الثائر لا يقتل على الهوية الطائفية ولا على الهوية الإثنية، الثائر لا يُمثّل بالقتلى (إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور)، والثائر لا يسبي النساء، ولا يفاخذ القاصرات، ولا يغتصبهن، ولا يتخذ له زوجا بالتهديد، والثائر لا يعدم بلا محاكمة، ولا يقطع الرؤوس، ولا يحرق الأسرى، ولا يطلق الصواريخ على مناطق آهلة بالسكان، ولا يفرض الثائر أتاوات وخاوات على الأحياء التي يحتلها، ولا يجعل من النكرات الأميين أمراء، ولا يكفّر فيعدم من يخالفه الرأي والتفسير والمذهب والديانة، والثائر إنسان شفّاف كريم نبيل، روحه رحبة حرة وغاياته كبرى نبيلة، الثائر لا يقاتل من اجل الغنائم ولا ينتظر راتبا ولا أعطيات.
يوصي أبو بكر الصديق أول خليفة للمسلمين، أمير أول بعثة حربية في عهده، أسامة بن زيد فيقول: لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدورا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة ولا تقطعوا نخلًا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرَّغوا أنفسَهم في الصوامع (يتعبدون) فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له.
في الحرب الأهلية يبرز أحقر ما في الناس برغم اللافتات البراقة والشعارات اللامعة والرايات المزركشة، في الحرب الأهلية يتحول البشر إلى وحوش وآكلي قلوب وأكباد وسفاحين يهدرون أول ما يهدرون الحق في الحياة البشرية ولا حقوق إطلاقا إلا حقوق القاتل.
تعاطف العالم مع “إخواننا” الأكراد ضد وحوش “داعش”، وما أن استقوى “إخواننا” الاكراد ضحايا “كوباني- تل العرب” واستقووا حتى تحولت “قوات حماية الشعب الكردي” إلى سفاحين ووحوش مجرمين، يقارفون جرائم إبادة ضد الإنسانية الآن في “تل ابيض” ويمارسون التطهير العرقي الإجرامي الكريه ضد العرب والتركمان.
وتعاطف كل أحرار العالم وشرفائه مع الايزيديين في محنتهم الرهيبة، وما ان تمكّن هؤلاء واستقووا حتى شكلوا قوات ومليشيات انتقامية ضد العرب والمسلمين في مناطقهم.
وتتقدم مليشيات الحشد الشعبي الطائفية في الانبار فتحرق إخوانهم السّنّة وهم أحياء وترفض حكومة العراق الطائفية إدخال أهل الانبار إلى عاصمتهم بغداد وتتولى المليشيات الطائفية التنكيل بمن دخل بغداد منهم وخطفهم واغتيالهم.
يطلب الوسطاء الامميون هدنة إنسانية ووقفا لإطلاق النار بين الأشقاء في اليمن فلا يستجيبون، وهاهو رمضان الأكرم شهر الرحمة والحرمات لا يشفع للأهالي الواقعين في مرمى نيران القناصة والمتقاتلين الشرسين.
لا نطيق اشكالكم أيها المتقاتلون ولا راياتكم ولا الناطقين باسمائكم الذين يعلنون الانتصار وتحرير رأس تلة والاستيلاء على حي وحارة ومدينة. نحتقر بنادق القنص في أيديكم التي لا تفرق بين مقاتل ومدني، بين مقاتل وطفل، نحتقر ونزدري سكاكينكم واياديكم التي تذبحون بها الناس وانتم تكبّرون في اكبر إساءة في التاريخ للإسلام الرحيم.
نحتقر أسماءكم وسراياكم وفصائلكم وجيوشكم ومرتزقتكم وبراميلكم المتفجرة واقبية التعذيب التي تدمر الأرواح والأجساد الإنسانية.
نشكوكم الى الله الذي تدعون انكم تنصرون دينه وانتم من ذبح ذات رمضان، الجنود المصريين في سيناء وهم على وشك الإفطار والصلاة.
في الحرب الأهلية العربية – العربية يبرز احقر ما فيكم فيصبح التعامل مع العدو الصهيوني مباحا والاستشفاء في مستشفياته استعدادا جديدا للجهاد.
نحتقركم ونحتقر كل من يمولكم ويمد مرجل النيران بالمزيد من الحطب والجثث والدماء والضغائن.
محمد داودية/أشرار لا ثوّار
52
المقالة السابقة