عروبة الإخباري – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، في قصر رغدان العامر اليوم الاثنين، الحفل الوطني الكبير بمناسبة عيد استقلال المملكة التاسع والستين، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.
ولدى وصول جلالته، موقع الاحتفال، حيته ثلة من حرس الشرف، وأطلقت المدفعية 21 طلقة، وعزفت الموسيقى السلام الملكي، فيما حلق سرب من طائرات أف 16 المقاتلة التابعة لسلاح الجو الملكي، في سماء عمان احتفالا بالمناسبة.
وألقى كل من رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، ورئيس مجلس الأعيان الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، ورئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، ورئيس المجلس القضائي هشام التل، كلمات في الحفل، أكدو فيها على المعاني السامية للاستقلال والإنجازات التي تحققت في مختلف الميادين والمجالات.
واستذكروا فيها التضحيات التي بذلها الهاشميون، ومعهم الأردنيون على مدى تاريخ الدولة الأردنية من أجل بناء وطن عزيز وقوي تتعاظم فيه الإنجازات.
وأنعم جلالة الملك، خلال الحفل، على مؤسسات وطنية وعدد من رواد العطاء والإنجاز، بأوسمة ملكية تقديرا لجهودهم التي بذلوها في بناء الأردن وتعزيز مسيرته.
ويعتبر هذا التكريم الملكي تقديرا لمؤسسات الوطن وأبنائه وبناته من مختلف القطاعات الرسمية والأهلية والخاصة.
وحضر الحفل عدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات، والسادة الأشراف، وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى المملكة، وعدد من ممثلي الفعاليات الشعبية والأحزاب والهيئات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني.
وتشرف الحضور بالسلام على جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد، في قصر رغدان العامر.
واستعرض رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، في كلمته خلال الاحتفال، تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني، وسعيه الدؤوب للنهوض بمختلف مؤسسات المملكة تحقيقا لتطلعات أبناء وبنات الوطن في مختلف القطاعات.
وتاليا نص كلمة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور:
صاحب الجلالة الملك المعظم عبدالله الثاني ابن الحسين حفظك الله ورعاك، صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله حفظها الله ورعاها، صاحب السمو الملكي الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد حفظك الله ورعاك، وفي القلوب غبطة، وفي الصدور حبور بعيد الاستقلال، وفي النفوس اعتزاز وفخر بما تحقق وانجز، وفي الأفئدة أمل ورجاء بما سيأتي به الغد من أمل وبهاء ونماء رجاء، وفي الضمائر رضا عّما من الله به علينا من نهضة وتعمير، وازدهار وتطوير، وفيها طموح لما هو اكثر من المتوفر اليسير.
وفي عينيك سيدي رجاء أن ترى في وطنك شبابا وقّاد الهمة، وثاب العزيمة، متطلعا الى المستقبل، آملا، متفائلا، منطلقا، مثابرا، منفتحا، متجددا، زكي الفؤاد، دينامي الهمة، وفي عينيك أمل أن ترى شابة أردنية، مؤهلة، واثقة، متجددة، مقدامة، متفتحة، رصينة.
وفي عينك أمل أن ترى إعلاما، حرا، مسؤولا هو رافعة للنهضة، والحرية، والتثقيف والتوعية وصيانة معنويات الشعب في اجواء الحرب. ومدرسة تقدمية، تجعل الازهار تتفتح، والعبقريات تتكشف، والقدرات تنصقل وتتكون وتتحقق بأقصى ما فيها من امكانيات ووعد.
وتحب ان ترى مؤسسات ثقافة وعلم وتنوير تخاطب الجوهر، وتصقل روح الانسان، وتبني مناقبه المتوازنة، وتؤصل قيمه واخلاقه.
ونرى في عينك تحب ان ترى مؤسسات حكومية خادمة للناس لا سيدة عليهم، تسوسهم بالحكمة، وتقوم على مصالحهم بالنزاهة والعدل، وتحرس مقدرات الشعب وتصونها من كل هدر، وتحترم المواطن لأنها انما نصبت لخدمته، ولم ينصب لخدمتها.
