عروبة الإخباري – أظهرت عملية “عاصفة الحزم”، التي أعلن التحالف العربي عن انتهائها الثلاثاء 21 نيسان/ أبريل الجاري، وبدء مرحلة “إعادة الأمل”، صورة هشة للنظام الإيراني، تختلف تماما عما كانت عليه قبل بدء العملية في 26 آذار/ مارس الماضي.
وحققت “عاصفة الحزم” بقيادة السعودية، هدفا استراتيجيا يتمثل في ترسيخ صورة إيران العاجزة عن دعم حلفائها خلال الأوقات العصيبة، وبددت مفهوم الردع الذي حاولت طهران بناؤه خلال مساعيها لفرض نفوذها على منطقة الشرق الأوسط، ما أدى إلى إثارة شكوك أذرعها في المنطقة حول قدرة طهران على التدخل بصورة فعالة يمكنها أن تغير الموقف على الأرض.
وفشلت أجهزة الاستخبارات والأجهزة المعنية برسم الاستراتيجيات في إيران، في تقدير الموقف بشكل سليم، قبيل وأثناء العملية العسكرية، وهو ما أدى في النهاية إلى اهتزاز صورة تلك الأجهزة داخليا وخارجيا، مع أنباء عن إقالة قيادات استخباراتية كبيرة، بعد التقديرات التي حددتها إبان تحريك السعودية لقواتها البرية إلى حدود اليمن قبل بدء الضربات الجوية بساعات، حين استبعدت إقدام الرياض على أي عمل داخل الأراضي اليمنية.
وكانت وزارة الاستخبارات والأمن القومي الإيرانية أقرت بعد بدء “عاصفة الحزم” بأنها لم تكن على علم مسبق بالعملية.
واعتمدت طهران على مسارين للتعاطي مع “عاصفة الحزم” أحدهما يتعلق بالجهود الدبلوماسية الدولية التي قادها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بوصفه الأكثر قبولا وشهرة في الأوساط الدولية، على خلفية دوره في مفاوضات الاتفاق الإطاري في مدينة لوزان السويسرية، فيما تمثل المسار الثاني بالتهديدات التي أطلقتها شخصيات مثل نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أو عبر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله.
ويرى مراقبون أن “الخطأ في التقديرات الاستخباراتية والاستراتيجية الذي وقعت فيه إيران قبيل وأثناء عاصفة الحزم ينضم إلى فشلها حين استبعدت إمكانية تحرك قوات درع الخليج لإنقاذ الموقف في البحرين قبل أربعة أعوام، حيث بنت طهران تقديراتها على أساس استبعاد التدخل العسكري العربي في الحالتين، ما يعني أن أجهزتها المعنية بهذا الشأن، تواجه أزمة كبيرة في تقدير الموقف، وأن القيادة الإيرانية الراديكالية ربما في حاجة للاعتراف بفشل تلك المنظومة”.
وخلقت عملية “عاصفة الحزم” حالة من الغليان بين أذرع إيران في المنطقة، والتي بدأت في التشكيك بمواقف طهران تجاهها، وإذا ما كانت بالفعل تمتلك القدرة على التأثير.
وعلى غرار نظرة الدول والكيانات والأفراد الداعمة للشرعية اليمنية تجاه موقف إسلام آباد المحايد من العمليات العسكرية، وانتقاده أحيانا، نظرت مجموعات وكيانات داعمة للحوثيين إلى طهران من نفس المنطلق، واعتبرته موقفا محايدا، قبل أن تفسره بمهفومه الصحيح، وهو “عجز طهران عن التدخل والتأثير”، ومن ثم بدأت في توجيه انتقادات واتهامات حادة للقيادة الإيرانية.
ويرى مراقبون أن “سرعة رد الفعل الإيراني تجاه الإعلان عن توقف عاصفة الحزم، مساء الثلاثاء، وترحيبها السريع بهذه الخطوة، يأتي في إطار محاولة طهران الإيحاء بأن قرار انتهاء العاصفة جاء بناء على تدخلاتها السياسية أو إرسالها لعدد من القطع البحرية إلى المنطقة، على الرغم من أن عملية إعادة الأمل ليست سوى المرحلة الثانية من عاصفة الحزم، وربما يظهر هذا فشلا إيرانيا آخر في قراءة الموقف، حيث يعتبر البعض أن ما توقف من عملية عاصفة الحزم، هو استخدام هذا المصطلح فحسب، خاصة مع الأنباء عن استمرار الحوثيين في أعمالهم العدائية”.