عروبة الإخباري – التقى الإعلامي المصري أحمد منصور مع أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم جبهة النصرة، خلال لقاء بث عبر برنامج “بلا حدود” على قناة الجزيرة الفضائية مساء الأربعاء.
وأوضح منصور أن اللقاء جرى في إحدى المناطق المحررة شمالي سوريا، مشيرا إلى أن المنطقة التي لم يسمها تم تحريرها مؤخرا عبر “جيش الفتح” المكون من عدة فصائل إسلامية، على رأسها “النصرة”، وأحرار الشام”.
وأوضح الجولاني أن “جيش الفتح” ركَّز في معاركه في الشمال السوري على المناطق الحساسة التي تربط مدن السنة بمدن الطائفة العلوية، موضحا أن “المجاهدين على بعد 30 كلم من مدينة القرداحة معقل النصيرية”.
وبين الجولاني أن “العلويين” هم من “اغتصبوا النساء، وقتلوا الشيوخ والأطفال، وشردوا السوريين في البحار والمخيمات، وتسببوا في قتل مليون من أهل السنة في الشام”، مضيفا: “لذلك كان العلويون منذ أربعين سنة عصب النظام، ويده التي يفتك بها أهل السنة”، وفق قوله.
وقال الجولاني إن العلويين “أدركوا اليوم أن نظام الأسد عاجز عن حمايتهم بعد انتقال المعركة إلى مناطقهم”، إلا أن ذلك لم يمنع الجولاني من الاعتراف بأن المعركة في سوريا لن تنتهي في القرداحة، بل في العاصمة دمشق.
وعن الحكم الشرعي للطائفة العلوية، قال الجولاني إنهم طائفة خارجة عن دين الإسلام، وأضاف: “ومع ذلك لا زال جهادنا دفع صائل، لا نقاتل سوى من يقاتلنا، سواءً كان سنيا أم نصيريا، ويوجد بعض القرى الدرزية التي لم تساند النظام، ولن تلق منا ما يسوؤها”.
وبين الجولاني أن “القبور الشركية والمعابد” لدى الدروز تتعامل معها جبهة النصرة وفقا للشريعة، موضحا أن “الدروز، والنصيرية، والمسيحيين” غير المحاربين هم محل دعوة، وليسوا محل استهداف أحد من المجاهدين، وفق تعبيره.
وأرسل الجولاني رسالة واضحة إلى العلويين، مفادها: “إن تبرأتم من بشار الأسد وتأييده، وأيضا تراجعتم عن معتقداتكم الكفرية، سننسى كل الجراحات بيننا وبينكم، وستصبحوا إخواننا وسنحميكم، ولو كان أحدكم قتل منا ألف رجل”.
وعن عناصر النظام الذين تم أسرهم في معركة “جسر الشغور”، أوضح الجولاني أن من سلم نفسه قبل القدرة عليه، سيعاد إلى أهله آمنا مطمئنا.
وفي رد على سؤال أحمد منصور حول حقوق الأقليات في سوريا، قال الجولاني: “بحمد من الله لسنا بحاجة إلى الغرب لتعليمنا حقوق الإنسان أو الحيوان، فنحن لدينا دين الله يوجهنا في كل الأمور”.
وافترض الجولاني أنه في حالة إقامة حكم إسلامي في المنطقة، فسيحصل المسيحيون على مزايا لم يتمتعوا بها من قبل، مشيرا إلى أنهم لم يأخذوا الجزية من أحد، ولم يسبوا النساء، وأضاف: “في حال صار حكم إسلامي، سيدفع الجزية من استطاع فقط”.
وعن القرى العلوية التي تتعرض للقصف من قبل “جيش الفتح”، أوضح الجولاني أن هذه القرى محاربة، وأضاف: “يقومون بخطف أهل السنة، وتعد هذه القرى مركز إطلاق صواريخ للنظام”.
في سياق متصل، أوضح الجولاني أن “جيش الفتح” قام ابتداءً كغرفة عمليات لتحرير إدلب على مبدأ الشورى بين الفصائل المشاركة فيه.
وحول مصدر الدعم الذي تتلقاه جبهة النصرة، قال الجولاني إن “النصرة” دعمها ذاتي، عبر المناطق التي تسيطر عليها، نافيا في الوقت ذاته جلوسهم مع أي جهة استخباراتية، أو تلقيهم دعما من الخارج.
وأوضح الجولاني أنهم يقبلون التبرعات من عموم المسلمين، نافيا في الوقت ذاته أن يكون هناك دعم غير مشروط من أي دولة عربية أو أجنبية.
