عروبة الإخباري – قُتل عشرات الأشخاص بينهم مدنيون في ضربة جوية للتحالف الدولي دمرت حيا بأكمله في بلدة عراقية يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حسب مصادر أمنية وشهود عيان.
واستهدفت الضربة مصنعا لصنع القنابل يعود لتنظيم داعش في الحويجة شمال البلاد، خلال ليل الثلاثاء الماضي، مما تسبب في سلسلة انفجارات ثانوية حولت المنطقة المحيطة إلى حطام.
وأشارت تقديرات سكان ومصادر أمنية إلى أن عدد الذين قتلوا يبلغ نحو 70 شخصا.
وقال حسن محمود الجبوري، أحد سكان الحويجة (67 عاما) إنه “سمع طائرات تحلق في سماء المنطقة لنحو عشر دقائق قبل الانفجار الأول الذي حطم زجاج نوافذ منزله”.
وأضاف “هرعت مع أبنائي وزوجتي بحثا عن ساتر أسفل الدرج. وأعقب الانفجار الأول ثلاثة أو أربعة انفجارات قوية، وشعرت أن سقف المنزل على وشك الانهيار فوق رؤوسنا”.
وخرج الجبوري بعد ساعات يرافقه جار إلى المنطقة التي شبهها بـ”موقع قنبلة نووية” حيث كانت النيران وسحب الدخان ما زالت تتصاعد.
وقال الجبوري: “كان المسلحون يصرخون، وقد تملكهم الذهول”. وأضاف “ساعدت في إخراج أسرة من ستة أفراد من تحت الأنقاض. كانت جثثهم مشوهة. أحضرنا غطاء وجمعنا كل الأشلاء داخله وحملناها إلى المقبرة”. وقال إنهم دفنوا الرفات في مقبرة واحدة.
وأظهرت الصور التي وزعت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يزعم أنها التقطت في موقع الانفجار مشهد دمار واسع لم يبق فيه وجود لأي مبنى.
وقال التحالف في بيان الأربعاء إن ضربة جوية استهدفت “منشأة لصنع المتفجرات.. في الحويجة فيما بين الثامنة صباح الثاني من يونيو حزيران والثامنة من صباح اليوم التالي”.
ويقول التحالف إنه قتل عشرة آلاف شخص من متشددي الدولة الإسلامية في أنحاء العراق وسوريا منذ بدء الضربات الجوية ضد التنظيم بعد أن اجتاح نحو ثلث العراق.
وقال مصدر عسكري رفيع في التحالف إنه “لا يعلم بأمر الضربة المعنية، لكن التحالف يبذل كل جهد ممكن لضمان عدم سقوط مدنيين”، مضيفا “منذ بدء الضربات الجوية في آب/ أغسطس من العام الماضي في العراق، أكاد لا أتذكر أي إصابات مدنية في العراق وبالنسبة لآلاف الطلعات الجوية هذا أمر جيد”.
وقال قائد شرطة في محافظة كركوك، حيث تقع الحويجة، إن “عشرات الإرهابيين قتلوا في الضربة مع عدد غير معروف من المدنيين”.
من جانبه، قال مواطن من أهالي المنطقة التي وقع فيها الانفجار، إن تنظيم الدولة الإسلامية “له وجود قوي هناك ويقوم بتخزين الذخيرة وصنع القنابل”.
وأضاف أن “المتشددين كان لديهم بالفعل شاحنتان محملتان بالمتفجرات”، مشيرا إلى أن “عدد الأشخاص الذين قتلوا يبلغ 70 بينهم متشددون ومدنيون”.
وتابع أن “كثيرا من الأسر دفنت تحت أنقاض منازلها ويعتقد أن أفرادها ماتوا”.
بدوره، قال الملازم إبراهيم جودت، أحد رجال الأمن في كركوك، إن “التقارير الأولية للمخابرات نقلا عن مصادر داخل الحويجة تشير إلى أن 74 شخصا على الأقل قتلوا بينهم مدنيون”.
وذكر الشيخ أنور العاصي العبيدي، الذي فر من الحويجة بعد أن اجتاحها داعش أن “أفراد عشيرته في البلدة أبلغوه بأن عددا كبيرا من المدنيين قتلوا، وأن المنطقة الصناعية تشبه منطقة ضربها زلزال”.