وترنو، مولاي المعظم، لمؤسسات خدمة اجتماعية وصحية، ترعى المواطن، وتحنو عليه، وتداري ضعفه، وفقره، وتداري حاجته، وتحفظ عليه كرامته بتقديم الخدمة بتمامها من غير ما مكس أو تسويف، ودونما أو عسف أو فوقية.
ورجل أمن يحفظ للناس حيواتهم، دون كلل أو تبرم أو منّ أو تأفف، يحمي، ويساعد، وينقذ. وقاض يقيم ميزان العدل، وينجز أعمال الناس ومصالحهم بنجاعة وسرعة واستقلال. ومواطن حريص على مقدرات بلده، وعلى آثاره وكنوزه، وعلى بيئة جميلة طاهرة.
وأحزاب تصدت طوعآ للخدمة. تطرح الفكرة والرؤية، وتعرض البرنامج والمشروع والحل. ومن ثم تتحضر بالنتيجة لتسهم في ادارة مقدرات الحكومة.
وديموقراطية مسؤولة، متسامحة، متجددة ناضجة، قوامها الاحتكام إلى رأي المواطن بالاقتراع والتصويت.
وترنو يا مولاي إلى تحقيق عدالة في نيل الرزق وفرصة العمل ونوال الخدمة، يطال اقصى اصقاع الوطن من بواديه لمخيماته ولمدنه ولقراه، ولاحيائه ولكل فج عميق، ومال عام مصون بالأخلاق أولا، وبسلطة القانون ثانيا.
وتريد أن ترى هيبة الدولة تقوم على القرار الصحيح والمكيال الواحد، وإنفاذ القانون تطأطىء له كل الرؤس مهما ظنت أنها علت، ويحفظ على الدولة أراضيها، وغاباتها، وأرض أحراجها وآبار مياهها ، والرخص بأنواعها، والنّمر والطّبع إلى اخر هذا النمط من منظومات الفساد.
وتريد أن ترى الوظيفة العامة لمستحقها على أسس صحيحة معلنة، وطرائق اختيار شفافة وضاءة ونزيهة. تلكلم بعض الرؤى رأيتك مولاي تحلم بها وترنو اليها، وهذا ما خبرته عن قرب من حلمك النبيل لوطن حبيب جميل.
يا ابن فاطمة وعليّ، يا سيدي! أين تتجه بقلبك؟ اللرافدين ام للشام ؟ ألليمن ام لوادي النيل ؟ ألطرابلس الشام أم لطرابلس افريقيا؟، يا ابن محمد، أفما كانت تكفيك القدس وفلسطين؟.
اللهم احفظ بلدنا، وآزر ملكنا وانصر جيشنا انك سميع عليم مجيب الدعاء وتعطي النصر لمن تشاء، اللهم آمين. وألقى رئيس مجلس الأعيان الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، كلمة قال فيها “لقد حققنا الكثير، وأنجزنا ما تجاوز قدراتنا، وحمينا وطننا، رعينا جيشنا العربي بحبات العيون فكان عينا لا تعرف الغمض، وأولينا أجهزتنا الأمنية العناية فاعتنت بأمننا دون كلل”.
وتاليا نص كلمة الروابدة: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين، النبي العربي الهاشمي الأمين صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، أدامه الله وسدّد على الخير خطاه، صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة، صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المعظم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحتفل اليوم بعيد استقلالنا الوطني. آلت الينا منذ ذلك اليوم مقاليد أمورنا. تمتعنا بحريتنا فصرنا أقدر على تحقيق أحلامنا وصياغة مستقبلنا، في ظل قيادة هاشمية حكيمة.
