عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – ظلت ” باديكو ” شركة فلسطين للتنمية تحفر في الصخر وتؤكد على ان رحلة الالف .. بل المليون ميل لخدمة الاقتصاد الفلسطيني قد بدأت .. كانت الرحلة التي جرى تخيلها في عقول المؤسسين تحتاج الى العدة والراحلة والى العقول الصافية والوطنية المخلصة ..
اطلقت صافرة البداية .. كان ذلك عام 1933.. قبل عشرين سنة .. يومها تكلم البناة .. وادركوا ان عليهم ان يزرعوا تراب فلسطين حتى وان كانت تحت الاحتلال باشجار اقتصادية تخفف من وطأة الاحتلال وتقرب يوم الخلاص منه وتحفظ للفلسطينيين تحت الاحتلال امكانيات الصمود ورفض الاقتلاع وعدم الاستسلام للجوع والبطالة ..
للمسيرة تاريخ لابد ان يكتب لتدرك الاجيال ان مجموعة المؤسسين ومن آمن بفكرتهم او دعمها او ساهم فيها لم يتركوا الاحتلال يستمتع بخبرات الوطن الفلسطيني ويحتكرها وانما جعلوه حائرا امام قدرة البذرة الفلسطينية على النمو في صخرة الصمود واثبات صلابتها ..
عقدان من الزمان .. شعارهما العمل والوفاء .. العمل الجاد والمخلص والذين غير الكثير في عالم الواقع الصعب الذي عاشته وتعيشه فلسطين .. والوفاء لاولئك الذين ادركوا الفكرة ودعموها من المساهمين والذين ظل في خاطرهم انهم باموالهم انما يدعمون الوطن الفلسطيني ويحفظون سياجه ويصلبون ارادة اهله للاستمرار في المقاومة ..
يومها تحدث منيب المصري.. يبشر بالمولود الجديد وتكلم كما تكلم زرادشت ناصحا وموجها ومبشرا ونذيرا ليدرك الذين يتكلمون كثيرا انهم انما يمارسون الرطانة ويغمسون خارج الصحن . وان الوطنية في تجسيدها تقتضي ان تجعل مع الدعاء قليلا من القطران ..
باديكو .. جاءت بالقطران لمعالجة اشكال من جرب الاحتلال واشفت جوانب في الاقتصاد الوطني الفلسطيني بل جعلته حيا قابلا للنمو والتحديات مبشرا بغد افضل ..
بعد عشرين سنة من زراعة الاقتصاد الفلسطيني هاهي الثمار في حديث سمعناه امس الاول من على منصته للحضور في فندق الاردن حيث تشارك فلسطين من رام الله في حوار المساهمين لصيانة المكاسب وتطويرها ما بنته شركة فلسطين هو جزء من الاثاث الوطني .. هو الشرايين الاقتصادية في اقامة الدولة الفلسطينية العتيدة وتعجيل قيامها ..
جاء البناء مدماكا خلف مدماك .. حجرا حجرا .. وارتفع البناء وهاهو يشيخ .. كان عام 1993 البداية والانطلاقة وزراعة الامل .. وجاءت ولادة ثانية مباركة في العام 1995 حين قامت شركة الاتصالات الفلسطينية كاضافة نوعية في الاقتصاد الفلسطيني وتنميته والاستثمار فيه ..
وكان العام 1994 من قبل قد شهد ولادة شركة فلسطين العقارية التي قادت عملية التطوير العقاري ولانها رائدة واخذت على عاتقها اثراء الاقتصاد الفلسطيني وتنويعه والاستجابة لحاجاته فقد اقامت اول بورصة للقطاع الخاص في المنطقة فكانت سابقة اقتصادية لفتت الانتباه لان بورصات المنطقة رهينة القرار الاداري البيروقراطي الحكومي..
وواصلت شركة فلسطين انطلاقتها وتنويع منتجاتها الاقتصادية فكانت شركة فلسطين للاستثمار الصناعي فرعا باسقا من الشجرة الام القابضة على ايمانها في شركاتها المتعددة ومن الصناعية في نابلس انبثقت مرافق اخرى هائلة منها شركة دواجن فلسطين والتي شكلت اكبر شركة للثروة الحيوانية ..
لقد اخذت باديكو شكل الوطن .. وحفظته وبنت من اجله وتقمصت صورته ومثلته في اقتصاد وطني وظلت وفية لما عاهد عليه المؤسسون من افكار ومشاريع .. لقد آمنوا بالشفافية والمكاشفة وذكر الاخطار وكبقية التصدي لها . وكثيرا ما بينوا عذرهم حين لم تكن الارباح توزع مبررين ذلك حتى لا يدرج ذلك في باب التقصير لاسمح الله ..
وبدا العقد الذي وضع على رقبة الاقتصاد يتكامل فكانت حباته تنتظم الواحدة وراء الاخرى فكانت شركة الرهن العقاري وكانت شركة جوال التي عبرت عن التقدم والنضج وسد الحاجات والارتقاء بالمجتمع الفلسطيني ومصالحه وبذلك كانت جوال اول شركة اتصالات فلسطينية متخصصة في الاتصالات اللاسلكية ..
