عروبة الإخباري – جاء في التقرير السنوي لوزارة الخارجية عن الارهاب في العالم في السنة الماضية، ان “الوضع الامني في لبنان قد تدهور في 2014 نتيجة لانعكاسات العنف في سوريا وتورط المقاتلين اللبنانيين في النزاع، بمن فيهم مقاتلو “حزب الله” الذي عبأ قواته بشكل شامل بدعم نظام الاسد”.
واشار التقرير الذي صدر الخميس 18/6/205، الى ان “تدهور الوضع الامني يعود ايضا، ولكن بشكل اقل، إلى دعم افراد لبنانيين لمختلف القوى السورية المناوئة للنظام”، لافتاً إلى ان “اختراق عناصر سنية متطرفة من الاراضي السورية الى لبنان يبرز مركزية أمن الحدود لاستقرار لبنان، واهمية قيام الحكومة اللبنانية بممارسة سيادتها الكاملة على حدودها وفقا لقرار مجلس الامن 1701″.
ولاحظ ان “مختلف الاجهزة الحكومية اللبنانية بمن فيها القوات اللبنانية المسلحة، وقوى الامن الداخلي والبنك المركزي واصلت تعاونها مع الشركاء الدوليين في مكافحة الارهاب وحققت بعض النجاحات في عرقلة نشاط تنظيمات ارهابية ومكافحة القوى المتطرفة”. واشار الى ان “مضاعفات العنف في سوريا على لبنان تمثل مشكلة ارهابية ملحة وضاغطة.
وفي رد على نشاطات “حزب الله” الداعمة لنظام الاسد، قامت قوى سنية متطرفة بعشرات الهجمات الانتحارية ضد مراكز سكن الشيعة واهداف للجيش منذ حزيران 2013 الى نهاية 2014. ومع ان هذه الهجمات قد انحسرت في النصف الثاني من 2014 بسبب نجاح قوى الامن في عرقلة شبكات الارهاب، الا ان التنظيمات الارهابية السنية الموجودة في سوريا تسللت الى لبنان بهدف السيطرة على أراضٍ فيه”.
وفي هذا السياق، أشار التقرير الى “المواجهات العسكرية بين عناصر “جبهة النصرة” و”داعش” من جهة والجيش اللبناني من جهة اخرى للسيطرة على بلدة عرسال في آب، قبل انسحابهم الى التلال القريبة بعد خطفهم ثلاثين عنصرا من الجيش وقوى الامن الداخلي، حيث قتل 4 منهم لاحقاً”.
وكرر “الموقف الاميركي المعروف من ان “حزب الله الذي يحصل على دعم هام من ايران، لا يزال التنظيم الارهابي الابرز والاقوى في لبنان، حيث يحظى بدعم شعبي في اوساط اللبنانيين الشيعة، ومن بعض المسيحيين”. وأشار التقرير الى ان “حزب الله” يواصل نشاطاته كميليشيا مسلحة خارج سيطرة الدولة وكلاعب سياسي قوي قادر على عرقلة او اسقاط الحكومة اذا شاء”.
ولاحظ انه “على الرغم من سياسة الحكومة اللبنانية بالنـأي عن النفس تجاه الحرب في سوريا، فان “حزب الله” صعّد من دوره العسكري في دعم النظام السوري في 2014 واثبت انه قوة حاسمة في قدرة النظام السوري على استعادة اراض كبيرة من قوى المعارضة السورية”.
وأشار التقرير الى ان نشاطات “حزب الله” في سوريا “زادت من تفاقم الوضع الامني المضطرب داخل لبنان”، وأضاف ان الحرس الثوري الايراني “له وجود في لبنان منذ بداية الثمانينات وهو ينسق عن كثب مع “حزب الله” في شأن العمليات العسكرية والتدريب”. ولفت الى ان “نشاطات الحزب العالمية كانت مستمرة حيث يواصل مواطنون لبنانيون في اميركا اللاتينية وافريقيا بتوفير الدعم المالي له، بما في ذلك من خلال غسل الاموال وعائدات النشاطات الاجرامية من خلال استخدام المؤسسات المالية اللبنانية”.
واضاف ان “هناك تنظيمات اخرى تنشط في لبنان صنفتها الولايات المتحدة ارهابية من بينها حركة “حماس”، و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، و”القيادة العامة”، و”عصبة الانصار”، و”فتح الاسلام”، و”فتح الانتفاضة”، و”جند الشام”، و”الجهاد الاسلامي”، و”كتائب عبدالله عزام”، وغيرها”، معتبراً ان “منطقة الشرق الاوسط كانت المسرح الرئيسي للنشاطات الارهابية في 2014 حيث قام تنظيم “داعش” وتنظيم “القاعدة” باستغلال النزاع المستمر في سوريا والعراق وتأزيمه للسيطرة على المزيد من الاراضي في البلدين”.
ولاحظ ان “سوريا ساهمت في نمو شبكات الارهاب السنية المتطرفة في سوريا، بسبب دعمها الموثق في السابق لهذه العناصر خلال الوجود الاميركي العسكري في العراق حيث كانت تسهل دخول هذه العناصر الى العراق لمهاجمة الاميركيين”. واضاف ان شبكات الارهاب هذه كانت “بذور العناصر المتطرفة والعنيفة، بمن فيها “داعش” الذي قام بترهيب الشعبين السوري والعراقي في 2014…”.