في ذكرى الاستقلال يرفع الأردني رأسه فخرا بقائده ووطنه وشعبه: فخرا بقائد من عترة سيد الخلق وعى تراث الأجداد وأشراف آل البيت. يستشرف المستقبل ويغذ إليه الخطى. إصلاحي يطرح آراءه للنقاش العام على غير سابقة. مخر بسفينة الأردن في بحر لجّي حتى رست على شاطئ الأمان بينما غرقت سفن وأعطبت أخرى.
فخرا بوطن، لم تقعد به ندرة ثرواته عن أن يصبح واحة عز لكل أهله. صار المحضن الدافئ لكل من فاء إليه ينشد أمنا يفتقده. نهد لدعم كل بلد عربي غالته قوى البغي لا يريد ثمنا ولا يبالي بما يدفع من ثمن. حمى حمى الجار حتى لو جار. فلسطين عنده في أول سلم أولوياته مهما تراجعت عند غيره.
فخرا بشعب أردني، عربي أصيل. وفيّ لأمته ما حاد عن دربها، وكان الحلقة القوية في سلسلتها. هويته الوطنية لا يشوبها تشويه ولا تقبل التهميش. أسرته واحدة تأبى دعاة التفرقة مهما موّهوا من لبوس.
سيدي صاحب التاج، جلّ التاج وجلّ صاحبه، الاحتفال بإنجازنا العظيم فرصة سنوية للمراجعة وتقييم الأداء، هل زدنا خطواتنا نحو أهدافنا؟ هل صرنا أكثر منعة تجاه أعدائنا؟ هل حققنا خطوات جادة على درب الرفاه الاجتماعي؟ هل أجيالنا الجديدة جاهزة لحمل الرسالة وإكمال الشوط؟.
لقد حققنا الكثير، وانجزنا ما تجاوز قدراتنا، وحمينا وطننا. رعينا جيشنا العربي بحبات العيون فكان عينا لا تعرف الغمض، وأولينا أجهزتنا الأمنية العناية فاعتنت بأمننا دون كلل. شعبنا جيش مع الجيش والأمن. الكل يقظ حتى لا يتسلل إلى صفوفنا خوارج العصر، أو يحرفنا عن سبيلنا صاحب هوى متطرف أو غاية فاسدة. والشباب عدتنا للغد، مركز الاهتمام، وبخاصة في هذا الزمن، حتى لا نتركهم ضحايا للبطالة والمستقبل الغامض والفكر الهدام.
سيدي صاحب التاج الأجلّ مكانة، نؤمن معكم بأنّ الإصلاح ضرورة دائمة، لا تردد فيه ولا ارجاء. الإدارة رافعة الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي. النجاحات ما زالت في البدايات. السرعة مطلوبة دون تسرّع. الحوار واجب مع كل القوى والفعاليات. الابداع الوطني تراكمي. صياغة المستقبل تحتاج كل الطاقات والآراء، فهي لا تقبل الاحتكار.
سيدي سبط سيد الخلق، جوارنا يلتهب، وعالمنا العربي مأزوم، تبكي شعوبه دما ودموعا على أمنها وانجازها. النظام العربي يتداعى، فتفقد دولنا سندها الأساس، ويخذل البعض منا البعض. الصراعات العربية تحتدم مغيبة صراعنا مع المحتل الاسرائيلي. الاحترابات الداخلية حطمت أوطانا عظيمة وتهدد أخرى. التحالفات والصداقات تتعرض للفك والتركيب دون ميزان.
مواقفكم الحكيمة جنبتنا المزالق، والعالم يقدر دوركم، وشعبكم يدعم أولوياتكم، مبدأ ومآلا. الحفاظ على لحمة الوطن، وتمتين العروة الوثقى بين الشعب والقائد أولوية قصوى، والإعلام في هذا المجال سلاح.
سيدي عميد العترة النبوية، هنيئا لنا بالأردن وبني هاشم. فقد انجزنا فيه بقيادتنا وعقولنا وقلوبنا ولحمتنا ووحدتنا الكثير. والطريق طويل ولكننا موقنون أننا بقيادتكم قادرون على انجاز الكثير، لا تقعدنا عواصف ولا تبطؤنا قواصف.
