عروبة الإخباري – انطلقت في عمان أمس الأحد 7/6/2015 فعاليات المؤتمر الدولي الثامن والعشرون لتكنولوجيا صناعة الأسمدة الذي ينظمه الاتحاد العربي للأسمدة بالتعاون مع الشركات الأردنية أعضاء الاتحاد في الفترة من 7 – 9 حزيران 2015، تحت شعار الأسمدة العربية تؤثر على الاستدامة في المستقبل، بحضور رئيس مجلس إدارة شركة مناجم البوتاس جمال الصرايرة، ورئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية المهندس عامر المجالي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات الأردنية الدكتور شفيق الأشقر في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن المكانة الدولية التي تحظى بها صناعة الأسمدة العربية عالية وتقف في مقدمتها الشركات العاملة ضمن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات، من حيث الكفاءة والانتاجية والالتزام بالبيئة ومعايير السلامة.واضاف أن هذه الشركات تعد قيادية على المستوى الاقليمي والعالمي، “ولتأكيد هذه المكانة وتكريم لهذه القيادات، فقد تم بإجماع ودعم عربي ودولي اختيار قيادة عربية لتولي رئاسة الاتحاد الدولي للأسمدة IFA وهو الدكتور المهندس عبد الرحمن الجواهري.
وأكد أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي وسطها الأردن، تنعم بثروة من المصادر الطبيعية والغاز الطبيعي، والفوسفات، والبوتاس والكبريت بالإضافة إلى جميع المغذيات الثانوية المطلوبة للتربة الخصبة، والمحاصيل المثمرة، والمزارعين الناجحين، والزراعة المستدامة.
وبين أن المصادر التغذوية تحقق للنبات منافع تصب في خدمة الأمن الغذائي لجميع سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهو ما يحتم الإهتمام بهذه المصادر لضمان استدامة منافعها للأجيال المقبلة، و”يجب علينا أن نحمي مقدرات كل جيل من الأجيال على تحقيق احتياجاته”.
ودعا إلى تحقيق العلاقة المتوازنة بين احتياجات الأجيال الحالية وحقوق الأجيال القادمة من خلال إدارة حكيمة للمصادر الطبيعية والبيئة على السواء خصوصا فيما يتصل بمصادر المياه والطاقة التي تقوم عليها صناعة الأسمدة بأنواعها، وتحقيق المزيد من الكفاءة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وتخفيض كمية انبعاثات الكربون الناتج عن عمليات التصنيع، وتخفيض المخلفات الصناعية إلى الحد الأدنى أو الوصول بها إلى درجة الصفر.
وقال الدكتور الأشقر إن منطقة الشرق الأوسط، والتي يعيش فيها نحو 5 بالمئة من عدد سكان العالم، هي المنطقة الأكثر جفافا في العالم وشح المياه وتراجع الأراضي هما ابرز التحديات التي تهدد الأمن الغذائي العربي.وأضاف أنه ومع رعاية أفضل لاستخدامات المياه والمحافظة على صحة التربة وخصوبتها، وضخ المزيد من الاستثمار في البحث والتطوير لتمتين الممارسات الجيدة في مجال الزراعة والتي تتلاءم وظروف المناخ والتربة في الإقليم، يمكن توفير إنتاج غذاء وحياة أفضل لأبناء الإقليم.وأكد أن صناعة الأسمدة تعد ركنا أساسيا من أركان التنمية الاجتماعية والاقتصادية في منطقتنا ككل ومنها الأردن، مشيرا إلى أن العلاقة الوثيقة القائمة بين الشركات الأردنية والمؤسسات الرسمية تؤيد ذلك النجاح وتدعونا للنهوض والتواصل للتصدي للتحديات والعمل على مواءمة مصالح شركاتنا مع مصالح دولنا والبيئة بأفضل طريقة ممكنة.
