عروبة الإخباري – شن نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، هجوماً لاذعاً على نظام الأسد وإيران التي اتهمها بالوقوف وراء قرار اغتيال رفيق الحريري، فيما كان نظام الأسد مجرّد منفّذ، مؤكداً أن“حزب الله لا يُمكنُه أن ينفذ جريمة بهذا الحجم من دون قرار إيراني مباشر”.
ورأى أن مقتل رستم غزالي” هو نتيجة أمور يُخشى أن تتسرب حول اغتيال الحريري في هذه الظروف، التي يواجه فيها النظام السوري أسوأ حالاته بعد سلسلة الهزائم التي مُني بها في محافظة إدلب”، معتبراً أنه “أصبح على حافة الهاوية”، وأنّ المعركة ضد المعارضة يقودها ضباط إيرانيون، فيما سجل تراجعٌ لدور “حزب الله”، وظهر ذلك جلياً في آخر إطلالة تلفزيونية لحسن نصرالله التي بدا فيها كالدجاجة.
وأثنى على قرار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الدفاع عن اليمن واستقرار الخليج.
وأكد خدام في حوار مع “إيلاف”، أن غزالي كان أحد الأيدي السود في النظام السوري، حيث استُخدم في جرائم عديدة. ورفيق شحادة هو أيضاً من متقاعدي الحرس الجمهوري، وهذا في كل الأحوال يُعطي تفسيراً أن هناك أمورًا يُخشى أن تتسرب في هذه الظروف، التي يواجه فيها النظام أسوأ حالاته، متسائلاً: لمصلحة من تأتي عملية قتل رستم غزالي؟ وما هي الصيغة التي تربط الشخصيتين؟ ولماذا توجه رفيق شحادة إلى منزل رستم غزالي لقتله؟ وهل هناك علاقات معينة بينهما هي محل خلاف، أم أن هناك من دفع رفيق شحادة الى القيام بالإغتيال خوفاً من تسرب معلومات يملكُها رستم غزالي، الذي كان من العناصر المشاركة في جريمة اغتيال رفيق الحريري، أو التي كانت تُعطي تقارير يومية حول وضع رفيق الحريري وتحركاته داخل لبنان.
أضاف: لم تكن هناك صلةٌ تجمعني برستم غزالي، حتى عندما كان في لبنان وكنت أنا مسؤولاً عن الملف اللبناني، لأنني كنت آنذاك على تواصل مع غازي كنعان والعماد حكمت الشهابي بتوجيهات من الرئيس حافظ الأسد. حتى الآن لم تصدر أي معلومات من أقرباء رستم غزالي إن كان قُتل أم لا يزال حياً.
ولاحظ أن رحيل غزالي مرتبط بسياق الكشف عن سلسلة معلومات تتعلق بوضع النظام السوري، ومن ذلك وضع علي المملوك، الذي لا يتحرك قيد شعرة واحدة إلا بتعليمات من بشار الأسد، فهو ليس شخصية حديدية، بل شخصٌ جيء به إلى المخابرات لأنه مطواع.
ونفى وجود معلومات لديه عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع المتواري عن الأنظار، مشيراً إلى أن غزالي والمملوك والشرع لا يخاف منهم بشار الأسد، لأنه يعلم أن لا احد منهم لديه القدرة على إيذائه.
وقال: لو كانت المحكمة الدولية جادة في المحاسبة لاستدعت بشار الأسد بعد مقتل الرئيس الحريري وفتح باب المحكمة».
ولفت الى أن التحقيقات السابقة وصلت إلى نتيجة، وكان المحقق الأول في جريمة إغتيال الحريري قد بدأ بوضع قرار الإدانة، ولكن حدثت تدخلات دولية دفعت بالمحقق الأول الى الإستقالة وجيء بمحقق آخر، وبدأت الأمور آنذاك بالإتجاه الذي يُبعد بشار الأسد عن الجريمة، ولكن لدى لجنة التحقيق الأولى معلومات كافية تدين بشار الأسد في جريمة إغتيال رفيق الحريري. وقد أعطيتُ ما لديّ من معلومات كانت كافية لإدانة الرئيس السوري، والمحكمة تمسكت بأنها تُحاكم الأشخاص الذين نفذوا من دون محاكمة الدافع أو الموجه الأساسي. الأشخاص الذين نفذوا هم عناصر من حزب الله، وعلى ما يبدو عناصر أخرى يعملون مع النظام في سوريا، فجريمة الإغتيال كانت عملية سياسية كبيرة. في سوريا، هناك حاكم ليس هو صاحب القرار، لأن صاحب القرار موجودٌ في طهران وليس في دمشق.