حفظ الله جلالة مليكنا، ودعاء للمولى أن يكلأه بعين رعايته التي لا تنام وأن يمده بالتوفيق والنجاح، وأن يحمي ولي عهده الأمين. وحفظ الله الأردن وشعبه الوفي وجيشه العظيم وعزز مستقبله الزاهر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من جهته، قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ، في كلمته، “إن انضباط الجميع تحت لواء القانون والنظام، وضبط الأمن المجتمعي، سيكون حتما خدمة للإصلاحات الشاملة، كما إن تنمية الوعي الوطني، بكل أسباب الخطر، وكل متربصي الشر، هو واجب ندعو للقيام به، على أكمل وجه، لأن تمكين الجبهة الوطنية هو أساس بناء الأولويات”.
وتاليا نص كلمة الطراونة: بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين، محمد وصحبه، وعلى الأنبياء والمرسلين من قبله.
سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه، سيدتي صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة، سيدي ولي العهد سمو الأمير الحسين ابن عبدالله الثاني، أصحاب السمو الملكي، والحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛ بين يدي المقام السامي أتقدم بصادق التهنئة؛ بمناسبة عيد الاستقلال، فكل عام وقائدنا ومملكتنا بألف خير. وهي المناسبة، التي ستظل برمزيتها شاهدا على التاريخ صنعه البواسل، من أبناء قواتنا المسلحة – الجيش العربي-. مستذكرين عطاء جدكم الملك المؤسس عبدالله الأول، والملك طلال أبي الدستور، وأبيكم المغفور له بإذن الله الراحل الملك الحسين الباني طيب الله ثراه.
فنحن يا سيدي، وإذا ما تعلق الأمر بحروف العرش والمملكة، فإننا العسكر، نتمثل روح الجندية في تضحيتها، لنكون “فزعة” للوطن، الذي نتفيء الطمأنينة بظلاله، وفيه لا نخاف من حاضر أو على مستقبل، فأسأل الله لمولاي السداد والتوفيق، والثبات على طريق العمل الوطني الدؤوب؛ هديتك لشعبك في كل عام.
صاحب الجلالة؛ وإذ نعيش وسط هذا الإقليم والجوار المضطرب، مستندين لجدار الأمن والأمان، جدار مؤسساتكم الأمنية، وجهود البواسل من ضباط وأفراد تلك الأجهزة، وعلى وعي شعبكم العظيم، لنؤكد بأن عمل هذه المؤسسات نقابله بتقدير بالغ، فهي التي تعمل بصمت، وتنجز ما نعيش به جميعنا من فيض أمن واستقرار.
وهنا؛ فإننا ندرك حجم الواجبات الملقاة على كاهل هذه الأجهزة، التي تخوض بتوجيهاتكم؛ الحرب على الإرهاب، وهي حربنا، التي لا نقبل فيها إلا النصر، فنحن بقيادتكم سيدي أصحاب حق ورسالة.
فالإرهاب لا دين له، وأنت يا سيدي من تخوض الحرب لتبرئة الدين الإسلامي الحنيف، من أعمال العوالق المتطرفين، وأنت نصير اخوتنا المقهورين، من مسيحيي الشرق في سورية والعراق، وأنت صاحب الدار، التي فتحت أبوابها لإغاثة الهاربين، طلبا لنجاة الروح وسلامة الأهل، من القتل الحرام، والسبي الحرام، والتشريد الحرام.
مولاي المفدى؛ نشد على لحمتنا الوطنية، ونتشبث؛ أردنيين أصلاء، من شتى المنابت والاصول، بوحدتنا الوطنية السامية، لنقف سدا منيعا، خلف قيادتكم، في وجه الإنواء والمحن.
ونؤمن معكم، بأولوية إرخاء هيبة القانون، ودولة المؤسسات، بمقياس واحد وعلى الجميع.