وهاجم الجولاني بعض الجهات الخارجية التي توجه الفصائل السورية بأموالها، موضحا: “تكون بحاجة إلى فتح جبهة حلب، فيأتي الداعمون للفصائل، ويعطونهم الأموال، ويقولون لهم توجهوا إلى حمص، ليتفرغوا لإدارة شؤون حلب”.
واعتبر الجولاني أن الفصائل المدعومة من الخارج لا تتلقى دعما كبيرا، مشيرا إلى أن هذه الفصائل تشكل خطرا على الساحة السورية لارتباطها بالخارج، رغم أن الدعم الذي تتلقاه زهيد جدا.
وعن عدم دفع الأهالي التي تسيطر عليها “النصرة” للضرائب، قال الجولاني إن الذخيرة والغنائم التي يتم جنيها من المعارك تغنيهم عن أخذ الأموال من عموم الناس.
وأردف الجولاني أنه في حال اجتمعت بقية الفصائل في المناطق المحررة على كلمة واحدة ستتمكن من خوض حرب طويلة الأمد مع النظام، معترفا أن المرحلة القادمة ستكون أخطر مما مضى.
ورفض الجولاني الأحاديث التي تقول إن بعض الفصائل تسعى لإخراج جبهة النصرة من “جيش الفتح” بضغط خارجي، مشيرا إلى أن السوريين لا يستطيعون التخلي عن “النصرة”.
وبين الجولاني أن “جبهة النصرة” تخوض حروبا مع عدة أطراف، منها النظام، وتنظيم الدولة، وبعض الجماعات الفاسدة.
وهاجم زعيم “جبهة النصرة” التحالف الدولي الذي ادعى -بحسب الجولاني- أنه قدم لنصرة السوريين، مكذبا الأنباء التي تحدثت عن وجود جماعة اسمها جماعة “خراسان”، وهو الأمر الذي أكده أحمد منصور الذي قال إنه تقصى من أهالي تلك المناطق وكذبوا له الخبر أيضا.
وعاد الجولاني للتأكيد على أن “جبهة النصرة” مهمتها هي إسقاط نظام الأسد، وطرد حزب الله، نافيا أن تكون سوريا مركزا لانطلاق “النصرة” إلى الدول الأخرى.
واعتبر الجولاني أن الولايات المتحدة الأمريكية تساند النظام السوري رغم “نفاق إعلامها، وحكومتها بخلاف ذلك”، وأضاف: “وأكبر مثال على مساندتها للنظام هو قصفها لجبهة النصرة التي تساند السوريين”.
زعيم “جبهة النصرة” اعتبر أن أمريكا تسعى لتخدير الشعب السوري والضغط عليهم للقبول بحل سياسي يبقي النظام، سواء بقي الأسد أو غيره.
وقال الجولاني إنه يملك وثائق تثبت أن الطيران الأمريكي ينسق مباشرة مع النظام السوري في الغارات التي تشن على المناطق المحررة.
وعن الأسد وحزب الله، قال الجولاني: “إذا زال نظام الأسد سيزول حزب الله، لأن بشار الأسد هو الداعم الأول للحزب الذي لن يصمد طويلا في حال سقوط داعمه، كونه داخل في حروب كثيرة مع أطراف لبنانية”.
وانتقل الجولاني بالحديث إلى “معركة القلمون”، مبينا أن “جيش الفتح” زج بعدد يسير فقط من مقاتليه في المعركة، بخلاف حزب الله الذي اعتبر على لسان أمينه العام حسن نصر الله أن “المعركة” حاسمة بالنسبة إليه.
وأكد الجولاني أن تنظيم الدولة هاجم “جيش الفتح” من الخلف، مشيرا إلى أن نظام الأسد، وحزب الله، و”جماعة الدولة” التقت مصالحهم سويا على مقاتلة “جيش الفتح”.
وطالب زعيم “جبهة النصرة” من القوى السياسية في لبنان أن تشارك “الثوار” في إسقاط نظام الأسد، وحزب الله.
وفي ختام المقابلة، قال الجولاني إن سقوط نظام الأسد أصبح قريبا، داعيا في الوقت ذاته إلى عدم الإفراط في التفاؤل.
فيما كشف الإعلامي أحمد منصور أنه سيقوم بإجراء مقابلة أخرى في الأسبوع المقبل مع الجولاني، متمنيا منه أن يقوم بالكشف عن وجهه.
لمشاهدة الفيديو اضغط على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=crmXo7mERBI