عروبة الإخباري – قدّرت المخابرات الفرنسية أن نحو 10 آلاف أوروبي سيكونون في صفوف تنظيم داعش من نهاية العام الحالي، حسب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي وسع دائرة التهديدات التي ضم إليها التيارات المتشددة التي هي “المقدمة” للراديكالية التي تقود إلى الإرهاب وفق قوله.
وبحسب الأرقام التي كشف عنها، فإن متشددي فرنسا يتراوح عددهم بين الاف 10 و15 ألف شخص. وفي سياق الأرقام، أشار فالس إلى أن 5 آلاف أوروبي يحاربون حاليا إلى جانب المتشددين في سوريا والعراق وأن هذا الرقم مرشح، بحسب ما تقدره المخابرات الفرنسية، إلى أن يرتفع إلى 10 آلاف مقاتل في صفوف “داعش” مع نهاية العام الحالي. وبحسب المصادر نفسها، فحوالي 475 فرنسيا أو مقيما على الأراضي الفرنسية يقاتلون حاليا في سوريا والعراق إلى جانب “داعش” و”النصرة”، بينما عاد ما يزيد على المائتين من ميادين القتال، حيث قتل نحو مائة فرنسي أو مقيم.
لكن فالس عبر عن مخاوفه من أن تعمد جهات يمينية متطرفة ولكن أيضا يمينية “كلاسيكية” وصفها بـ”الكتلة الرجعية” إلى استغلال هذا الملف في عملها السياسي لأغراض انتخابية، في إشارة على ما يبدو إلى حزب الجبهة الوطنية الذي ترأسه مارين لو بن ولكن أيضا جناح في الحزب الجمهوري الذي يقوده الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. واتهم فالس كل هؤلاء بالسعي لاستغلال موضوع الإسلام وامتداد موقعه في المجتمع الفرنسي، معتبرًا أن هذا الموضوع سيكون محور المنافسة السياسية في عام 2017 أي عام الانتخابات الرئاسية والتشريعية في فرنسا. وتتخوف الحكومة من أن تكرار الأعمال الإرهابية مثل مقتلتي “شارلي إيبدو” والمتجر اليهودي بداية هذا العام من شأنها توفير دفعة قوية للتيارات السياسية المتشددة التي جعلت من الهجوم على الإسلام واعتباره عاجزا عن التأقلم مع القيم الديمقراطية وقودا لدعايتها السياسية. ولدرء المخاطر ولمنع الخلط بين الإرهاب والإسلام، دعت الهيئات الإسلامية في منطقة ليون إلى تجمع صامت عصر أمس أمام مسجد فليفونتين، القائم قريبا من موقع الاعتداء من أجل التنديد بهذا “العمل الشيطاني”، الذي حصل في شهر رمضان.
ونقلت أوساط قريبة من التحقيق الحالي مع ياسين صالحي، الرجل الذي قتل يوم الجمعة الماضي، صاحب الشركة الذي يعمل عنده وجز رأسه وعلقه على سياج شركة أميركية لإنتاج الغاز الصناعي في ضاحية مدينة ليون، أن الأخير “بدأ بالتعاون مع المحققين” عقب مرحلة لزم فيها الصمت. وعلم أن ياسين صالحي، المواطن الفرنسي المتحدر من أب جزائري وأم مغربية، اعترف بقتل هيرفيه كومارا وأنه ارتكب الهجوم الإرهابي على مقر شركة “أير بروداكتس”، الذي أسفر عن انفجار كبير. لكن تشريح الجثة والفحوصات المخبرية لم تبين بعد ما إذا كان كومارا قد قتل أولا ثم قطع رأسه. كذلك، فإن المحققين لم يحصلوا منه على هوية الشخص الذي أرسل له من هاتفه الجوال، صورة “سيلفي” مع رأس هيرفيه كومارا معلقا.
حتى مساء أمس، لم تتبن أية جهة عملية ياسين صالحي، خصوصا النصرة التي تبنت عملية مدينة سوسة في تونس، حيث نشرت صورة مرتكب المجزرة التي أودت بحياة 38 سائحا أجنبيا.