عروبة الإخباري – حذرت صحف غربية من مغبة تنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، وتوقعت أن تفتح تبعات هذه الخطوة الباب على مصرعيه لاندلاع حرب أهلية في مصر.
وكانت محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة القاضي “شعبان الشامي” قد أصدرت الثلاثاء حكما بإعدام الرئيس محمد مرسي وقيادات الإخوان على رأسهم مرشد الجماعة محمد بديع، و104 آخرين في قضية “اقتحام السجون” إبان ثورة كانون الثاني/ يناير 2011.
كما قضت المحكمة ذاتها، بالإعدام على 16 متهما بينهم خيرت الشاطر نائب المرشد ومحمد البلتاجي وأحمد محمد عبد العاطي في قضية “التخابر” مع جهات أجنبية بينها حركة حماس الفلسطينية، فيما قضت بالسجن المؤبد على الرئيس مرسي وبديع والكتاتني وقيادات أخرى.
وقالت شبكة “بلومبرج” الإخبارية الأمريكية إن إعدام مرسي سيؤدي إلى لجوء أعضاء الإخوان للعنف أو انضمامهم للجماعات الجهادية المتشددة، للثأر من نظام الانقلاب.
وتساءلت الشبكة عما إذا كان السيسي سيتبع نهج سلفيه السادات ومبارك الذين أبقيا على وجود الإخوان بعد نزع شرعيتها القانونية، وسمحا لها بوجود هامشي، أم سيتبنى استراتيجية جديدة لاجتثاث الإخوان تماما، وهو ما سيدفع الجماعة إلى العنف الذي سيُقابل بالمزيد من العنف المضاد.
وتوقعت “بلومبرج” أن تخفف محكمة الاستئناف من الحكم إلى المؤبد أو أن تعيد محكمة النقض – الأعلى في البلاد – إجراءات المحاكمة من جديد.
تشويه صورة مرسي
أما صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية فرأت في إعدام مرسي، محاولة جديدة من جانب القضاء المصري المسيس لتشويه صورة أول رئيس مدني منتخب في البلاد وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها الأربعاء أن قاعات المحاكم أصبحت تعج بالقضايا التي يحاكم فيها أنصار الرئيس مرسي ما يعكس موقف نظام السيسي الصارم تجاه مناهضي الانقلاب الذي قاده في تموز/يوليو 2013.
من جهتها، وصفت وكالة الأنباء الفرنسية حكم الإعدام بحق الرئيس محمد مرسي، بأنه مسمار جديد يدق في نعش المعارضة الإسلامية لنظام الانقلاب في مصر، على الرغم من إلغاء عشرات الأحكام المماثلة قبل ذلك من قبل محكمة النقض.
وأضافت الوكالة في تعليقها على الأحكام أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لم يخف أبدا عزمه القضاء على جماعة الإخوان المسلمين، والتعامل معها باعتبارها منظمة إرهابية، مهما كلفه الأمر.
ثورة يناير تحتضر
كذلك قالت صحيفة “يو إس إيه توداي” الأمريكية إن الحكم بإعدام مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين يمثل دليلا آخر على موت ثورة كانون الثاني/ يناير التي نزل آلاف المصريين خلالها إلى الشوارع للمطالبة بالديمقراطية وإنهاء حكم العسكر المستبدين الذي استمر لأكثر من ستة عقود.
وحذرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير سابق لها منذ أسبوعين من أن تنفيذ حكم الإعدام بحق مرسي، سيدفع الإخوان إلى أن يصبحوا أكثر تشددا ويحولوا الجماعة إلى تنظيم إرهابي، ووقتها سيقمعهم السيسي بوحشية أكبر، ويقدم نفسه للغرب باعتباره حامي المنطقة من الإرهاب.
لكن الجانب السلبي من هذه الاستراتيجية – والكلام مازال لـ “نيويورك تايمز” – أنها قد تدفع مصر إلى حرب أهلية مثل تلك التي أودت بحياة 100 ألف شخص في الجزائر في تسعينيات القرن الماض، وهو الأمر الذي لم تعرفها مصر طوال تاريخها الحديث.
وكالة رويترز للأنباء نقلت أقوال محللين غربيين يرون أن تنفيذ أحكام الإعدام محفوف بالمخاطر، مشيرة إلى إمكانية تخفيف الحكم في وقت لاحق خاصة وأن إعدام قيادات الإخوان قد يحولهم لأبطال ويحفز أعضاء الجماعة خارج السجون لاستعادة أنشطتهم من جديد.
الجنرال السيسي ينتقم
بدورها، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن النظام الجديد في مصر اختار طريق القضاء على الإخوان المسلمين، واصفة الحكم بإعدام مرسي أنه انتقام الجنرال السيسي.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن اللون الأحمر أصبح السمة المميزة لملابس قادة جماعة الإخوان المعتقلين في إشارة إلى أحكام الإعدام المتتالية التي تنهال عليهم من قبل القضاء المصري.
وأضافت لوموند أن العنف الذي يمارسه النظام المصري ضد عشرات الآلاف من الإخوان، يزكي نار الهجمات التي تستهدف رجال الشرطة والجيش والقضاة، والتي يزعم النظام أن الإخوان هم المسؤولين عنها، بينما يقول مراقبون إن وراءها مجموعات صغيرة تريد الثأر لأقاربهم وأصدقائهم”.
ورأت أن أحكام الإعدام الأخيرة أثبتت – بكل وضوح – أن القضاء المصري ينفذ تعليمات الجنرال السيسي الذي تولى الرئاسة رسميا في 2014 بعدما قضى على أي نوع من أنواع المعارضة السياسية، مقتفيا أثر الرئيس السابق جمال عبد الناصر الذي سعى لاستئصال الإخوان منذ عام 1954، لكنه فشل في ذلك.