كتبت جيهان اللمكي – عودة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله و رعاه بعد رحلة علاجية في المانيا كانت بمثابة الاختبار الحقيقي للعمانيين الذين عرفوا بحبهم الفياض لقابوس الحكمة .. الأعين تسمرت أمام شاشة التلفاز العماني و هي تترقب لحظة الوصول .. و في كل خطوة خطاها من سُلم الطائرة كانت القلوب العمانية تلهج شكرا لله على نعمة عودة الروح لعمان ،، و بانيها السلطان
كلنا عبر عن فرحة العودة بعد طول انتظار و لم نفكر كيف كانت الايام صعاب على الاب الحكيم الذي لم يعتد ان يبعد كل هذه الفترة عن عمان و ارضها ،، كيف مرت الايام و الاشهر (لظروف نعلم أسبابها) ،، كلمات سمعناها عندما حدثنا في نوفمبر اثناء العيد الوطني الرابع و الأربعين عبر أثير الغربة و انتفضت القلوب فرحة برؤيته و حزناً على بعده لظروف صحية .
انه قابوس الإنسان ذو القلب النابض بالحب و الشعور بالانسان العماني
… انه الرجل الذي علمنا الحكمة دون ان نشعر و علمنا معنى المواطنة الحقيقية دون ان نعلم ،، لقد ميزنا فوق ما نستحق ، و منحنا ميزة لن نحظى بها عبر الازمان ، فصنع بنا مشاعر الفخر و الاعتزاز و نحن نحمل جواز السفر العماني ، لنقول بكل ثقة (نحن عمانيون ).
قابوس ادهش العالم بمدى الحب الذي زرعه في نفوس أبناءه ، ليعلمنا أن للعطاء خلود وأن حب الوطن فوق كل اعتبار ،، و اليوم ادركنا معنى كل كلمة في خطاباته الوجيهة و مغزاها السديد وادركنا كل خطة وطنية اطلقها في عنان سماء البناء الوطني ، و ادركنا حكمة التأني في اتخاذ القرار و عدم الاستعجال في حل الأمور ، و تعلمنا معنى الاعتدال و الحياد .
و رغم كل ما فهمناه عن هذا الكمال الانساني الا ان لغز الحكمة يحتاج منا أجيال لفهمها
تجلياتٌ إنسانية أثبتت جمال الروح العمانية
فحالة لا منتهية من الحب المتدفق مستمرة لعمان و قائدها .. مع مشاركة محبي عمان هذه الفرحة من كل دول الخليج و الدول العربية
و لا لوم ان كانت نظرة الاندهاش للمشهد الانساني الذي تعيشه عمان هذه الايام فلم يعتد العالم العربي تحديداً أن يرى فيضاً من المشاعر النبيلة لقائد وعد مواطنيه فردا فردا في بداية السبعينات و استمر في اطلالته عليهم بكل محبة و احترام طوال عقود لقد خاطبنا لاول مرة بعد مرور اربعة عقود من عمر مسيرته و هو في رحلة علاجية خارج البلاد .. فكان أمرا خارج المعتاد و تقديرا لا يضاهيه تقدير , نعم كل هذا الحب يكنه قابوس لابناء بلده و كل هذا العشق يحمله العمانيون لقابوس ..
كيف لا ؟ و قداعتدنا في كل صباح ان نحيي العلم و نردد بكل عفوية و صدق يعيش جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ….
اخترنا ان نجند نفوسنا في حب عمان رغم كل ملذات الحياة و الانانية التي تنتابنا كعامة البشر
ولكن مبدأ واحد في كل بيت هو ان لا نزايد على حب البلاد و مهما تغربنا فالطيور الى اعشاشها تعود
و عش عمان الدافيء يحلق بنا الى نكون عمانيون فقط
الازمات العربية كانت خير برهان على ان الحقوق الموجدة للانسان العماني هي ما ميزت المسيرة العمانية … قبل سنوات ساد الضجر في عمان .. اسوة بشعوب عربية نالها الربيع المشؤوم .. حاولنا ان نكون مثلهم و لبس البعض قناع الظلم المزيف و كأننا عشنا في غابة لم يطلها النور … و لكن صانع حكمة استجاب للنفوس الحائرة و الاخرى الزائفة ليعلمنا درس الاحترام و الصبر و الثقة … لقد انقشع ضباب الزائفون فلا حس لهم و لا مكان !!؟ و صح الصحيح بعمانية الانسان العماني و استمراره في النظر الى العلا دون تردد و انحناء .