لم يسلم اليمن السعيد من تخريب بعد أن استهدفته أجندة إيران التوسعية الخبيثة، كما لم يسلم قبله العراق ولا سوريا ولا لبنان.
أما تهديد دول مجلس التعاون الخليجي فيتواصل صباح مساء وعيون إيران في نهاية المطاف على بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
لم يعد الأمر سرا وقيادات ورموز صانعة للقرار أو قريبة منه تصرح بذلك علانية ودون خجل أو وجل.
النموذج الذي تسعى إيران لتصديره بالكيد أو بالقوة هو نموذج مشوه لا يلبي أدنى متطلبات التنمية والتقدم، ناهيك عن أبسط مقومات السلم الأهلي أو العيش بكرامة، وهي تنشط في هذا السبيل براجماتيا تزرع الفتن وتخترق المجتمعات وتفرق الشعوب وتقسم الدول بهدف السيطرة وبسط النفوذ، نموذج تحريضي يستدرج أبناء الوطن الواحد ويشرعن لهم فضيلة قتال أشقائهم في حرب بالنيابة هم في النهاية الخاسر الأكبر، بينما هي أول الرابحين.
نام العالم ومنهم العرب على هذا التهديد الخطير ولم يتحركوا مبكرا ولم يستشعروا الخطر، إما غفلة أو سوء تقدير أو ثقة مفرطة في غير محلها، وهكذا سقطت دول وعواصم في براثن نفوذ إيران، ما أغرى إيران للإعلان بكل صلافة عن إحياء الإمبراطورية الساسانية وعاصمتها بغداد!!، بل والهيمنة على ممرات مائية دولية وبحار وخلجان!!.
تصدير الخراب للعرب لن يتوقف عند حدودهم وإيران جارة والعرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي إلى ما لا نهاية ولهذا سوف تتأثر إيران، إن عاجلا أو آجلا، وسياستها هذه لن تخدمها في الأمد البعيد، هي لاشك مخطئة في رؤيتها والعالم تغير، إيران اختارت العزلة الدولية بعد أن استشعر الجميع خطرها، وقد أمهل العرب إيران وصبروا على مكرها وخبثها وعدوانها، لكنها فسرت طول النفس والحكمة بأنه ضعف وهو لم يكن كذلك في يوم من الأيام، ما دفعها للغلو في الأذى ولهذا كان من الضروري أن يعتمد العرب مقاربة جديدة تحمل هذه المرة رسالة مختلفة ربما ستفهمها إيران بشكل أفضل، وكانت…… عاصفة الحزم.
بالطبع لكل موقف ثمن، وإيران لم تترك لنا إلا خيارين، إما الحياة بذلة أو الموت بكرامة، وقد اخترنا:
وإن لا تمت تحت السيوف مكرما….. تمت وتقاس الذل غير مكرم
طارق الهاشمي/عاصفة الحزم.. رسالة من نوع خاص
23
المقالة السابقة