إن انضباط الجميع تحت لواء القانون والنظام، وضبط الأمن المجتمعي، سيكون حتما خدمة للإصلاحات الشاملة، كما إن تنمية الوعي الوطني، بكل أسباب الخطر، وكل متربصي الشر، هو واجب ندعو للقيام به، على أكمل وجه، لأن تمكين الجبهة الوطنية هو أساس بناء الأولويات.
فسيادة القانون وفرض هيبته، هو الطريق الصحيح لممارسة المواطنة الكاملة، التي لا تفريط معها في الواجبات، ولا إفراط في الحقوق.
سيدي؛ ونحن نتابع جهودكم في كل المحافل والميادين، نؤكد بأننا نتمثل التوجيهات، ونلتزم بالمضامين، مقتنعين بحكمتكم، ونبل مقاصدكم، خصوصا بعد أن أثبتم لكل العالم سلامة مواقف مملكتنا، تجاه ملفات الإقليم، وفوضى دول الجوار، وما تتعرض له المنطقة من تغيرات خطيرة.
مثمنين، في مجلس النواب، الدور المتقدم لجلالة الملك في الدفاع عن حقوق أشقائنا الفلسطنيين، ومساعيكم الرامية لاستئناف جهود السلام، بما يضمن إعلان قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
كما نثمن رعايتكم الموصولة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ووقوفكم وتصديكم للسياسات الإسرائيلية الأحادية، التي تسعى لتهويد المدينة المقدسة.
سيدي صاحب الجلالة؛ إننا في مجلس النواب السابع عشر؛ سعينا منذ انعقاد أولى جلساتنا، لأن نكون خلف رؤية الحكم، خدمة لمصالح الوطن العليا، وتحقيقا لطموحات شعبكم العزيز.
متابعين جهود جلالة الملك في بث روح التحدي، ونهج التحديث في عروق المؤسسات الدستورية، عبر مسيرة إصلاحات شاملة، متجددة بتحقيق أهداف التطوير.
فمجلس النواب آثر على نفسه ودوره، وحرص على مد حبل الشراكة مع الحكومة، متمثلين توجيهاتكم السامية في خطبة العرش، بافتتاح الدورات النيابية السابقة.
مؤكدين يا مولاي، بأننا لن نتأخر في المساهمة بتعزيز الاستقرار الوطني، وديمومة عمل المؤسسات الدستورية.
كما نعاهدكم، سيدي، إننا سنستكمل في مجلس النواب، أعمال الدورة الاستثنائية، التي صدرت إرادتكم السامية بانعقادها، بإنجاز نضاعفه على باقي انجازات المجلس التشريعية.
وإن كان مدخل العمل هو مشاريع قوانين اللامركزية والبلديات والأحزاب، فإننا سنعطي قانون الانتخاب متى وصل المجلس، كل الاهتمام، وسنستأنف حلقات الحوار الوطني حوله، مستبشرين بمرحلة مغادرة قانون الصوت الواحد، لنعزز من خلاله قيم انتاج النخبة السياسية، على أسس المشاركة الشعبية الفاعلة في صناعة القرار، ما يترجم الأفكار التي جاءت في سياق سلسلة مقالات جلالة الملك النقاشية، التي ألهمت الحوار، وفتحت الأذهان، وساهمت في الاقتراب من حلقات التوافق الوطني.
إن الإصلاح الذي ننشده يا مولاي؛ إن كان متدرجا في خطواته، فإننا لا نريده مجتزء من سياقاته، متيقظين للأولوية الاقتصادية، والبحث عن مخرج لضائقتنا عبر آفاق جديدة، ومن خلال ميزتنا التنافسية أمنا واستقرارا، وعبر إبراز دور اقتصاد الخدمات وتنشيط فرص الاستثمارات، مثمنين في هذا السياق رعايتكم لدورة المنتدى الاقتصادي العالمي التي انعقدت مؤخرا في منطقة البحر الميت، وهو ما أثبت للجميع قدراتكم سيدي؛ في التحدي والإصرار، على نقل مملكتكم نحو المستقبل بأمان.
