عروبة الإخباري – استذكر رئيس الوزراء الاسبق العين سمير الرفاعي في الذكرى الخامسة والستين للنكبة، “قوافل الشهداء والتضحيات الجسيمة، والبطولات الخالدة، الحيّة في ضمائر أجيالنا، ووحدة الدم الأردني الفلسطيني”.
كما استحضر الرفاعي في كلمة ألقاها في مخيم إربد الثلاثاء، “بطولات الجيش العربي المصطفوي، ووقفته الخالدة على أسوار القدس وفي اللطرون وباب الواد”.
وقال الرفاعي، إنه “أمام التحديات الجسيمة، التي تواجه اليوم المشروع الوطني الفلسطيني، ومع ما تشهده المنطقة من تحولات وصراعات دامية، ينبغي التمسك أكثر فأكثر بأولوية القضية الفلسطينية، وبالحل الشامل، المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ومرجعيات العملية السلمية، وبالأساس بوحدة الصف الفلسطيني؛ فالأيام القادمة قد تكون حاسمة في مستقبل القضية المركزية”.
وتالياً كلمة الرفاعي:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والتسليم على خاتم الأنبياء، النبي العربي الهاشمي الأمين، وعلى آل بيته وصحبه أجمعين
أصحاب المعالي والسعادة،
عطوفة المحافظ و الأخوة الضيوف،
رئيس لجنة خدمات مخيم إربد،
الوجهاء والشيوخ الأفاضل،
الأخوة الشباب،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛
فأرجو أن تسمحوا لي ابتداء، ان أتقدم بالشكر والامتنان، للأخوة الكرام أعضاء لجنة فلسطين النيابية، وللأخوة في لجنة خدمات مخيّم إربد، على إتاحتهم المجال أمامي، للقاء هذه الوجوه الكريمة، ونحن نستذكر اليوم، جرحا ما زال نازفا، وألما حاضرا، في الذكرى الخامسة والستين، للنكبة، وبدء المعاناة الفلسطينيّة، وعجز المجتمع الدولي، عن إحقاق الحقوق، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وفي هذه اللحظة، نستذكر، بمزيد من الفخر والاعتزاز، قوافل الشهداء والتضحيات الجسيمة، وتلك البطولات الخالدة، الحيّة في ضمائر أجيالنا، ووحدة الدم الأردني الفلسطيني، منذ روى الشهيد الشيخ كايد المفلح العبيدات الثرى المبارك، كأول شهيد عربي، دفاعا عن فلسطين، في القرن العشرين. ونستحضر بطولات الجيش العربي المصطفوي، ووقفته الخالدة على أسوار القدس وفي اللطرون وباب الواد، ونستذكر كل شهيد، عربي، فلسطيني وأردني، طيلة عقود النضال المقدّس، أنار لنا الدرب وأبقى القضية الفلسطينيّة حيّة نابضة في الضمائر والعقول وفي الجهد والعمل.
وقبل كل شيء، نقف إجلالا وإكبارا لشهيد الأردن وفلسطين، المغفور له الملك المؤسس عبدالله ابن الحسين، ولجهود وجهاد سادة آل البيت الأطهار منذ الحسين بن علي إلى الحسين ابن طلال، رحمهم الله جميعا. وها هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يواصل حمل الأمانة في أصعب اللحظات الإقليمية، وفي زمن الانهيارات والتحولات، وقد استطاع بمواقفه الشجاعة وجهده الدؤوب أن يحمي المقدسات، وأن يقف سدّا منيعا، في وجه مؤامرة التهويد، يلتف حول لوائه الأردنيون جميعا، وهم يحافظون على الأردن قويا، مستقرا، آمنا، وسندا للأشقاء الفلسطينيين، ومدافعا عن حقوقهم التاريخية.
الحضور الكريم،
لم تكن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن، في أي يوم من الأيام، قضية خارجية. بل هي، على الدوام، قضية وطنية أردنية، تتصدر أولويات السياسة الأردنية.
وفي غمرة الأحداث الكبرى، التي شهدتها منطقتنا خلال السنوات الأخيرة، كانت البوصلة الأردنية تشير، دوما، نحو القدس، لا تحيد عنها، وبقيت النكبة حاضرة في وجداننا الجمعي؛ لا كذكرى، ولكن، بوصفها عنوانا لمأساة مستمرة، ونضال يتجدد، وإصرار على الحقوق المقدسة.
لقد واجهت القضية الفلسطينية، خلال السنوات الخمسة الماضية، خطر التهميش وتراجع الأولويّة، ليس فقط على سلم اهتمامات المجتمع الدولي، ولكن، أيضا، على أولويّات الأمن القومي العربي. واستثمرت إسرائيل الفرصة، في محاولة فرض وقائع جديدة على الأرض، من خلال جملة من الإجراءات الأحاديّة، استندت أوّلا، إلى ضعف الواقع العربي، وبالاستفادة من الانقسام الفلسطيني.
وأوشكت الإجراءات الإسرائيلية، العدوانية، في القدس الشريف، أكثر من مرة، أن تقود إلى انفجار كبير، وإعادة خلط للأوراق. لولا أن كان لجهد جلالة الملك المباشر الأثر الكبير في إضاعة الفرصة على الإسرائيليين باستثمار اللحظة الإقليمية المعقدة. ووجد اليمين الإسرائيلي نفسه مرة أخرى أمام حائط صلب، دفعه للتراجع عن إجراءاته وسلوكه.
وتزداد الطروحات والبرامج والسياسات لليمين الإسرائيلي الحاكم خطورة، وتهدد بالعودة للتصعيد، ومن المؤكد أن ذلك اليمين المتطرف سيدفع أكثر فأكثر باتجاه تعطيل التسوية، وتجميد المفوضات، والبحث المستمر عن أزمات تدعم أجندته العدوانية. وهو ما يدعونا للمزيد من الوحدة والحذر، والعمل الواعي، على تأكيد الحقوق، ورفض أي تنازل.
الأخوة الحضور،
أمام التحديات الجسيمة، التي تواجه اليوم المشروع الوطني الفلسطيني، ومع ما تشهده المنطقة من تحولات وصراعات دامية، ينبغي التمسك أكثر فأكثر بأولوية القضية الفلسطينية، وبالحل الشامل، المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ومرجعيات العملية السلمية، وبالأساس بوحدة الصف الفلسطيني؛ فالأيام القادمة قد تكون حاسمة في مستقبل القضية المركزية.
ومع الذكرى السابعة والستين للنكبة، والتهجير القسري، ما زالت مفاتيح العودة، بأيدي أصحابها الشرعيين، وسيبقى الأردن، بقيادته المعطاءة وشعبه الأبي، خير سند وعون، وشريكا للأشقاء الفلسطينيين، في نضالهم الشجاع لاستعادة حقوقهم، وبناء دولتهم المستقلة السيدة، على التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف.
أكرر الشكر، للأخوة القائمين على الإعداد والتنظيم لهذا اللقاء.
وأسأل الله تعالى أن يحفظ الأردن و يحفظ فلسطين، وأن يديم علينا نعمة الحكم الهاشمي الرشيد، في ظل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته