عروبة الإخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – لن أطيل ولن أدخل في لغة الأرقام والالتفاف عليها ومحاولة صناعة فقه مصالح منها حين توظف لغير المصلحة الوطنية ..
لا أقطع فتاوى ولكن الممارسات في العقبة وخاصة في ميناء الحاويات وما يترتب على ذلك من ارباك تستفز المواطن الذي دفع ومازال يدفع ثمن سياسات الابتزاز والاضطرابات التي وجهها حق وباطنها باطل والتي اراد اصحابها الاستقواء او الاستفادة من معطيات الارتخاء الامني ومجاملات السلطات التنفيذية وتسيسها للمواقف والارتهان لسلوكيات الارضاء .
منذ جاء الدكتور هاني الملقي الى العقبة ليخدم حسب التوجهات الملكية ومصلحة ابناء العقبة في اكثريتهم ووجه بمراكز قوى وبمصدات ونتوءات وضعت في طريق عمله لتشكل مطبات مزعجة وقد عشنا تلك المرحلة وراقبناها في منحنياتها واعادة انتاج نفسها حين كانت تختفي لتعود للظهور بشكل اخر ..
هناك نفر في العقبة من الانتهازيين ولهم مواقف مختلفة يريدون الكيل بمكيالهم فقط فمن والاهم ولو على حساب مصلحة العقبة والوطن سلم ومن خرج عن طوع تصورهم حرقوا انجازاته بالاشاعات فان لم يستطيعوا فانهم لن يستنكفوا عن الميل الى العنف او تمكين من يستعمل العنف ..
نعود الى اللحظة الراهنة وفتح ملف ميناء الحاويات والمناولة واختيار رمضان شهر الاستهلاك الاردني بامتياز ونجد تجدد حملة جديدة يهندسها التجار في رسم صورة سلبية وتعكير مياه العقبة ( ميناء الحاويات ) ليسهل الصيد فيه برفع الاسعار والتذرع بتاخير البضائع او عدم توفرها لانها تتعطل في الحاويات وان المناولة في الميناء بطيئة ..
واذا كانوا لم يجدوا في الورد عيب فقالوا “يابو خد احمر” حين تجاوزوا نقد رئيس السلطة بدعوى انه لا يعلم او بدعوى انه تقدم له من الحاويات ارقاما خاطئة وملفقة وغير صحيحة عن عدد الحاويات التي يجري التخليص عليها وتلك التي خلصت . فان هذه المسالة ان كانت من باب الكذب فان حبلها قصير اذ يمكن للملقي ان يتلقى ارقاما اخرى من لجنة يمكن تشكيلها او حتى من نفس الادارة مع طرح الاسئلة والتدقيق رغم انني اعتقد ان ادارة الحاويات حريصة على عكس الواقع كما هو تماما وانه منذ مرحلة الخصخصة اضطردت اعمالها بصورة ايجابية واستعملت في الميناء افضل وسائل المناولة ..
لماذا يجري خلط الحابل بالنابل واحتساب السفن في عرض البحر بما عليها من حاويات للعقبة وهو اسلوب الذي يبيع السمك في البحر في محاولة لهدم المعبد عليّ وعلى اعدائي حين ظل الملقي صامدا يتفقد نظافة يديه التي تحيط بها الالوان !!
لا يحق لتجار اللحوم الذين ظلوا نافذين ويحتكرون منذ اكثر من ربع قرن وقد ناموا على فراش الارباح الطائلة وعبروا الحكومات المتعاقبة بوسائل مختلفة ان يعيّدوا على المواطنين قبل العيد وان يمسكوا الامن الغذائي من احد اذرعه المؤلمة. فرمضان الان رغم الضنك وارتفاع الاسعار والشدة على المواطنين صوما وغلاءا مازال يمر بسلام وهدوء فقد انتظمت اشياء كثيرة فيه اذ تتوفر السلع كلها في المؤسسات المدنية والعسكرية كما لم تنقطع المياه ولم تتشكل ازمات مياه حادة لتوفر ادارة واعية تعمل باحساس استباقي .. اضافة الى ان الوضع العام يأخذ شكل الاستقرار . فلماذا اعادة النبش في موضوع وصول البضائع الى الميناء والادعاء بالبطء والتعطيل ..
الامن الغذائي جزء هام وحساس من الامن الوطني والذين اتيح لهم ان “يغنجوا ” فيما مضى في ظل وهم ضعف السلطات التنفيذية وترددها ورشهم بالماء والورد عليهم ان يتوقفوا وعلى المسؤول ان لا يسمح بالاختراق في هذا المجال وان تسمى الاشياء باسمائها وتوضع النقاط على الحروف ..
فالمسألة تتخطى الملقي ومفوضي العقبة وحتى محافظها وبعض المصالح الضيقة .. انها مسألة امن وطني لابد ان تفتح العيون والاذان من اجل سلامته ..
اثق بما يقوله رئيس السلطة التي يكاد يقاتل وحيدا حين لا يكون عزم السلطة التنفيذية مخلصا معه وحين راينا اشكالا من الابتزاز التي رفضها ودفعها لتبتعد عن قراراته . فالنواب الذين غضبوا لاسباب عديدة لم يكونوا على صواب والعمل بالقطّاعي لا يفيد حين يحاول البعض ان يكمش ملء يده لتظل الايدي العديدة ممتدة ..
واذا كان الهدف الانحناء لتجار اللحوم والطبقة التي تقف وراءهم ممن تصنع القرار فاننا سنجد انفسنا لاحقا في حلقة لا تنتهي ولا تتوقف ..
ليس من الصعب دحض الروايات المتصادمة وليس من الضرورة اعتماد روايات المواقع الكترونية التي تعتمد الدفع المسبق اذ يمكن عد الحاويات ان كان ذلك هو الوضع وهي ليست بالملايين كما يمكن نصح اولئك الذين ينفخون في الرماد ليتطاير الشرر لانهم يريدون العودة الى الاماكن التي تربعوا فيها طويلا ..
حين ياتي الموظف الكبير الى الموقع فاما ان يحمي ويمكن واما ان يسمح له ان يترك لكن لا تلقوه الى المغرضين كما كان اسرى روما يلقون للوحوش..
على السلطة العامة ان تخرج من خجلها ومن الكيل باكثر من مكيال في دعم رئيس السلطة الذي يجب ان يتمكن لا يستكمل مشوار التصحيح واعادة البناء ..
الملقي .. ما ضل صاحبكم وما غوى !!!
11
المقالة السابقة