وهو ما يحفزنا للانتباه أكثر، لنظامنا التربوي والتعليمي، بما يهيئ فرص الاستثمار الأمثل بالمورد البشري الأثمن.
مولاي المفدى؛ هذا عيد استقلال مملكتنا البهية؛ بك وبحكمك وحكمتك، وهو العيد الذي سنظل معه أصحاب استقلال فعلا، وأصحاب بهجة حقا، فلنا في مسيرة المحطات والمراحل، ما نقف عنده فخورين، وصدورنا تمتلئ بروح العزة، بفضلكم مولاي، وبفضل جهودكم الموصولة بالخير والعطاء.
وكل عام ومملكتنا وملكنا وأهلنا بكل خير وسمو وجاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بدوره قال رئيس المجلس القضائي هشام التل، في كلمته، إن “الاحتفال بذكرى الاستقلال هو تقليد سنوي يتأهب له الأردنيون ويحرصون على المشاركة فيه، فهو تقويمهم المجيد الذي يربط ماضيهم بحاضرهم وحافز لهم لمواصلة مسيرة القائد في البناء والعطاء ليكون الأردن بلدا إنموذجا بين الدول يسوده القانون والعدل والاستقلال الوطني”.
وتاليا نص كلمة التل: مولاي حضرة صاحب الجلالـة الهاشمية عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعــــــــاه، صاحبــة الجلالـة الملكة رانيا المعظمـة صاحـب السمـــو الملكي الأميـــر الحسيـــن بـــن عبـــدالله الثاني السادة الحضور الأفاضــــل :- إذ أقف اليوم هذا الموقف مهنئا جلالتكم بذكرى الاستقلال التاسعة والستينّ تتجدد في خاطري معاني الفخر والاعتزاز بالأردنيين الهاشميين الذين ناضلوا وجاهدوا وواصلوا مسيرة العطاء والبناء والإصرار على البقاء شاعرين بمسؤولياتهم تجاه وطنهم حاملين راية المبادئ والقيم التي رسختها الثورة العربية الكبرى كادين وجادينّ في العمل والكفاح لتحقيق أسمى معاني الحرية ومتوجين هذه الحرية بالاستقلال التام.
لقد كان الخامس والعشرين من أيار بداية لمسيرة طويلة ورغبة عارمة في التخلص من الاستعمار بشتى أنواعه الفكري والسياسي والاقتصادي، كما كان داعما لبناء الدولة وإرساء دعائمها وظلّ الاستقلال حتى يومنا هذا علما يرفرف فوق دولة الهاشميين مؤكدا على تاريخهم المشرّف ونضالهم الطويل ومسيرتهم في العطاء والكفاح.
لقد أصبح الاحتفال بذكرى الاستقلال تقليدا سنويا يتأهب له الأردنيون ويحرصون على المشاركة فيه فهو تقويمهم المجيد الذي يربط ماضيهم بحاضرهم وحافز لهم لمواصلة مسيرة القائد في البناء والعطاء ليكون الأردن بلدا إنموذجا بين الدول يسوده القانون والعدل والاستقلال الوطني.
فضلا عن دور جلالتكم في الإصلاحات الشاملة وتوفير الأمن والأمان وترسيخ معالم الحرية والديمقراطية فالدور الكبير الذي يضطلع به جلالتكم كان شاهدا على ما حققتموه من إصلاحات في مجالات شتى ومن حرصكم على علاقات دولية متينة ترتكز على مبادئ وقوانين ومواثيق دولية هدفها الأول والأخير الحرص ثم الحرص على سيادة الأردن وهويته ومنعته وعلى دعم استقلاله حتى صار إنموذجا للعدالة الناجزة يحتذى به بين الدول.
واحتفاء بالاستقلال وعيده، اسمحوا لي يا سيدي أن أعرج على استقلال القضاء الذي تأكد في التعديلات التقدمية على الدستور حيث تقرر فيها استقلال القضاء واستقلال السلطة القضائية وأن المجلس القضائي هو صاحب الصلاحية والولاية على كافة شؤون القضاة وتنفيذا لذلك صدر قانون استقلال القضاء لعام 2014 ، حيث أكد أن القضاء مستقل والقضاة مستقلون ولا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون ويحظر على أي شخص أو سلطة المساس باستقلال القضاء أو التدخل في شؤونه وقد أكد المبدأ الدستوري أن المجلس القضائي هو صاحب الولاية على القضاة النظاميين والمشكل من القضاة بحكم مناصبهم.
وتعززت هذه الاستقلالية بإلحاق جهاز التفتيش القضائي بالمجلس القضائي بحيث تتحقق الرقابة الذاتية على القضاة من قبل أبنائه ضمن معايير موضوعية تتناول الأداء والالتزام والكفاءة والجدية للقضاة وبتقارير يومية ودورية ترفع للمجلس القضائي.
وإذا كان المجال يسمح يا صاحب الجلالة فإنني أنتهز هذه المناسبة فرصة لأبين سياسة واستراتيجية المجلس القضائي والأولويات التي يتبناها في إدارة مرفق القضاء وهي كالآتي :- – دعم القضاء بعناصر شابة من خريجي المعهد القضائي أو من المحامين المؤهلين والإشراف على تدرجهم ورعايتهم وتأهيلهم والإشراف على أدائهم وإلحاقهم بالمحاكم بعد اجتيازهم متطلبات التدريب والتأهيل.
وهذا الرافد للقضاء من العناصر الشابة يشكل الاستراتيجية الأساسية الدائمة للمجلس القضائي ويتوازى مع أن أي تشكيلات قضائية تقوم على أسس ومعايير موضوعية وعادلة أساسها الكفاءة والجدارة، مما سيبقي القضاء باستمرار خلاقا ومبدعا باجتهادات متطورة تتواءم مع معطيات العصر.
– إن رفع كفاءة الجهاز القضائي تمّ من خلال التعليم والتدريب المستمر وتوسيع مدارك المورد البشري من خلال برامج المعهد القضائي والمحاضرات والدورات الشاملة والمكثفة والإيفاد وتبادل الخبرات مع الدول الشقيقة والصديقة وفقا للاتفاقيات المعقودة معها أو اتفاقيات التوأمة بين محكمة التمييز ومحاكم التمييز المماثلة لتحقيق الغايات ذاتها وإنّ هذا النهج المستمر سيمكن القاضي من المتابعة والاجتهاد لتكون أحكامه متطورة ومبدعة وذات جودة عالية.
وإنّ من مقتضيات الفصل في القضايا في الوقت المناسب هو استحداث محاكم متخصصة وغرفا فيها من خلال قضاة مؤهلين في أنواع معينة من القضايا يتم ذلك باستمرار وفقا للمستجدات العلمية والعملية مما يحقق العدالة الناجزة والأحكام التي تتمتع بالجودة نتيجة التفرغ والتخصص.
مـــــــــــولاي، لقد كان دعم جلالتكم المتواصل للقضاء واستقلاله هو السند الذي يستوحي منه القضاء مسيرته ويصدر أحكامه باسم جلالتكم بعيدا عن أي مؤثرات أو محاباة أو تمييز وتمثل هذه الأحكام الحقيقة ورسالة العدالة وتساهم مع باقي أجهزة الدولة بتحقيق السلم الاجتماعي وإرساء العدل واللذين هما طريق الخير والرجاء والاستقرار والأمان.
وفي الختام، أرفع إلى مقامكم السامي باسمي واسم زملائي في المجلس القضائي والقضاة الأفاضل آيات التهنئة والتبريك ممزوجة بالفخر والاعتزاز بقيادتكم ولشعبنا الأردني العزيز أجمل التهاني والتبريكات، راجين المولى أن يوفقكم ويديمكم ذخرا لهذا البلد ويسدد على الخير خطاكم ويحفظ الأردن قيادة وشعبا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الملك والملكة وولي العهد في احتفال عيد الاستقلال الـ 69
13
المقالة السابقة