عروبة الإخباري – قرأت الشاعرة غدير حدادين عدداً من نصوصها في أمسية لأقيمت مؤخراً في رام الله بفلسطين بدعوة من متحف محمود درويش.
قرأت حدادين في الأمسية التي حضرها السفير الأردني خالد الشوابكة مجموعة من قصائدها من ديوانها «أشبهني» الصادر حديثا عن أمانة عمان الكبرى، ونصوص شعرية جديدة من ديوان جديد سيصدر لاحقا.
وقالت حدادين:»عندما ندرس التاريخ ونعرف قضايا الأمة وفجأة نلامس هذا الشعور، نكون في حضرة الجمال ونلامسه، فما بهرني منظر القدس وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة وكنيسة المهد، فكان شعورا ممزوجا بين الحنين والوجع، وأما ملامح السكان فكان فيها الصمود والارادة القوية والصبر، ولم تكن القسوة وانما ارادة بالاستمرار».
وأضافت: تجسدت أمامي ملامح صور وشريط كامل لم نعش بها وانما قرأناها كقضايا في الكتب، ولامست هموم الناس، فالطفل هناك يعي تماما ما هو الاحتلال، ولديه ادراك أكثر فهو معبأ بالحالة التي يعيشون بها، ومفهوم الخوف ليس موجودا».
وتابعت: «إن التوأمة الموجودة والمتداخلة بين الأردن وفلسطين شعرت بها هناك، فلم أشعر اني في دولة أخرى، فما يفصله بين الدولتين مجرد حدود فقط»، لافتة إلى أن قناة فلسطين قامت باستضافتها ضمن برنامج حواري فكانت أكثر احتكاكا مع المشاهد الفلسطيني، ونقل المشهد الأردني من خلال كليب عمان الذي نقل حبنا لعمان في عيون الشعر.
وأكدت حدادين أن تجربة :»متحف درويش تعد بصمة مهمة كمكان حضن كثير من المبدعين الذي تركوا بصمة واضحة، وأتمنى أن أكون قد تركت ذلك الأثر، فاطلعت في متحف درويش على كتبه وجوائزه وحياته».
وقال الشاعر الفلسطيني عبد السلام العطاري الذي أدار الأمسية في رام الله:»هنا تحتفي الحَضرةُ بالنصِّ وبالصورةِ وبالحكايةِ والقصيدة، بهذا يستهلُّ الشاعرُ على غير الناقد ظهورَ مقام الورد وعطرِه الذي يسيل على شفتيّ الكلام والمعنى شهد المقولة، والمقولة بين شفتين تعيد النبرةَ أغنيةً من جديد، فيها الوفاءُ للأرض للناس لرِّبةِ شَتول تشربها من شتاء غمسّ من بحرنا غيمته وأمطرها على العباد».
وقرأت حدادين: قصيدة «سلالة جديدة من الفرح»
وأنتَ..
أيها الفرحُ المنتظر..
ياغناء السنابل الملآى في أكفِّ المناجلْ!
يا صفاء الشمسِ فوقَ دروب الذاكرة
وسطوح المنازلْ..
أكنتَ الغريبَ الذي التقيتُهُ يومًا؟
لـم أعرفكَ من ارتجافِ شفتيكَ الظمأى،
لـم أرتدِ ظلكَ المسافرَ مع وجوه الأحبة،
لـم أشعرْ بلثغةِ ضحكتكَ الملونة،
هل أنتَ هنا؟!
هل مازلتَ تبتسم خلف عيونهم،
أم سافرتَ خلفَ ليلِ الحياةِ الباردة !
فليكُنْ!!
سنحفظُ الرَّمادَ
في سُلالةٍ جديدةٍ من الفرحْ».
وقصيدة «لقاء»:
ها أنا في مهبِّ العاصفةْ
أبحث عن قصيدة يُقبّلُ كفها الوقت.
ها أنا اصافح السماء بأمنية وأمضي..
ها هي القهوةُ تلبسُ أسودها البهي!
والطاولة تكتسي بأوراق الهدوء الناعمةْ،
ها هي الطرقات تغادر معنا دون أثر
ها هي عيناك تصافح المقهى،
تصافح رقَّة الكحل في عيني
تصافح حيرتي المنسكبة في فنجان القهوة
أرتشفُها وأمضي
كما في كل مرة».
غدير حدادين تحيي أمسية شعرية في رام الله
14
المقالة السابقة