عروبة الإخباري – أعلن وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر أول من أمس أن تدريب نحو 90 عنصرا ممن أسمتهم وزارة الدفاع “البنتاغون” بـ”القوات السورية الجديدة”، “بدأ”، وأن تدريب المجموعة الثانية “سيبدأ خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.
وتحدث كارتر بمعية رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، في مؤتمر صحفي خصص للإعلان عن بدء التدريب، قائلا ان برنامج التدريب “هو جزء مهم ومعقد من جهودنا لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي”، مشيرا إلى أن التدريب سيخصص لمن أسماهم “أفرادا تم فحصهم بشكل دقيق للغاية، ومن قبل مدربين ذوي خبرة كبيرة، وأن التدريب يجري في موقع آمن”.
وعن هذه القوات السورية الجديدة، أوضح بيان صادر عن زارة الدفاع الأميركية حول حيثيات المؤتمر الصحفي، وحصلت “الغد” على نسخة منه، أن كارتر ذكر ان المتدربين كانوا ضمن البرنامج منذ فترة طويلة، وتمت خلال هذا الوقت عملية تجنيدهم وفحصهم.
كما بيّن كارتر أن التدريب يأخذ بعض الوقت، وانه بعد ذلك “سيتم إدراج هؤلاء المتدربين في العمليات، وكذلك سيتم ادراج المتدربين الجدد، الذين سينخرطون في البرامج القادمة”، معبرا عن أمله بأن يبقى هذا البرنامج “مستمرا بالاتساع بمجرد أن يثبت نفسه”، فيما قال انه “شخصيا يعتقد ان البرنامج بالفعل سيثبت قدرته”.
وأكد أن هؤلاء العناصر، يتم تدريبهم وتجهيزهم “خصيصا للاشتباك مع داعش”، مضيفا أن “هذا هو الهدف، وهذا هو الأساس الذي يقوم عليه فحصهم وتدريبهم”، وأن البرنامج الأميركي هذا “لا يهدف الى جعل القوات السورية الجديدة هذه، تشتبك مع قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد”.
وبخصوص الاشتباك مع “داعش”، قال انه “يجري إيفاد المتدربين لهذا الغرض، وان هذه هي المهمة الرئيسية، وهي أحد الأسس التي ينضم على أساسها هؤلاء العناصر في البرنامج بالدرجة الأولى”.
اما في حال قامت قوات الأسد باعتراض هذه القوات السورية الجديدة التي يجري تدريبها، فأوضح كارتر ان وزارة الدفاع الأميركية، “ستكون عليها بعض المسؤولية تجاه القوات المدربة”، لكنه اشار الى انه “لم يتحدد بعد مدى هذه المسؤولية وقواعد الاشتباك”.
وقال إنه الى جانب التدريب، فإن أولئك الذين يشاركون “سيحصلون على تعويض وعلى أسلحة صغيرة”، مضيفا أن بلاده “تتعرّف على ما هو أفضل تدريب وما هو أفضل موقع أولي لنشر القوات”، كما توقع أن يكون البرنامج “ناجحا”، و”أن ينمو”.
من جانبه قال ديمبسي، إن “نمو البرنامج سيكون بطريقة مدروسة”، ووصفه بـ”المعقد جدا”، وأنه “لن يكون سهلا”، مؤكدا أنه “جزء واحد، وعنصر واحد، من نهج أوسع من ذلك بكثير”.
واعتبر أن “استقرار نظام الأسد يمكن أن يكون أمرا يؤخذ بالاعتبار أثناء سير البرنامج التدريبي، لأن نظاما غير مستقر من شأنه أن يشكل تحديات جديدة”.
وأشار الى انه “قبل عامين، كان الأسد في وضع ظننا انه غير مؤات، وأن المعارضة كانت تكسب، وبعد ذلك انقلب الوضع لفترة من الزمن، لذلك مررنا بتفكير صارم لما يعنيه هذا”.
وبخصوص استراتيجية مكافحة “داعش”، قال ديمبسي إنه “بالنسبة لسورية، فقد يعني الأمر المزيد من عدم الاستقرار إذا تم نقل السلطة بطريقة متهورة، وقد يؤدي هذا الى تفاقم الأزمة الإنسانية”.
وأضاف “بالنسبة لنا ولاستراتيجيتنا في مكافحة “داعش”، فإن الديناميكية لن تتغير، ولا يزال أمامنا التحدي الأساسي لإيجاد رجال من المعارضة السورية المعتدلة، ليتدربوا على أن يكونوا ذوي تأثير للاستقرار، مع مرور الوقت”.
على الصعيد الدبلوماسي، قال ديمبسي إن هناك مسألة “العثور على معارضة سورية معتدلة لإقامة الهيكل السياسي الذي ستسجيب له القوة العسكرية التي نبنيها”.
وأكد أن التحديات “لن تتغير بالنسبة لوزارة الدفاع، ولكنها ستجعل الوضع في سورية أكثر تعقيدا”، معبرا عن اعتقاده بأن “زخم نظام الأسد قد تباطأ، وأن الوضع يتجه نحو عدم تفضيل النظام”، وكما قال “لو كنت مكانه، فسأجد فرصة للنظر إلى طاولة المفاوضات”. وكان الأردن كشف رسميا اول من امس عن بدء “مساعدة وتدريب أبناء الشعب السوري والعشائر السورية على مواجهة داعش، منذ أيام”، على أراضي المملكة. وبينت مصادر مطلعة لـ”الغد”، أن التدريب “سيبدأ ببضع مئات من الثوار السوريين، لكنه سيصل إلى حوالي خمسة آلاف سنويا”، كما اشارت إلى ان الأردن سيكون “أحد المواقع الرئيسية والأكبر للتدريب من بين أربعة مواقع، وهي كل من تركيا وقطر والسعودية”.
البنتاغون: تدريب سوريين للاشتباك مع”داعش”وليس مع قوات الأسد
19