عروبة الإخباري – قال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي “انه لم يعد بالإمكان في هذا العصر العودة إلى الأساليب القديمة والتغني باستقرار مفروض بعنف الدولة و بالبوليس”، معربا عن استغرابه “أن يعاد الآن في مصر نفس النموذج “.
جاء هذا في كلمته خلال افتتاح أعمال منتدى الدوحة الذي انطلق فعالياته مساء أمس بفندق سيراتون الدوحة، بحضور نائب الأمير الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير ومعالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة ال ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بقطر.
واعتبر المرزوقي في كلمته هذه الفترة التي نعيشها حاليا بالمنطقة “هي فترة من مرحلة اللااستقرار وهي مرحلة باهظة الثمن باهظة التكاليف إنسانيا وسياسيا واقتصاديا”، ولكنه اعتبرها “ضرورية للقطع مع استقرار مزيف والمرور إلى استقرار حقيقي “.
وبين أن “الاستقرار المزيف هو الذي حاولت الدولة العربية الكلاسيكية فرضه على شعبها وعشنا في تونس نموذجا مرعبا منه دولة بوليسية أحكمت الغطاء على المجتمع “.
وبين ان هذا ” النموذج هو الذي أدى إلى نوع من الاستقرار المزيف حيث تسقط المعارضات وبحجة مقاومة الإرهاب ، ونحن نعرف أن الاستبداد يتغذى من الإرهاب، والإرهاب يتغذى من الاستبداد، وكلاهما وجهان لقطعة النقد نفسها.
وتابع: ” بالتغطية على نهب الثروات والتوزيع الظالم لها ، فإننا نرى إحكام غطاء القمع على شعب أعزل وصمته يوحي بأننا في استقرار، والواقع أنه استقرار المستنقعات واستقرار المقابر”.
وأعرب عن استغرابه ممن يتحسرون على الثمن الذي يدفعه الشعب السوري للمرور من الاستقرار المزيف إلى الاستقرار الحقيقي.
وقال في هذا الصدد : “لا أفهم تحسر البعض الأطراف على الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب السوري للانتفال من تلك الفترة (…) للتخلص من هذا الاستقرار المزيف فإن الشعب السوري يدفع هذا الثمن ليمر للاستقرار الحقيقي والحرية الحقيقية”، معتبرا أنهم لم يكن امامه خيار.
وأردف: “كذلك انا أستغرب ممن لم يفهموا الدرس وانه لم يعد بالإمكان في هذا العصر العودة إلى الأساليب القديمة والتغني باستقرار مفروض بعنف الدولة و بالبوليس”.
وتابع: ” واستغرب أن يعاد الآن في مصر نفس النموذج والحال أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج والعاقبة معروفة أي انفجارات رهيبة ربما تكون أعنف مما عرفناه ودور العقلاء اليوم هو وقف هذا التوجه نحو إعادة إنتاج نفس النموذج الذي أدى إلى إنتاج نفس المصائب لأننا كلنا نعرف خصائص الاستقرار الحقيقي”.
وبين أن الوصفة الحقيقية للاستقرار الحقيقي هي الحوكمة الرشيدة أي النظام الديمقراطي وهي بالأساس التنمية العادلة التي توزع الثروات وتقلص من الفوارق الطبقية والتوليفة الإقليمية التي تسمح بالتعاون في قضايا الأمن والتبادل التجاري.
وقال المرزوقي أن المنطقة حاليا “في المرحلة العصيبة ما بين الاستقرار المزيف والاستقرار المنشود وهذه المرحلة العصيبة فيها قوى الدمار وقوى البناء ، قوى الدمار تدفع بنا إلى ما نشاهده الآن من العنف المستشري في وطننا العربي، ولكننا في نفس الوقت هناك قوى تخلق وتبدع سوف تدفع بنا إلى الاستقرار الذي ننشده”.
واعتبر ان هنالك “هناك صراع بين قوتين والقوة التي ستنتصر هي القوة التي ننتصر له نحن”.
واعرب عن ثقته في أنه “بداخل شعوبنا قوة جبارة تدفع إلى الاستقرار الحقيقي المبني على الحوكمة الرشيدة، هناك حركة تاريخية تدفع بنا لهذا”.
وأشار إلى ان ” جيل الاباء والأجداد كانت مهمته الاستقلال وجيلي الوسيط كانت مهمته نضال من اجل الديموقراطية وجيل الأبناء هو الذي سينبي الاستقرار الحقيقي هو سيبني اتحاد الشعوب العربية المستقلة و اتحاد الشعوب العربية والدول الديموقراطية المستقلة التي سنحتل فيه مكاننا في التاريخ”.
وكان الرئيس التونسي قد استهل كلمته في افتتاح منتدى الدوحة بتوجيه الشكر لقطر وأميرها وشعبها، الذي أكد أنها دعمت بلاده على مدار السنوات الماضية، دون أي وجو ضغوط سياسي، في أمر اعتبره “نادر” في العالم.
وقال المرزوقي في كلمته: ” في البداية اسمحوا لي أن اشكر باسمي واسم الأغلبية الساحقة من الشعب التونسي سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لأننا وجدنا فيهما وفي الدولة القطرية و الشعب القطري طيلة هذه السنوات الدعم والإخوة والمحبة وذلك بدون أي خلفيات وبدون أي ضغوط سياسية وهذا أمر نادر جدا وبالتالي علي ان انوه به”.
لمشاهدة الفيديو اضغط على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=0_1TFqaaybo