عروبة الإخباري – اكدت الباحثة الاميركية في مشروع استدامة الارث الثقافي بمشاركة المجتمعات المحلية(تشيب) الدكتورة ايرين أديسون على اهمية اشراك المجتمعات في مشروعات التنمية وخصوصا تلك التي تتعلق باستدامة الارث الثقافي لتهيئة الفرص السياحية التي تعمل على ايجاد فرص عمل فيها.
وقالت الدكتوره أديسون في محاضرة القتها مساء امس الاربعاء، في “المركز الاميركي للابحاث الشرقية” في عمان، ان الاردن يزخر بعدد كبير من المواقع الاثرية التي تعد مصدرا مهما للارث الثقافي ولم تحظ بالاهتمام الكافي وتقع فيما يسمى جيوب الفقر خارج العاصمة عمان الا ان مجتمعاتها المحلية غير مهيئة للاستفادة من الفرص السياحية المتوفرة فيها.
وبينت ان المشروع يهدف الى تمتين العلاقة بين المجتمعات المحلية والمواقع الاثرية المحيطة بها من خلال تطوير وبناء مهاراتهم وقدراتهم في المحافظة على ارثهم الثقافي، كما يهدف لبناء مجتمع متكامل يضم خبراء واكاديميين ومتخصصين في المحافظة على هذا الارث بالاضافة الى متخصصين في مجال السياحة وتنمية المجتمعات المحلية.
وعرضت خلال المحاضرة عددا من المشروعات التي نفذها المشروع او يقوم بتنفيذها وابرزها “مشروع تطوير والمحافظة على القسطل” و”مشروع اعادة استخدام المياه العادمة في وادي موسى/سد الاحمر” و”مشروع اعادة احياء المدينة القديمة في معان”.
ولفتت الى ابرز العقبات الاساسية التي تحول دون نجاح تنفيذ مشروعات من هذا النوع ومنها افتقار القائمين على المشروع من تفهم لتلك المجتمعات وثقافتها وقيمها ولاقتصادياتها المحلية، مشيرة الى انه من ابرز الاسباب التي حالت دون نجاح مشروعات من هذا النوع في الماضي، تعددية الجهات اصحاب القرار وتداخلها ومصالح بعض الفئات واستبعاد الاصوات المحلية في عملية صنع القرار وغياب الحضور المجسد والفعلي لمراقبة تلك المشروعات وتنفيذها ومتابعتها، وعدم توفر ابحاث تتعلق بالسوق لمعرفة الجدوى الاقتصادية وايجاد فرص العمل وعدم توفير فرص تدريبية في تلك المجتمعات للولوج الى الاعمال التجارية، وتسيد عقلية تحقيق “المكاسب السريعة” وغياب الشفافية.
ودعت الى ضرورة اعادة بناء الثقة عند تلك المجتمعات لا سيما فيما يتعلق باطلاعهم على آليات الانفاق على المشروعات ومردودها عليها بشفافية، مثلما دعت إلى تنفيذ مشروعات صغيرة محددة وواضحة الاهداف، والبناء على النجاحات الإضافية، وتدريب المرشدين والسكان المحليين في تلك المواقع وكيفية المحافظة عليها وحمايتها وصيانتها، ودمج المجتمعات المحلية على مستوى الاردن مع تلك المواقع من خلال تحفيز الرحلات السياحية اليها لا سيما الرحلات المدرسية.
ودعت إلى جعل الموارد التراثية الثقافية واضحة، مقروءة للزائر من خلال توفير لافتات للوصول الى تللك المواقع والامكنة، وتوفير المرافق الأساسية للزوار مثل الحمامات، وأماكن للجلوس، والظل والغذاء والماء.
يشار الى ان مشروع استدامة الارث الثقافي بمشاركة المجتمعات المحلية، يعمل بالتعاون مع وزارة السياحة والاثار ودائرة الاثار العامة مدته أربع سنوات يعمل على تمتين العلاقة المتبادلة بين المواقع الأثرية المهمة والمجتمعات المضيفة لها من خلال بناء وتطوير مهارات السكان المحليين في صونهم لتراثهم الثقافي.
ويهدف إلى بناء قدرات المجتمعات المضيفة في المواقع الاثرية سياحيا والمحافظة على تلك المواقع ، وتوفير فرص العمل وإقامة المشروعات الصغيرة وربطها عضويا بالموقع والمورد التراثي الثقافي في تلك المجتمعات.