عروبة الإخباري – نظمت رابطة الكتاب الأردنيين أول من أمس في الذكرى الحادية والسبعين لمولد الأديب الراحل جمال أبو حمدان، حفل استذكار أداره الناقد الدكتور زياد ابو لبن بمشاركة وزارة الثقافة، وجمعية النقاد الأردنيين.
وجاء في كلمة د.ابو لبن ، إن هذا الاحتفال يمثل نوعا من العرفان والوفاء للراحل جمال ابو حمدان الذي ترك لنا ما نتلقاه حبا في قلوبنا واسماعنا ووجداننا ونفوسنا.
إلى ذلك ألقى الناقد د. محمد عبيد الله كلمة الرابطة بهذه المناسبة، داعياً أن تبادر الرابطة مع غيرها من الشركاء والمعنيين في إبقاء أدب جمال أبو حمدان أدبا حيا، وذلك وفاء واحتراما لقيمة الإبداع الذي دفعه ورفاقه لتأسيس الرابطة قبل أربعة عقود، وتأسيس جائزة تحمل اسمه، وطباعة أعماله الكاملة في أجزاء تجمع ذلك الإنتاج وفق الأنواع والأجناس الكثيرة التي أبدع فيها الراحل، وتشجيع الدارسين والباحثين والنقاد على قراءة إنتاجه ودراسته، وهو ما سيجعل إبداعه المتميز حاضرا دوما تقرأه الأجيال المتتابعة، ليظل له موقعه المتقدم في الحياة الأدبية الأردنية والعربية.
أما مندوب وزيرة الثقافة د. أحمد راشد ، فقال إن إبداعات الراحل أبو حمدان اتسّمت بالجدّية والالتزام، إذ حملت هموم الوطن والأمة والإنسانية، وهذه السمات قلما تجدها في أديب واحد، وربما يكون هذا الشعور والإحساس العميق بالآخر هما اللذان جعلا من إبداعاته تحتل مكانتها التي تستحق وتليق بها على المستوى الأردنب والعرلب والعالمي.
وقالت ممثلة جمعية النقاد الأردنيين الناقدة الدكتورة حفيظة أحمد أن الراحل أبو حمدان يمثل قيمة إيجابية عالية بما قدمه للذائقة الأدبية والفنية من منجز كبير، فيه ما فيه من إبداع، فهو واحد من رواد القصة القصيرة في الأردن، أسهم في التأسيس للقصة الحداثية منذ انطلاقته الكتابية الأولى مع مجموعته «أحزان كثيرة وثلاثة غزلان» التي أحدثت جدلا كبيرا بين الأدباء والمثقفين.
إلى ذلك ألقى القاص والروائي الياس فركوح شهادة وصف فيها أبو حمدان بأنه كان «نسيج لوحده»نسيجٌ لم يكتفِ بخصوصية كتابته كأسلوب بناء، ولغة، ورؤية/ رؤيا داومَ عليها منذ بدايته الأولى، وواصلَ ترسيخها والتأكيد على فرادتها طوال مسيرته الإبداعية، لم يكتفِ بهذه الخصوصية، إذ أنه رَبَطَها بجبلته الشخصية التي تميّزت بالافتراق الواضح عن سِواه في كيفية إقامته لعلاقته مع ما يُسمّى «الوَسَط الثقافي».
واختتم الحفل بكلمة ذوي الراحل التي القاها تيسير أبو حمدان وقال فيها:كان جمال سديد الرأي، واسع المعرفة والإطلاع، يتمتع بالأخلاق الفاضلة، والاعمال الخيرة، وبالمحبة الشاملة لكل من عرفه، تمتع بالإستقامة، والتمسك بالقيم الأخلاقية، والكرامة، وعزة النفس، واحترام الذات والآخر، ولأنه يملك الكثير من العلاقات الثقافية محليا وخارجيا بسبب قدرته على كسب الأصدقاء، فقد خدم الساحة الثقافية خدمة أسهمت في تحقيق التواصل بين الأدباء المحليين وأقرانهم العرب والعالميين.
..والجمعية الفلسفية و»الرابطة« تنظمان حوارية حول المشروع الثقافي
عمان-الرأي-ضمن برنامج ملتقى الثلاثاء الفكري،الذي تقيمه الجمعية الفلسفية الأردنية، بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، أقيمت أول من أمس حوارية مفتوحة بعنوان» ما العمل ثقافيا وتربويا؟» بهدف استعراض خيارات المشروع النهضوي العربي على هذين الصعيدين» بإدارة د.هشام غصيب، الذي رأى أن أمية القراءة والكتابة، والأمية العلمية والتكنولوجية منتشرتان في الوطن العربي بنسب عالية، كما أن النظام التربوي العربي في حالة فشل وتردي وتراجع.
وعلى الصعيد الثقافي قال د.غصيب:إن الوعي السائد بين الجماعات هو»الوعي المـُفوّت» كما اسماه ياسين الحافظ وعبد الله العروي، فهو وعي ما قبل الحداثوي وما قبل العلمي، وعي مُغيّب لا يرى الواقع ولا الطبيعة على حقيقتهما، بل يرى صورة اسطورية للطبيعة وللتاريخ وللمجتمع، ثمة من يعيشون الأسطورة ولا يعيشون الواقع، والإرادة مشلولة، وإن الخطاب الثقافي والإعلامي والتربوي والسياسي السائد في الوطن العربي لا عقلاني.
ودعا بعض الحاضرين إلى التركيز على التنمية الثقافية، ومحاربة قوى الظلام، والأخذ بنظريات التقدّم ومحاربة التخلف، والعمل على تخريج قيادات إدارية شابة تدير الأزمات وترتقي بالمجتمع، وخلق الكفاءات وتطويرها منذ الطفولة، والتركيز على مشاريع النساء صاحبات المبادرات الناجحة، وتغيير علاقات الإنتاج، ومحاربة تجار الثقافة، وتغيير القوى المهيمنة على الثقافة وخاصة في الفضائيات،
وفي نهاية الندوة، أعلن د.غصيب، عن توقف أنشطة الجمعية الفلسفية، إلى ما بعد شهر رمضان، وعطلة عيد الفطر.