أضاف: هل يتحرك حزب الله من دون قرار إيراني؟ هل يصدق أحد أن “حزب الله” يرتكب مثل هذه الجريمة من دون قرار إيراني؟ بماذا انتفعت إيران من إغتيال رفيق الحريري؟.
تعتبر إيران أن رفيق الحريري موالٍ للسعودية ويجمع المسلمين السنة في لبنان حوله، وهو يمنع حزب الله من الإستيلاء على لبنان. الأسد على حافة الهاوية، إلى ماذا تشير سلسلة الهزائم التي لحقت بالنظام السوري في محافظة إدلب؟ تشير إلى إنتصارات الثوار في سوريا، وإلى أن بشار الأسد أصبح على حافة الهاوية.
وعما اذا كانت الإنتصارات التي حققتها المعارضة في سوريا هي نتيجة إنشقاقات داخل المؤسسة العسكرية أم نتيجة ما يتردد عن حلف سعودي- قطري- تركي لمساعدة “جيش الفتح”، قال: لا يُمكنُ الحديثُ أبداً عن انشقاقات، إنما جيش النظام تعب ولحقت به خسائر كبيرة، وبالتالي لم يعد العسكري يقاتل كما كان يقاتل منذ أربع سنوات وقد تطورت أيضاً إمكانيات المعارضة السورية، والمقاتلون السوريون نالوا قسطاً كبيراً من التدريب، وتماسكوا وحققوا إنتصارات في إدلب والغاب وحلب، وأعتقد أن هذه السلسلة ستستمر حتى تشمل كل سوريا.
وأوضح أن هناك تقارباً تركياً سعودياً – خليجياً، وقد أخذت المملكة العربية السعودية موقفاً لم يأخذه قائد عربي منذ سنوات وتمثّل بحمل السلاح للدفاع عن اليمن وعن مصيره وعن أمن دول الخليج واستقرارها. هذا القرار الذي اتخذه الملك سلمان بن عبد العزيز يعتبر قراراً تاريخياً سيُسجل له في التاريخ على أنه كان أحد كبار زعماء العالم العربي في هذه المرحلة. نحن السوريون واثقون بأن الممكلة العربية السعودية وأشقاءها في الإئتلاف العربي لن يتخلوا عن سوريا، وسيساعدون الشعب السوري على تحقيق الإنتصار والخلاص من الظلم والإضطهاد.
وأشار الى أن “حزب الله كان في حلب والقلمون حيث واجه مقاومة شديدة ومُني بخسائر كبيرة خلال المدة التي كان يتصارع فيها مع الثوار، وهذا ما أدى إلى تراجع في دوره، وهو أمرٌ ظهر جلياً في إطلالات حسن نصر الله، بحيث بدا في آخر إطلالاته التلفزيونية مثل الدجاجة بعدما كان يظهر كعنتر. أما إيران، فهي لا تستطيع أن ترسل قوة أكبر مما هو متواجد اليوم داخل سوريا. حزب الله تعب والمجموعات الإيرانية لم تستطع أن تحقق أي إنجاز، وبالتالي إيران سترحل قريباً من سوريا”.
وشدد على أن النظام السوري لا يقود المعركة داخل سوريا، وإنما ضباطٌ إيرانيون، وهم يخططون ويدربون ويقودون. إيران ارتكبت خطيئة كبرى بالتورط في سوريا وسينعكس مصير النظام السوري على كل من لبنان والعراق، معتبراً أن الزعماء اللبنانيين أخطأوا في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه إذا كانوا يريدون رئيساً يرضى به “حزب الله” والنظام السوري، فذلك لن يُرضي أكثرية اللبنانيين، وهؤلاء الزعماء يتحملون مسؤولية عدم انتخاب رئيس، متسائلاً لماذا لا يجتمعون؟ هل هو خوفٌ من حزب الله؟.