سقطت تدمر في سوريا، وقبلها سقطت الرمادي وتكريت في العراق بيد تنظيم “داعش”، وفيما تواجه فصائل الثورة السورية احتلال “حزب الله” في القلمون، فإن “داعش” يطبق عليها من الخلف بما يريح “حزب الله” الغارق في”فيتنام” جرود القلمون التي توازي مساحتها كل مساحة محافظة البقاع في لبنان: الحلف الموضوعي بين الاضداد، حيث ان “حزب الله” يستمد شيئاً من الشرعية من خلال وجود “داعش” ويستخدمه فزاعة حيث يريد، ويستفيد من هجماته ضد فصائل الثورة السورية. هكذا حصل في مخيم اليرموك، وهكذا حصل في العديد من المواقع في ريف حلب وصولا الى دير الزور، واليوم تدمر اذ يسلمها النظام لـ”داعش” في مرحلة يجري البحث فيها في المحافل الدولية عن مرحلة ما بعد الاسد. “ينهار” النظام بشكل مفاجئ في تدمر التي تمثل رمزية كبيرة في مجال التراث العالمي، والتي يمكن ان تحتل صدارة الاخبار على الشاشات العالمية بعدما خبر العالم تنظيم “داعش” في تدمير الارث التاريخي في العراق. وبدخول التنظيم المتوحش والمتخلف الى “لؤلؤة الصحراء” يأمل النظام والايرانيون اعادة وضع السؤال الصعب امام المجتمع الدولي: ماذا بعد بشار؟ “داعش”؟
يحدث هذا فيما تحقق فصائل الثورة السورية انتصارات كبرى في منطقة ادلب، وتقترب يوماً بعد يوم من منطقة الساحل السوريه المعقل العلوي، يضاف الى ذلك توالي اتحاد الفصائل في جميع المناطق من القلمون، الى حلب واخيرا في الجبهة الجنوبية التي تقع على تماس مباشر مع العاصمة دمشق.
ومثلما فعلوا في العراق عندما سلموا الشمال كله قبل عام، واليوم محافظة الانبار، يعمد الايرانيون والنظام الى تقديم حقن “منشطات” غير مباشرة لتنظيم “داعش” في محاولة لخلط الاوراق مع توالي الانهيارات في كل مكان، واستحالة تحقيق أي نصر جدّي بعد اليوم، أكان في القلمون حيث يعاني “حزب الله” أم في منطقة الجنوب كلها. فهل من المصادفة ان يتزامن الهجوم على تدمر، مع هجوم على الخطوط الخلفية لثوار القلمون خلال تصديهم لعدوان “حزب الله”، مع هجوم غريب على قرى درزية في محافظة السويداء؟
يبدو ان الايرانيين ومعهم النظام يلعبون آخر اوراقهم في سوريا، يحاولون فرض معادلة: اما بشار واما “داعش”! والحق انه ما دام بشار موجوداً، وما دام الايرانيون ووكلاؤهم مثل”حزب الله”يمعنون في اختراق قلب المشرق العربي، فان “داعش” لن يزول.
المعادلة بسيطة “داعش” يتغذى من ايران. ووكلائها في المنطقة، والعكس صحيح.
والسؤال: هل يستسلم النظام العربي الرسمي، والمجتمع الدولي لابتزاز طهران لهم باستخدام “داعش”، او يدرك كلا النظام العربي والمجتمع الدولي الفاعل ان القضاء على “داعش”يمر عبر اسقاط بشار نهائيا، واخراج ايران من سوريا، واضعافها في العراق؟