عروبة الإخباري – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أحزاب المعارضة في البلاد وقفت جنبا إلى جنب مع “الكيان الموازي” ـ الذي تتهمه الحكومة بالتغلغل في مؤسسات الدولة والسعي للسيطرة عليها، في تطور لافت، يضع خلاله الرئيس التركي، جميع قوى المعارضة في دائرة الاتهام.
وأضاف أردوغان في كلمة أمام حشد كبير في مدينة طرابزون شمال شرق البلاد، أن الأحزاب المعارضة لا تعمل من أجل خدمة الشعب التركي، بل وقفت في صف مهاجمي معتقدات وتاريخ وثقافة وقيم الشعب.
ويمثل الهجوم الشرس من قبل أردوغان على أحزاب المعارضة من دون أي استثناء، تمهيدا للهدف الذي سبق للرئيس إعلانه بقلب نظام الحكم إلى رئاسي ليستأثر وحده بالسلطات كافة، بعد تحييد المعارضة واتهامها صراحة بالعمل على تقويض البلاد.
وأشار الرئيس التركي أن الانتخابات النيابية التي ستجري في السابع من شهر حزيران/يونيو المقبل، تحولت إلى انتخابات بين فئة تسعى لإنشاء تركيا الحديثة وفئة أخرى تعمل على الإبقاء على تركيا القديمة، مشيرا أن النظام الرئاسي والدستور الجديد ضرورة كبيرة للبلاد.
وأكد أردوغان على عزيمة البلاد على عدم الانحناء أمام الكيان الموازي الذي، قائلا: “نحن لم ننحن إلا لله، ولن ننحني لغيره”.
وتصف السلطات التركية جماعة “فتح الله غولن” – المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ 1998 – بـ”الكيان الموازي”، وتتهمها بالتغلغل داخل سلكي القضاء والشرطة، كما تتهم عناصر تابعة لها باستغلال مناصبها، وقيامها بالتنصت غير المشروع على مسؤولين حكوميين ومواطنين.
ويرى مراقبون بتصريحات أردوغان الأخيرة، منحى خطيرا، فيه دلالة واضحة، على المجاهرة بالعداء للمعارضة، وانزلاق تركيا نحو الدولة البوليسية الخالصة، بعد أن شمل أردوغان كل معارضيه باتهامات خطيرة قد تصل عقوبتها بحسب القوانين المرعية إلى السجن المؤبد.