وقال الدكتور الأشقر أن صناعة الأسمدة تلتزم بمسؤولياتها لإنتاج أسمدتها ومجموعة المنتجات الأخرى الآخذة بالاتساع بالطريقة الصحيحة وبالكميات والصيغ المناسبة لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للسوق، سواء أكان ذلك على صعيد إنتاج المحاصيل أم الصناعات الأخرى.
وشدد على ان الممارسات الجيدة في إطار السلامة والصحة والبيئة تشكل جوهر ثقافاتنا في العمل ومراحل الإنتاج وأن التصنيع والسلامة في الميدان وفي النقل على الطرقات وسلامة وسائط النقل تقع في سلم أولويات الإدارات العليا للشركات “ويجب أن تكون درجة التسامح مع الممارسات غير الآمنة صفرا”.ولفت إلى أنه مع تنامي عدد السكان في العالم وتوقعات ارتفاع عدد سكان العالم إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050 من 7 مليارات حاليا يؤكد المسؤوليات الملقاة على عاتق صناعة الأسمدة في العالم لتحقيق الأمن الغذائي، وحماية المجتمعات من الجوع.
وقال رئيس الجمعية الملكية البريطانية لمنع الحوادث اللورد بيل جوردان إن المؤتمر يأتي في وقت مهم لمتابعة التطورات التكنولوجية في المجالات الصناعية وخصوصا صناعة الأسمدة.وأضاف أن الاهتمام يجب ان يتزايد في مجال أمن وسلامة بيئة العمل والمحافظة على السلامة والصحة المهنية وهذا يتجاوز العامل ومكان العمل إلى المحافظة على سلامة تخزين المواد السمادية ونقلها “كون النتائج التي تحدث لأي حادث يتصل في السماد يكون كارثي”.
ودعا رؤساء اتحادات الأسمدة والإدارات العليا في شركات صناعة الأسمدة أن يضعوا في سلم اولوياتهم موضوعات سلامة بيئة العمل والانتاج والمحافظة على العاملين، وقال “كل يوم علينا التذكير بأهمية المحافظة على سلامة العاملين الذين حققوا النجاحات لشركاتهم”.وقال اللورد جوردان: على الشركات أن لا تسأل فقط عن تكلفة السلامة العامة، بل أن تسأل كم يوفر الاستثمار في السلامة العامة”، منوها أن الاثر الاقتصادي والاجتماعي للإنفاق على السلامة والصحة العمالية كبير جدا على الشركات التي تستثمر فيها.وأشاد في قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والتي جعلت من الأردن واحة أمن واستقرار على مستوى المنطقة.
بدوره، قال أمين عام الاتحاد العربي للأسمدة المهندس محمد عبدالله زعين إن استضافة الأردن للمؤتمر الفني الدولي الثامن والعشرين يؤكد إدراك المملكة لأهمية صناعة الأسمدة كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.وأكد حرص الدول العربية على تطوير قطاع صناعة الأسمدة الذي يشكل رافدا مهما من روافد الاقتصاد الوطني لدول المنطقة، وذلك في إطار سعيها لتحقيق التنمية المستدامة لما تمثله من مدخل رئيس لقطاع الزراعة المستدامة وتضييق الفجوة الغذائية وتقليل عدد الجياع في العالم.
واضاف أنه وانطلاقا من سياسة الاتحاد العربي للأسمدة في تعزيز ثقافة ومفهوم الاستدامة في مصانع الأسمدة وترسيخا للتفاعل مع الشركات الأعضاء لتبادل الخبرات ومواكبة التطورات التكنولوجية الجديدة والمتغيرات في البيئة المحيطة بالاتحاد، فقد بدأ الاتحاد بإعداد رؤية وخطة عمل للسنوات المقبلة تتوافق مع المتغيرات وتحقق مجموعة من الأهداف.وأبرز هذه الأهداف، حسب الأمين العام، الاستخدام الأمثل لمدخلات الإنتاج والخامات الأولية وترشيد استغلالها وخصوصا الطاقة وتحسين استغلال المياه، وزيادة الطاقة الإنتاجية، والاستغلال الأمثل لوسائل الإعلام الحديث وتشجيع ودعم البحث العلمي، وتعميق نهج التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات في المجالات كافة.وأشار الزعين إلى المجموعات التي عمل الاتحاد على تأسيسها لتفعيل العمل ومن أبرزها مجموعة عمل الصحة والسلامة والبيئة ومجموعة التدريب والتأهيل ومجموعة الزراعة، وترشيد الطاقة والاتصالات والشؤون العامة.
