عروبة الإخباري – أكد سماحة الشيخ مفتي عام سلطنة عُمان أحمد بن حمد الخليلي على أن هناك فئة من العلماء تسعى إلى توحيد الصف وجمع الشمل، ولابد أن تكون هناك سياسة من الحكام أيضا تتوجه إلى جمع وتأليف الشمل، وقال:”أحمل منظمة التعاون الإسلامي مسؤولية كبيرة، حيث يجب أن يكون لها دور في جمع الأمة والسعي إلى ردم الهوة ونبذ الخلافات بسبب العنصرية والمذهبية الإقليمية، مؤكدا سماحته: ينبغي الوقوف ضد أي خطوة تسعى إلى تمزيق الأمة.
جاء ذلك خلال مقابلة اجرتها معه قناة الميادين الخميس الماضي ، حيث دعا سماحته إلى نبذ التنازع والفرقة والتنافر بين الامة الإسلامية، وأكد على ان الأمة بحاجة إلى ما يخرجها من هذه الغثائية وأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مدنيا بطبعه، إجتماعيا بفطرته، فهو لا يستقل بمصالحه عن بني جنسه ولا يستقل بأعماله أيضا عن بني جنسه فكل عمل يعمله الإنسان لا بد أن يشاركه فيه غيره حتى ينجح ذلك العمل، لأجل هذا كان التداخل بين الناس وكانت ضرورة التفاهم بينهم لأنه إن لم يكن بينهم تفاهم كان بينهم تنافر وأدى هذا التنافر إلى الشقاق والعداء، وكان من الضرورة أن يكون هنالك ما يلملم هذا الشتات ويجمع ما بين الناس.
وفي سؤال وجهه مذيع القناة لسماحته حول إمكانية إيجاد السلطنة لخطوات عملية لإيقاف الفتنة الكبرى، وأن يقود سماحته حملة لإطفاء الحريق في العالم الإسلامي، قال: “ما أحسن ذلك ونتمنى أن نجد تجاوبا من إخواننا في هذا الأمر، ففي ندوة تطور العلوم الفقهية والشرعية، عرجت على هذا الموضوع ودعوت إلى إطفاء هذا الحريق ونزع هذا الفتيل، وإلى أن يتحول العلماء إلى حكماء، كما يجب تقديم الإسلام من خلال مبادئه والمبدأ لا يدان بإنحراف أهله إنما يدان أهله بإنحرافهم”.
وحول التكفير في العالم الإسلامي الذي يدعو الى القتل قال سماحته: هذا يرجع قبل كل شيء إلى الموروث الفكري الذي تعمق في هذه الأمة، هذا الموروث الذي إنحرف بالناس عن النهج السوي، ولا ريب إننا إذ رجعنا بالقرآن الكريم فإننا نجده إنما جاء بعقيدة الإيمان بالله واليوم الأخر، وجعل كل خير منوطا بالإيمان.
وبخصوص ان كل طائفة وملة تستخدم مبانيها في معالجة الموروث الإسلامي قال سماحته : كم تمنينا ان يكون التمسك بالإسلام الذي يجمع ولا يفرق ويؤلف ولا ينفر ويقرب ولا يبعد وينصف ولا يظلم، وندع هذه العصبيات، ولا يوجد شك بأن هناك إجتهادات، حيث كان الأئمة السابقون يقولون قولي صواب يحتمل الخطأ ومع ذلك صار الأتباع يقولون هذا القول هو حق وما عداه باطل.
مضيفا: علينا أن نأخذ بمبدأ الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وعلينا ان نعتز بإنتمائنا إلى الإسلام، وكل فرقة وكل فئة من الفئات عليها أن تعتز بالإنتماء إلى الإسلام لا بالإنتماء إلى الطائفية، والإنتماء إلى الطائفية هو الذي عمق هذه الهوة بين الأمة وقسمها إلى أشلاء متفرقة وجعلها في وضع لا تحسد عليه من الإنحطاط والبعد، والأمة الآن زادت عن المليار والنصف مليار وأصبحت في غثائية ونحن بحاجة إلى إخراج الأمة من هذه الغثائية.
وأيد سمحاته في حديثه أن الامة عندما التصقت بالإسلام الحضاري صارت صاحبة قرار في المسرح العالمي وعندما مالت إلى المذهبية والطائفية صارت امة تابعة.
وقال سمحاته إن إعادة إنتاج الفتنة للغباء او للعمالة لمن يريد أن يفرق الأمة ويتركها مشتتة لأن مصلحة العدو في هذا التشتت، ولو إجتمعت كلمة الأمة والتقت على حب الله ورسوله ودينه لزالت هذه الفوراق بين الأمة.
وأكد سماحته من خلال البرنامج التلفزيوني: نحن نؤيد التقريب بين المذاهب الإسلامية ونتمنى أن يتحقق ذلك وأن يتم إخلاص النيات لهذا الأمر وآلا يكون التقريب شعارا بل رسالة تؤدى.
وأوضح في حديثه لقناة الميادين أن حب الدنيا كما يقال رأس كل خطيئة، وهو الذي اورث الأمة الإقتتال والتدافع والتناحر وما نجم عن ذلك من التكفير والتضليل الذي لم يقف عن أي حد.
وحول الشبهة الأكاديمية التي تقول بأن الإباضية هم الخوارج، أوضح سماحة الشيخ في حديثه: لا ريب أن هذه الشبهة عمقت واُطرت في إطار من الدعاية عن عمد من اجل تضليل العقول، نحن لانتفق مع الخوارج. اما الإباضية فكانوا عند جميع مواقفهم ينشدون العدل والإنصاف.