رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر في الوقت الحالي، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي نجح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أن يعيد لمصر مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي .. وحدث ذلك خلال أقل من عام منذ أن فاز في أول انتخابات رئاسية يخوضها نهاية يونيو الماضي .. ويمكن القول إن العالم تغير منذ أن استشعر الخطر من الإرهاب الذي يمكن أن يطوله في أي وقت .. وبدأ يتعامل مع التحديات التي تواجهها مصر بشكل أكثر إيجابية عما كان عليه الحال من قبل .. فالإرهاب هو الإرهاب هذا ماأكده الرئيس عبدالفتاح السيسي لوفد الكونجرس الأميركي الذي التقاه هذا الأسبوع، حيث أكد أن كافة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة تجمعها مرجعية فكرية واحدة، كما شدد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالتعامل مع ظاهرة الإرهاب بمنظور شامل لايعتمد على الحلول الأمنية فقط، وإنما يشمل أيضا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هذه الجماعات المتطرفة تتبنى أفكارا مغلوطة، ولا تؤمن بالقيم الحقيقية للدين الإسلامي الذي يدعو إلى التسامح والتعايش السلمي واحترام الآخر.
الرئيس المصري أكد للوفد الأميركي الذي ترأسه ديفيننوينز رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب أن ماحدث في مصر يوم الـ30 من يونيو كان تجسيدا لإرادة الشعب المصري الذي ثار ضد محاولات تغيير هويته واستخدام الديمقراطية في تحقيق أهدف جماعة بعينها وفرض إرادتها على حساب الوطن،وعلى الأميركان أن يتفهموا مايدور في مصر في ضوء اختلاف ظروفها وطبيعة التحديات التي تواجهها مطالبا الدول الصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة بمساندة مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ودعم الجهود المصرية الرامية إلى مواصلة عملية التنمية، وتوفير الأمن للشعب المصري لما لذلك من انعكاسات إيجابية على استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
العالم بدأ يتفهم أن استقرار مصر من استقرار العالم هذا ما أكده وفد الكونجرس الأميركي للرئيس السيسي، حيث قال أعضاؤه إن مصر تعد حجر الزاوية وأساس الاستقرار في الشرق الأوسط، وإن مساعدة مصر على تجاوز التحديات اتي تواجهها يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وإنهم باتوا يتفهمون وجهة النظر المصرية ويرغبون في نفس الوقت في تعزيز العلاقات الاستراتيجية.. بل وأكد أعضاء الوفد الأميركي أيضا استمرارهم في دعم مصر داخل الكونجرس الأميركي وتقديم كافة المساهمات الممكنة بما في ذلك على الصعيد العسكري لمساندة مصر في حربها ضد الإرهاب، سواء في سيناء أو لتأمين الأخطار التي تهدد أمن مصر القومي على حدودها الغربية ويقصد هنا الحدود مع ليبيا!!
نفس الكلام كررته ألمانيا على لسان وزير خارجيتها فرانك شتاينماير الذي التقاه الرئيس المصري في نفس يوم لقائه وفد الكونجرس الأميركي، حيث قال شتاينماير للسيسي إن بلاده تدرك أهمية ودور مصر المحوري في الشرق الأوسط مؤكدا أيضا وقوف بلاده إلى جانب مصر ومساعدتها على مواصلة عملية التنمية الشاملة والتحول الديمقراطي. كما شدد وزير خارجية ألمانيا على أن مصر تعد شريكا رئيسيا لبلاده وللاتحاد الأوروبي، ومن الضروري العمل على إزالة أي نقاط خلاف بين الجانبين والتقريب بينهما .. والرئيس المصري بدوره أكد أنه في الوقت الذي تقوم فيه مصر بمحاربة التطرف والإرهاب فإنها تسعى في نفس الوقت لإرساء دولة القانون واحترام الفصل بين السلطات وتصويب الخطاب الديني واستكمال خطوات خارطة الطريق بتنظيم الانتخابات البرلمانية خلال العام الجاري!
السياسة المصرية المتزنة التي انتهجتها مصر عقب (ثورة الـ30 من يونيو)أسهمت إلى حد كبير في أن تسترد مصر مكانتها الإقليمية والدولية رغم الظروف والتحديات الصعبة التي تواجهها، حيث سعى الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه الحكم في يونيو الماضي إلى إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم، حيث أحيا أولا العلاقات مع روسيا حتى عادت إلى سابق عهدها .. وأقام علاقات متينة مع الصين حين قام بزيارتها .. واهتم بالملف الافريقي ونجح في إزالة الخلاف بين مصر وأثيوبيا حول بناء سد النهضة الأثيوبي .. ونجح في إقناع الولايات وأوروبا باحترام خيارات الشعب المصري الذي ثار على جماعة حاولت تغيير هويته وفرض إرادتها .. ولم يغفل السيسي في نفس الوقت دور مصر العربي الذي توج بقرار تشكيل قوة عربية مشتركة في شرم الشيخ نهاية مارس الماضي.