وأفتتح رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للأسمدة الدكتور المهندس عبدالرحمن الجواهري رئيس الاتحاد الدولي للأسمدة IFAمعرض الشركات الصناعية العاملة في مجال صناعة وتقنيات الأسمدة.وشارك في المعرض شركات من الأردن والبحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند وايطاليا وهولندا وبلجيكا والصين وفرنسا.وتم على هامش المؤتمر تسليم رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة ورئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية المهندس عامر المجالي دروعا تكريمية.
ويتضمن برنامج المؤتمر تقديم (19) ورقة عمل ودراسات حالة تعكس خبرات الشركات العربية أعضاء الاتحاد وقد روعي في اختيار الأوراق تحقيق أكبر مشاركة من الشركات الأجنبية والعربية وشمول صناعات الأسمدة النيتروجينية، الفوسفاتية والبوتاسية ضمن الأوراق المختارة، وتشمل المحاور التالية:المحور الأول: أفضل التقنيات في انتاج الأسمدة النيتروجينية، الفوسفاتية والبوتاسية.المحور الثاني: المعدات والتشغيل والصيانة وازالة الاختناقات في مصانع الأسمدة.المحور الثالث: الاستخدام الأمثل للمواد الأولية والوسيطة وترشيد الطاقة.المحور الرابع: الصحة والسلامة والبيئة وأهم التطبيقات العملية في مصانع الأسمدة.إضافة إلى دراسات الحالة من الشركات العربية والتي تعكس خبراتها المتميزة في مجالات صناعة الأسمدة وخاصه في مجالات: ترشيد الطاقة والموارد الطبيعية -الصحة والسلامة والبيئة.
جدير بالذكر أن ما يقارب ثلاثمائة وخمسون مشاركاً من مختلف دول العالم يحضرون هذا المؤتمر الذي أصبح يحظى باهتمام كبير من قبل الشركات العربية والدولية المتخصصة في صناعة الأسمدة، حيث أصبح يجتذب كبريات الشركات الدولية صاحبة التكنولوجيا ومنتجي المعدات والكيماويات المستخدمة في هذه الصناعة لعرض أحدث ما توصلت إليه في هذا المجال بالإضافة إلى كونه فرصة كبيرة لالتقاء المختصين والعاملين في صناعة الأسمدة العربية مع أقرانهم من الشركات الدولية واطلاعهم على المستجدات من خلال أوراق العمل القطرية لعرض خبرة الشركات في مجال حماية البيئة والصيانة الوقائية وتطوير أساليب الإنتاج.هذا، وتشهد صناعة الأسمدة العربية تطورا ملحوظا في مجال استخدام أفضل التقنيات المتاحة للوصول إلى تحقيق أهداف تشمل تحسين جودة الأسمدة، ترشيد استهلاك الطاقة والمحافظة على البيئة.كما يصاحب المؤتمر معرضاً صناعياً تشارك فيه (15) شركة تقوم بعرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية في كافة قطاعات صناعة الأسمدة وما تقدمه من خدمات فنية ومعدات هندسية في هذا الميدان.كما يعقد على هامش المؤتمر الاجتماع الأربعون للجمعية العمومية، والاجتماع الثاني بعد المائة لمجلس إدارة الاتحاد بالإضافة إلى اجتماعات اللجان المتخصصة: اللجنة الاقتصادية واللجنة الفنية.