عروبة الإخباري – نشرت صحيفة لوريون لوجور الفرنسية تقريرا حول الوضع في ليبيا والصراع بين المنظمات المسلحة في البلاد، عرضت خلاله آراء المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، طارق متري، الذي تحدث عن قوات فجر ليبيا، وسبب إعلان تنظيم الدولة الحرب عليها، كما تطرق التقرير إلى الفرق بين المجموعتين ومصير ليبيا في حال صعود تنظيم الدولة وتدخل أوروبا عسكريا.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير “إن الوضع في ليبيا ما يزال فوضويا منذ قيام الثورة في 2011 وسقوط نظام معمر القذافي، حيث قسمت البلاد إلى عدة مناطق تسيطر عليها مجموعات مسلحة عديدة تتصارع فيما بينها.
وأشارت إلى أن “ليبيا في حرب دائمة بين المجموعات التي يقودها الجنرال خليفة حفتر ، قائد القوات المسلحة الموالية لبرلمان طبرق، وقوات فجر ليبيا”.
كما أفادت الصحيفة أن “تنظيم الدولة أوجد لنفسه موطأ قدم في ليبيا منذ أشهر عديدة، وتمكن من السيطرة على مواقع في المنطقة البترولية في سرت، التي تبعد عن طرابلس 450 كم، وعلى مطار المنطقة، بعد معارك مع مجموعة فجر ليبيا”.
ولفتت إلى أن “تنظيم الدولة كان قد تبنى العملية الانتحارية التي حدثت في منطقة الدافنية، والتي أسفرت عن مقتل 5 من عناصر فجر ليبيا وجرح 7 آخرين”.
وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن تنظيم الدولة تهديدات وجهها لقوات فجر ليبيا “بشنّ حرب عليها، وتطهير البلاد منها إذا لم يتب عناصرها ويعودوا إلى الدين السليم”، حسب تعبير التنظيم، ما دفع بحكومة طرابلس إلى إعلان حالة الطوارئ.
وفي محاولة منها لمزيد فهم عوامل وخفايا هذه الحرب الجديدة، حاورت الصحيفة الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، طارق متري، ونقلت عنه أن “فجر ليبيا هو تحالف تكون العام الماضي يجمع ألوية ثورية كان لها دور هام في ثورة 2011، وأخرى إسلامية”.
كما صرح أن “فجر ليبيا يعود له الفضل في تكوين برلمان طرابلس، وهو يسيطر حاليا على الجهة الغربية والوسطى للبلاد، و عدد من المدن الكبيرة، من أهمها العاصمة طرابلس”.
وعن سبب إعلان تنظيم الدولة الحرب على فجر ليبيا، قال طارق متري للصحيفة إن “العكس هو الصحيح باعتبار أن قوات فجر ليبيا هي التي قامت بخطوات عديدة ضد التنظيم، بهدف النأي بنفسها عن هذه التنظيم المتشدد”.
كما أشار إلى وجود آراء تقول بأن “تنظيم الدولة في ليبيا يضم في صفوفه مليشيات من النظام السابق، ويعتزم انتداب مقاتلين جدد من مدينة سرت التي يتمتع فيها نظام القذافي بشعبية كبيرة”.
وفي الختام، أفاد متري بأنّه “من الصعب توقّع ردة فعل المجتمع الدولي الذي سبق له التدخل في ليبيا، إذا ما صعد تنظيم الدولة للسلطة، ولكنه اليوم، وخاصة الدول الأوروبية، مهتم بأعراض المشكلة أكثر من المشكلة بحد ذاتها، باعتباره معنيا خاصة بأزمة المهاجرين غير الشرعيين القادمين من ليبيا.