عروبة الإخباري – يصادف اليوم الأحد العيد الحادي والعشرون لميلاد صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي شكّل له هذا العام محطة إنجاز وحضور محلي ودولي.
فقد ولد سموه في الثامن والعشرين من حزيران عام 1994 ميلادية، وهو أكبر أبناء صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني، والملكة رانيا العبدالله، ولدى سموه شقيق واحد هو سمو الأمير هاشم، وشقيقتان، هما سمو الأميرة إيمان وسمو الأميرة سلمى.
وصدرت الإرادة الملكية السامية، في الثاني من تموز عام 2009، بتسمية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وليا للعهد، وهو السليل الثاني والأربعون للنبي محمد، عليه الصلاة والسلام.
ويحمل سموه رتبة ملازم في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وشارك، إلى جانب زملائه خلال السنوات الماضية، في العديد من الدورات التدريبية العسكرية والمتخصصة الميدانية، وفي القفز المظلي، والعمليات الخاصة.
ويواصل سموه، حاليا، دراسته الجامعية في جامعة جورج تاون الأميركية في العاصمة واشنطن، حيث يدرس التاريخ الدولي، بعد أن أنهى المرحلة الثانوية من مدرسة “كينغز أكاديمي” في مأدبا عام 2012.
وتولى سموه منصب نائب جلالة الملك في عدة مناسبات، ورافق جلالته في رحلات رسمية إلى العديد من الدول الشقيقة والصديقة.
ومن منطلق حرصه على الاقتداء بخطى والده، في التواصل مع أبناء وبنات الوطن، رافق سمو ولي العهد والده، جلالة الملك عبدالله الثاني، في العديد من الزيارات التواصلية والتفقدية في مختلف مناطق المملكة، وفي الكثير من المناسبات الوطنية، وفي استقبال كبار ضيوف الأردن.
وضمن سلسلة متواصلة لدعم جهود خيرية وتطوعية ونوعية، أطلق سمو ولي العهد وتبنى ودعم عدداً من المبادرات الشبابية والإنسانية والطبية، التي تسعى في مجملها لتعزيز الاهتمام بالمواطن الأردني، والسعي لتحقيق أحلام وآمال الكثيرين، من مختلف الفئات العمرية، من أبناء وبنات الأردن.
ففي قطاع الشباب، الذين يوليه سموه جل اهتمامه، مثّلت مبادرة “حقق” للعمل التطوعي، التي أطلقها سمو ولي العهد في نيسان من العام 2013، منطلقاً لتعزيز الحوار والتفكير الديمقراطي البناء لدى الشاب وتعميق الانتماء الواعي لديهم، بالاستناد إلى القيم والأخلاق الحميدة في المجتمع الأردني والموروثة من ديننا وتاريخنا، في رؤية تستهدف تنمية مهارات الشباب الأردني، وتطوير قدراتهم ومواهبهم الفكرية والعقلية والجسدية، ليكونوا قادرين على خدمة مجتمعهم ووطنهم.
وعلى صعيد الرياضة، أطلق سموه مبادرة “قصي” لبيئة رياضية أمنة، والتي تعنى بتطوير أداء المعالجين الرياضيين والعاملين في مجال علاج إصابات اللاعبين، ورفع مستوى البرامج الخاصة بالعلاج الرياضي، والوصول إلى أعلى درجات المعرفة في هذا المجال.
وبهدف التخفيف من معاناة الأطفال الذي يعانون من الصمم، والعمل على تأهيلهم للتواصل والتفاعل مع أسرهم والمجتمع، أطلق سموه، أواخر العام 2014، مبادرة “سمع بلا حدود”، الهادفة لمعالجة الأطفال الذين يعانون من الصمم من خلال زراعة أجهزة القوقعة لهم، وإنشاء مراكز في جميع أنحاء المملكة لتأهيلهم، وتدريب أسرهم على مساعدتهم على النطق.
وقد نجحت المبادرة، التي استقطب سمو ولي العهد العديد من الأطباء الدوليين المتخصصين للمساهمة في العمليات التي تتم تحت مظلتها في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، ومستشفى الأمير حمزة بن الحسين، في إجراء عمليات متخصصة لنحو 471 طفلاً، منذ العام 2013، بحيث أسهم هذا الجهد الإنساني، في إعادة الأمل والفرح لأطفال وأسر عديدة.
وشكلت رعاية سمو ولي العهد لرالي “آل غوي الشرق”، ومشاركة سموه في محطته الأخيرة إلى جانب 500 مشارك من ألمانيا ودول أوروبية عديدة والأردن، دعماً كبيراً للأهداف الخيرية التي قام عليها الرالي، الذي خصص ريعه لدعم معالجة الأطفال الذين يعانون من الصمم، فضلاً عن ما يحققه الرالي الذي كان الأردن محطته الأخيرة من ترويج سياحي للمملكة وما يحتضنه في مختلف مناطقه من مواقع سياحية وأثرية.
وعلى الصعيد الدولي، وعلى خطى والده، جلالة الملك عبدالله الثاني، وجده، الذي حمل اسمه، المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، يُنظر إلى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، على أنه من الداعمين لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وفي الثالث والعشرين من نيسان الماضي، أصبح سمو ولي العهد أصغر شخصية على الإطلاق تترأس اجتماعا لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، حينما أدار سموه جلسة المجلس عن “صون السلام والأمن الدوليين: دور الشباب في مكافحة التطرف العنيف وتعزيز السلام”، وقاد مناقشة مفتوحة حول كيفية تمكين الشباب من مكافحة التطرف والعنف، والمساهمة في مواجهة هذا الخطر.
وفي كلمته، قال ولي العهد أمام أعضاء مجلس الأمن، إن التطرف “هو التحدي الأكبر للسلام والأمن في العالم، والشباب هم الضحايا الرئيسيين له.” وحذر سموه، في كلمته، من أن “الفكر الظلامي يمكن أن يصل إلى حيث لا يمكن للجيوش الوصول”، ما يتطلب من العالم تمكين الشباب لمواجهة هذا التهديد.
وحينها، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالأمير الشاب في إدارة الجلسة، قائلا “إن صاحب السمو الملكي هو أصغر شخص يتولي رئاسة اجتماع لمجلس الأمن، وإنني أشكره علي ذلك. إنه لم يبلغ بعد 21 عاما من العمر، لكنه بالفعل أحد قادة القرن الحادي والعشرين”.
ويجري حالياً إنشاء مؤسسة ولي العهد، بعد أن مر قانونها بمراحله الدستورية، والتي ستركز على المبادرات الشبابية في الأردن وتوفير الدعم اللازم لهذا القطاع، بهدف تنمية مواهب الشباب وتحسين مستوى معيشتهم.
وستسهم المؤسسة في أعمال التنمية وتطوير العمل الخيري والاجتماعي والتطوعي، وفي تعزيز التنمية الشاملة في مختلف محافظات المملكة، بما في ذلك تقديم الدعم المباشر للمجتمعات المحلية، وإقامة المشاريع والأنشطة المختلفة.