ثم ادارة المناطق الصناعية عام 1999 في غزة ؟؟ وكانت بذلك المنطقة الصناعية الاولى في فلسطين . وفي عام 2000 كانت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار تقدم فندق الانتركونتننتال في بيت لحم ليحمل نجوما خمسة ويشكل معلما مدهشا . وهذا قاد الى انطلاقة موازية في غزة حملت اسم المشتل ليطل فندق خمس نجوم اخر ويحمل اسم شركة المشتل للاستثمارات السياحية ..
ودخلت الشركة مجالات اخرى وجعلت عام 2006 يحمل جديدا حين احتوت شركة القدس للاعمار والاستثمار لتكون ذراع الشركة الام السياحي واتبعت ذلك عام 2010 بشركة فلسطين فكانت النكهة وكان التحدي والتفوق وتعظيم دور الزراعة ومكانتها حيث ظل الصراع ومازال على الارض ومن يفلحها وفي موازاة ذلك كان افتتاح فندق موفنبيك في رام الله بنجومه الخمسة وبسد الحاجات المتزايدة له ..
وفي سبيل التكامل والتطلع للتعاون وجعل الاقتصاد الفلسطيني أكثر رسوخا كان التعاون بين باديكو وغيرها ممن آمنوا بالاقتصاد الفلسطيني وقبلوا التعاطي معه رغم امراض الاحتلال .. فكانت ثمرة الشراكة شركة فلسطين لتوليد الطاقة والتي بدأت تعمل على انشاء اول محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في الضفة الغربية بطاقة (400) ميجاواط وبدأت الشراكات تتوسع لترجمة التوجه الاستراتيجي لشركة فلسطين في اقامة الفريق الاقتصادي الواسع بكل لاعبيه. فأطلقت شركة فلسطين عديد من المشاريع الاستثمارية العقارية والسياحية فانعقدت شراكات مع مجموعة الاتصالات ومع شركة بوابة اريحا للاستثمار العقاري وذلك عام 2011 ،حتى اذا ما جاء عام 2014 حتى اطلقت شركة فلسطين مشروع رابية القدس العقاري ليكون المشروع الاسكاني الاول لها ليلبي ويستجيب للحاجات الماسة للمواطنين الفلسطينيين في السكن في مدينة القدس ويجسد المشروع (22) بناية سكنية تطل على معالم المدينة المقدسة.
لقد جسدت شركة فلسطين بعدين الاول وطني يخدم تطلعات المساهمين والاخر اقتصادي استثماري يخدم في مردوده اموالهم المستثمرة ليعود عليهم بالفائدة ،ولذا تأتي الحوافز لتكتب رقما عن ما جرى توزيعه على المساهمين من ارباح اموالهم في عقدين من الزمن ليصل ذلك الى اكثر من 194 مليون دولار اضافة الى (40) مليون دولار على شكل اسهم جرى توزيعها اي ما مجموعه(334.1) مليون دولار،وذلك حتى نهاية عام 2013 وما زالت الارباح تتوالى رغم التحديات التي تحدث عنها في 18/5/2015 المدير التنفيذي النشيط والمواظب سمير حليلة في اجتماع الهيئة العامة.
هؤلاء الذين يقودون شركة فلسطين وهم ابطال وقادة حقيقيون لأنهم يترجمون تطلعات الشعب الفلسطيني في هذا المجال، ولأنهم يدركون أهمية ذلك فأموال صبيح المصري التي تصل الى أكثر من (16%) من رأسمال شركة فلسطين للتنمية .تضع على وجهه الابتسامة مهما كانت عوائدها وهي الابتسامة والرضى الذي لا يتأتى مع وصول ارباح أكثر من مصادر اخرى ومن جهات اخرى له فيها استثمارات في ارض عربية أو اجنبية،يستطيع منيب المصري رئيس مجلس الادارة ان يضع مستمعيه سواء كانوا مساهمين او مراقبين في صورة سينمائية دقيقة وهو يشرح الحال وحجم التحدي والاحساس الغامر بالتفوق من خلال البقاء والاصرار على العمل وهم إذ يفوضونه كمساهمين في ذلك ،فلأنهم يدركون قدرته على توصيل ما يرغبون وما يحسون به وقدرته على جمع شتات الاستثمار في المنفى وكيف يمكن ايراد الحب الى طاحونة الوطن ليرى فيه الفلسطينيون خبزا وزيت زيتون وزعتر.
نعم نجحت الشركة حين تولى ابناء فلسطين حراثة حقل الاقتصاد فكان الحس الوطني والنفس الوطني وكانت التفاعلات مع الظروف الصعبة والصمود وقبول التحديات.. وكانت النتائج المبشرة بداية عام 2015 والامساك على جمر التحدي الذي يمثله الاحتلال بارادة صلبة .. كلمات المدير التنفيذي ما زالت في اذني حين اكد سمير حليلة قائلا ماضون مهما كلف الامر.. كنا نصعد بداية العام 2015 وها نحن ننزل لكننا سنبقى على تماس مع هذا الوطن في بناء اقتصاده..
تدخل باديكو عقدها الثالث وهي اكثر جمالا وخصبا وحولها ومعها نفر من المخلصين رحماء على اقتصادهم الوطني اشداء في مقارعة الاحتلال على طريقتهم .. فليكن لهم الشكر دائما..
منظر لمدينة القدس من شرفة مبنى باديكو القابضة في رام الله