عروبة الإخباري – قال مصدر مسؤول في الشرطة العراقية أمس إن عناصر تنظيم داعش باتوا يضيّقون الخناق على القوات الأمنية وسط مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، غربي العراق.
وأوضح المصدر، الذي يعمل في قيادة شرطة محافظة الأنبار، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن “عناصر داعش سيطروا على حي الشركة وسط المدينة، والذي تبلغ المسافة بينه وبين المجمع الحكومي أقل من 500 متر، وضيقوا الخناق أكثر على القوات المدافعة عن المدينة”.
وأضاف المصدر “هناك حشود كبيرة لتنظيم داعش استعدادا لشن هجوم على المجمع الحكومي، الذي يضم بناية مجلس المحافظة ومقر المحافظ ومديرية الشرطة”.
وكانت القوات العراقية، بدأت في الـ8 من الشهر الجاري، حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم داعش، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية.
ولم يسبق إطلاق الحملة أيّ تفاهمات سياسية مع العشائر السنية في المنطقة التي يرى فيها داعش ملاذا جغرافيا ومذهبيا آمنا.
وقال واين وايت، الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن “لا توجد أيّ اقتراحات أو حتى إشارات أرسلت من بغداد إلى السنّة تدفعهم في اتجاه التخلي عن اعتقاداتهم بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية”.
ولم تكن محاولات العبادي لإدماج السنّة في العراق ضمن الحكومة وتوسيع دائرة مشاركتهم في صنع القرار مقنعة على ما يبدو لوايت الذي عمل في السابق كمتخصص في الشؤون العراقية في الخارجية الأميركية.
وأضاف وايت “أدلى العبادي ببعض التصريحات، لكن هذا لا يلغي تلك الشكوك. لم نلحظ أيّ خطوات لتغيير قواعد اللعبة هناك”.
وحاول العبادي إظهار جهوده في محاولة استقطاب السنّة الذين يتهمهم كثير من السياسيين الشيعة في بغداد بأنهم تحولوا إلى حاضنة شعبية لمتشددي داعش.
والخطوة التي تواجه معارضة من ميليشيات الحشد الشعبي، تعكس تنامي الثقة بين صفوف الحكومة في مقاتلي العشائر.
وقال يزيد صايغ، الباحث في معهد كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط، “قام العبادي بخطوات هنا وخطوات هناك، لكن في النهاية يظل ما يفعله ترقيعا لثغرات واسعة”.