طورت أدواتي كممثلة مسرح وخصوصا وجود زميلي الفنان المبدع “زيد خليل مصطفى ” ممثلا بجانبي على الخشبة، وشكلنا ثنائيا متناغما، وشاركت المسرحية في مهرجان جلجامش بالبحرين، وحصلنا على جائزة افضل تمثيل أنا وزيد وجائزة أفضل عمل متكامل.
الفوز بجوائز التمثيل، ماذا يضيف لك على المستوى الفني؟
الفوز بجائزة التمثيل يضعني أمام مسؤولية فنية كبيرة، وكيف يكون القادم اهم، ولكني أبقى هاوية في المسرح، فالمسرح هو شغفي الدائم ومن خلاله نقول كلمتنا التي نسعى لنوصلها للعالم وقناعاتنا ومبادئنا كفنانين عرب أصحاب قضية، وهذا الشغف يستفزني دائما لاقتراح اشكال افضل من الاداء، وتطوير ادوات التمثيل، والتعمق اكثر بالشخصية، وبالطبع المشاهدة والمتابعة باستمرار لما يستجد.
* ما تقويمك لحضور الفنان الاردني في الدراما الرمضانية؟
حضور الممثل الأردني في الدراما الرمضانيه ما زال خجولا للأسف لأنه يجب أن يكون قرار دولة للاهتمام بالفن والفنان الأردني، ليكون لنا حضور مهم في الساحة العربية.
* ماذا عن مشاركتك في العمل الكوميدي” الجار قبل الدار”؟
الكوميديا في الجار قبل الدار هي كوميديا خفيفة أحبها الجمهور الأردني، ولهذا هي الان في الموسم الثالث.. بالنسبة لي هي تجربة لطيفة قريبة من الناس وكانت مصدر جذب للجمهور وهذا مهم.. وكان فريق عمل متميز ولطيف وأنا استمتعت شخصيا بهذه التجربة.
* ما توقعاتك للموسم المسرحي لهذا العام؟
أعتقد أنه سيكون موسما مسرحيا مهما، وأتمنى ذلك وخصوصا وجود مخرجين مسرحيين مهمين وأسماء مهمة على المستوى الفني، نحن لدينا تجربة مسرحية مهمة، ويجب استمرار البناء عليها، ويبقى العائق هو الميزانيات الضعيفة.
* من المخرج الذي كان أقرب فنيا إليك؟
كل تجربة كان لها خصوصيتها، وأنا تعلمت من كل مخرج شيئا، وكلهم اضافوا لي الكثير على المستوى الفني.. ولكن تجربتي مع الفنان زيد خليل مصطفى كمخرج في مسرحية (عالخشب) كانت الأقرب لي على المستوى الفني لأنه مخرج يقدس المسرح ويبحث ويتعب مع ممثله ليخرج أفضل ما فيه عدا مرونته وترك المساحة للممثل ليفكر ويقترح ويبدع.
* ماذا عن التواصل فيما بين أجيال الممثلين؟
الجيل القديم أساتذه لنا، ولهم كل المحبة والتقدير، تعلمنا منهم تقاليد المسرح، واعطونا فرص الظهور، واستفدنا من خبرتهم وتجربتهم، فهم اصحاب الريادة في الفن الاردني.
واخيرا تقول الفنانة نهى سمارة، حبي وشغفي للمسرح لا ينتهي، واتمنى ان اموت وانا واقفة على الخشبة.