عروبة الإخباري – مرة سابعة يعود مسلسل “باب الحارة”، وهذه المرّة يغوص في إسقاط على الواقع الحالي للأحداث السورية،من زاوية الوطنية، وبالتحديد من خلال التعريج على “الفتاوى التكفيرية وبذور الإرهاب في المجتمع”، بحسب بطله عباس النوري.
وبحسب الفنانة صباح الجزائري فإنّ العمل يعالج موضوعات “الحبّ والمغامرة، الوطنية والخيانة، إلى جانب الكوميديا طبعا”. سيشهد الجزء السابع عودة مكائد “النمس” ودسائسه مع خفة ظلّه، وسيقع “معتز” في حبّ يهودية. في حبكة درامية تمزج التاريخ بالحاضر والوجدان بالواقع. رغم أنّ الخلطة كلّها لن تخرج عن كليشيه مواجهة أهالي “حارة الضبع”، بقيادة “أبو عصام”، الانتداب الفرنسي.يصور العمل نمط الحياة الحقيقية لأهالي دمشق في ثلاثينيات القرن الماضي، بالاعتماد على مَراجع تاريخية، بأسلوب النقد الذاتي واستخلاص العبر، وبحسب النوري: “قد لا يكفي أن نأتي بزعيم حارة شامية مُفترضة إلى جانب شيخها وكبارها لنُقدِّم مجتمعاً شامياً تقليدياً. فسيناريو من هذا النوع قد يحمل تجنّياً كبيراً على البيئة الشامية في القرن الماضي، بل لعلّه أكثر شبهاً بالمرحلة التاريخية الممتدة ما بين 1600 إلى 1700 ميلادية. لكنّه قطعاً لا يتّفق مع الفترة التي يتناولها العمل في النصف الأول من القرن العشرين، إذ إنّ عادات الناس كانت مغايرة”.
وحول ما يحمله الجزء السابع من عناصر تغيير عمِلت على الاستفادة من التجارب السابقة لتقديم رؤية مختلفة، يقول النوري: “على اعتبار أن المسلسل تجاوز حدود النجاح الجماهيري إلى ما هو أبعد من ذلك، بات لدينا اليوم مسؤولية إضافية تجاه الجمهور العربي العريض، خصوصاً إذا أردنا أن نبني على النجاحات السابقة لإحراز مزيد من النجاح. لذا سيعود “باب الحارة” في هذا الجزء إلى صميم الواقع، بكل حيثيّاته وأطياف مجتمعه وشرائحه وخصائصه الملوّنة والمميّزة، ما يزيد من تعلّق الجمهور به وبالبيئة الشامية إجمالاً”.وحول أفكار الجزء الجديد وخطوطه الدرامية، يوضح النوري: “سنجدُ أولاً تعزيزاً في مفهوم “التكافل الاجتماعي” بين مختلف شرائح المجتمع الشامي الذي تمثلّه “حارة الضبع”، وكذلك عائلات الحارات الأخرى. أما من الناحية السياسية، فتضيء الأحداث الجديدة على وقائع سياسية حقيقية شكّلت محاور تاريخية مفصلية في ذلك الزمن، كمعاهدة 1936 التي أسّست لاستقلال سورية، وهو ما كنا قد بدأنا بتسليط الضوء عليه في الجزء السادس من المسلسل. كذلك ستذوب الحارة أكثر في مُعترك الوطن ومعركته ضد الانتداب الفرنسي الذي سيسعى بدوره لفرض سلطته بمختلف الأساليب والوسائل. كل ذلك إلى جانب التأكيد على أن التنوّع الديني والمذهبي والاجتماعي والثقافي هو خير مُجسّد لعامل اللُّحمة الوطنية، ولا سيما عند مواجهة التحديات الكبرى”.وسيشهد العمل مفاجآت من العيار الثقيل ستظهر تباعاً. وشخصيات متجدّدة تعود للتألُّق، إلى جانب خطوط درامية مختلفة تنشأ مع ظهور حارات وشخصيات جديدة، لتضيف تلك العناصر مجتمعةً إلى العمل مزيداً من التشويق والإثارة والقرب من الوجدان والواقع، خاصةً مع احتدام المكائد إثر عودة شخصية “النمس”، التي يلعب دورها النجم مصطفى الخاني، بكل تناقضاتها وتعقيداتها وما تحمله في داخلها من شرّ ودهاء وحقد بموازاة خفّة الظلّ والحسّ الفكاهي، في ظل اشتداد المواجهة بين شرفاء حارة الضبع وقوات الانتداب.بموازاة ذلك يشهد العمل اتّقاد شرارة الحب بين “معتزّ” ابن “أبو عصام” الذي يؤدّي دوره وائل شرف، والفتاة اليهودية “سارة” التي تلعب دورها كندة حنا. فهي تعيش في “حارة اليهود” مع والديها “الحكيم موسى” الذي يلعب دوره جهاد سعد، و”حنّة” التي تلعب دورها أمانة والي. فهل سيتقبّل “أبو عصام” و”أم عصام” فكرة ارتباط ابنهما بفتاة يهودية؟ وهل تُبارك الحارة خروج أحد أبنائها عن عاداتها وأعرافها؟حول هذه القضية يقول عبّاس النوري: “كان هذا النوع من الارتباط موجوداً في الحياة الاجتماعية الشامية في ذلك الزمن، فهناك يهوديات أعلنّ إسلامهن، أو بقينَ على ديانتهن الأصلية وتزوجن من مسلمين”.
ويضيف النوري: “اليهود في سورية كانوا مشاركين حقيقيين في الحياة الاجتماعية، شأنهم شأن المسلمين والمسيحيين وكافة مكوّنات المجتمع، بل إن هناك حارات يهودية لا تزال قائمة في سورية، ولا ارتباط لأبنائها بالحركة الصهيونية إطلاقاً، فهم من مكوّنات الشعب السوري قبل أن يكونوا يهوداً”.ويختم النوري: “باب الحارة بجزئه السابع يحمل استنتاجاً مبكراً وقراءة متقدمة لموضوع الإرهاب الذي تتعرّض له بعض مجتمعاتنا اليوم، بما في ذلك ما يُعرف بـ”الفتاوى التكفيرية” وغيرها”.من جانبها توضح صباح الجزائري أنّها اشتاقت حقاً لمناداتها باسم “أم عصام”، وهو الاسم الذي أحبّته واعتادت على مناداة الناس لها به منذ بدء عرض “باب الحارة” في أجزائه الأولى.ورغم تحفّظها على أحداث المسلسل وعدم رغبتها في الخوض بتفاصيله قبل بدء عرضه على شاشة mbc، تؤكّد الجزائري أنّ “القصة هذا العام تتضمّن أحداثاً مفصلية، وتشويقاً أكثر من المتوقع، إذ ستحمل مُجريات العمل بذوراً لمتناقضاتٍ عدّة كالفرح والحزن، والحب والمغامرة، والوطنية والخيانة، إلى جانب البُعد الكوميدي أحياناً”.الجدير ذكره أنّ الجزء السابع من “باب الحارة” الذي سيعرض في شهر رمضان، من كتابة عثمان جحا وسليمان عبد العزيز، وإخراج عزام فوق العادة، وإشراف بسّام الملا.أما أبرز أبطال العمل فهم: عبّاس النوري، صباح الجزائري، أيمن زيدان، وفاء موصللي، ميلاد يوسف، وائل شرف، مصطفى الخاني، ميسون أبو أسعد، مرح جبر، علي كريم، شكران مرتجى، محمد خير الجراح، براء وفيق الزعيم، شادي زيدان، يامن الحجلي، وآخرين.