عروبة الإخباري – أثار موقف وزارة الخارجية في تعاملها مع ملف “اردنيي اليمن” استهجانا واسعا من قبل اصحاب العلاقة المباشرة ووسائل الاعلام والمواطنين، فتباطؤ الخارجية في تعاملها مع هذا الملف واكتفاؤها بالتصريحات على لسان ناطقها الاعلامي طوال فترة المناشدات زاد من وتيرة الاستهجان من تقصير الخارجية في تعاملها بهذا الملف.
وبالرغم من سوء الاوضاع وتدهورها في ظل الفلتان الامني الموجود في اليمن ومناشدة هؤلاء الطلبة وذويهم باعادتهم الى البلاد، الا ان الخارجية اكتفت بالتصريح بانها تعمل وفقا للموقف والتطورات لاعادتهم، وبعد عشرة ايام تقريبا من الحرب في اليمن بدأت الخارجية العمل على عودة الاردنيين الموجودين في اليمن وقد تم اخلاء 145 اردنيا خلال اليومين الماضيين.
وتساءل مراقبون عن الاسباب التي جعلت الخارجية لا تتأكد بصورة مباشرة من اجلاء رعاياها في صنعاء قبل بدء الضربات إلى جانب السعودية في “عاصفة الحزم” بالرغم من تبرير الخارجية بأن ذلك جاء لاهداف ادارية قد اخرت العمل به.
وقال وزير الخارجية ناصر جودة إن المشكلة الرئيسية بإجلاء الطلبة الأردنيين في اليمن كانت تتعلق بتوزعهم في كل أنحاء اليمن.
وأكد جودة خلال وجوده في مجلس النواب امس الأحد، أن غالبية الطلبة الأردنيين يوجدون في صنعاء وضواحيها وتعز والمكلا وهي مناطق شاسعة ووعرة، والمواصلات فيها غير سهلة.
وقال جودة إن عدد مواطني بلاده الذين تم إجلاؤهم من اليمن منذ بدء العمليات العسكرية “عاصفة الحزم” بلغ 145 مواطنا. وأشار إلى أن الخطة الأردنية كانت تذهب باتجاه إجلاء الأردنيين جوا، إلا أنه تبين بعد اتصالات بوزراء خارجية اليمن ومصر وجيبوتي أن نقلهم بالطائرات سيشكل خطرا على سلامتهم، ولذلك تم التوجه لنقلهم برا عبر السعودية، حيث وصلوا عبر ثلاث دفعات بمجموع 145 شخصا.
ونفى الوزير جودة قيام جماعة الحوثي باحتجاز طلبة أردنيين قائلا: إنه تم تأخير بعض الطلبة بسبب إجراءات خروجهم، ولم تتم أية عملية احتجاز لهم.
واشارت الناطقة باسم وزارة الخارجية صباح الرافعي الى ان العمل ما زال مستمرا وعلى مدار الساعة لتأمين اجلاء جميع الاردنيين الموجودين في اليمن ضمن خطط موضوعة يتم العمل عليها من قبل مركز عمليات وزارة الخارجية بالتنسيق مع السفارة في صنعاء والجهات المختصة بشكل يضمن سلامة الرعايا الاردنيين وعدم تعرضهم للخطر.
واكدت الرافعي أن الطلبة الأردنيين الـ 55 الذين أشيع نبأ احتجازهم يوم السبت في صنعاء تم تأخيرهم فقط للتدقيق وبعض الإجراءات الإدارية، وأنهم راجعوا أحد المراكز الأمنية وكان معهم مندوبا عن السفارة، وأضافت أنه تم الطلب منهم العودة اليوم الأحد للمركز الأمني لاستلام جوازات سفرهم.
وكان اردنيون موجودون في اليمن قد أكدوا في وقت سابق أن هناك عددا كبيرا من المغتربين الموجودين في اليمن ومن عدة بلدان قد تمت اعادتهم وعلى الفور الى بلادهم منذ بداية الازمة ومن دون مناشدة او القيام بعدة محاولات من اجل ان ترتب لهم الخارجية طريقة العودة، مستهجنين موقف الخارجية الاردنية وردة فعلها المتهاونة – على حد وصفهم – باعادتهم الى البلاد.
وفي السياق عينه كان قد ناشد لأكثر من مرة ذوي الطلبة عبر وسائل الاعلام التدخل في عودة ابنائهم موضحين أن ابناءهم محاصرون داخل منازلهم بعضهم في صنعاء ومدن أخرى، من جراء القصف المتواصل واقتحام الحوثيين المنازل وقيامهم بالسلب والنهب، وان حياة الطلبة الاردنيين في اليمن مهددة بالخطر، لعدم وجود مطارات لاغلاق كافة مدارجها، واغلاق الحدود اليمنية من عدة جهات واحكام الحوثيين سيطرتهم على العاصمة، مشيرين الى ان السفارة الاردنية اصبحت عاجرة عن مساعدة الجالية الاردنية في اليمن.
اتهامات بتقصير “الخارجية” في تعاملها مع اردنيي اليمن.. وجودة يبرر
19
المقالة السابقة